عبارة وحيدة تصف ما يحدث اليوم في الإمارات.. فالمرء، الذي يبدع في إنجازه يقال فيه: "تفوّق على نفسه".
وها هي الإمارات تتفوق على نفسها، رغم كل ما أبدعته من إنجازات.. هنا، على واحدنا أن يقف طويلاً متأملا في هذا المنجز الجبار، الذي لا يمكن أن تحققه إلا عقلية قائد دخل التاريخ بحكمته ورؤيته وبصيرته، إنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حفظه الله.
إن منجزات الإمارات السابقة عبر تاريخها، وصولاً إلى استضافة أعرق وأكبر معارض العالم وأطولها مدة، ولأول مرة في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب شرق آسيا، وبتأييد أكثر من 70% من أعضاء مكتب معارض "إكسبو"، الذين لهم حق التصويت، إنما هو انتصار للقوة الناعمة للإمارات، ومحطة محورية تعزز وضعها على خارطة العالم كقوة مؤثرة، كعهدها، حاضنةً ثقافات وصناعات العالم، مضيفة ملايين الزوار من أنحاء العالم في عزّ جائحة كورونا، إيذاناً بالتعافي منها وعودة الحياة إلى طبيعتها بإذن الله.
إنّ سرّ هذا التحضير الجيد لافتتاح "إكسبو دبي" عائدٌ إلى متابعة حثيثة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وتفانيه في سبيل أن يقدّم للإمارات والعالم أيقونة عالمية بامتياز، وليس غريباً على سموّه أن يزور، قبيل الافتتاح، غرفة عمليات "إكسبو 2020"، استعدادا لاستقبال وفود 192 دولة، ليطمئن بنفسه على جاهزية كل شيء.
وليس غريباً على صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، هذا الحماس والاستعداد للتوجيه بكل ما من شأنه إنجاح هذا الحدث الإماراتي العالمي، وهو القائل: "قدرات فريقنا الوطني وكفاءتهم، بقيادة أخي محمد بن راشد، ستقدم للعالم نموذجاً ملهماً في الإرادة والعزيمة والإنجاز، مستلهمين من إرثنا العريق في التواصل والتبادل الثقافي".
سر هذا التحضير الضخم عائد أيضا إلى تلاحم الإمارات والإماراتيين، قيادةً وشعباً، مواطنين ومقيمين، وإخلاصهم في العمل معاً، لرفع رايتهم خفاقةً في مجال التنافسية العالمية واستحقاق الريادة.
نعم، ستقدّم الإمارات للعالم تجربة لا تُنسى، ودرساً في صناعة التاريخ، وهي تدخل عتبة الخمسين الثانية من عمر الدولة، وسيكون "إكسبو دبي" علامة فارقة في مسيرة ريادة الإمارات، فسنواتها القادمة ليست كالماضيات.
نتحرك بإرث الآباء المؤسسين، ورؤية القيادة الحازمة، التي تعمل على استشراف المستقبل وحيازة المركز الأول في كل المجالات، فالسنوات الخمسون القادمة تحمل الأمل مقروناً بالعمل على تحقيق المستحيلات، والدولة، التي تنطلق اليوم من "إكسبو" هي الدولة، التي أوصلت مسبارها إلى المريخ، وافتتحت مفاعلاتها النووية السلمية وشغّلتها بجدارة، وبأيدٍ وكفاءات وطنية، وها هي اليوم تتطلع إلى ما هو أبعد من المريخ، وما "إكسبو دبي" إلا أول الغيث.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة