في حدث شهده مئات الملايين من المتابعين حول العالم، إكسبو ٢٠٢٠ دبي، أعلن البارحة انطلاق فعالياته كمعرض عالمي يحتضن أجنحة ١٩٠ دولة.
حفل افتتاح فعاليات إكسبو ٢٠٢٠ دبي مساء الخميس، الذي يعقبه اليوم إطلاق الألعاب النارية من ٣ مناطق مختلفة في دبي، بهر العالم وحبس الأنفاس وشد الأنظار إلى روعة وإبداع وإبهار المشهد الذي بدا كاملا من مختلف نواحيه وزواياه، حتى ظهر كأنه عنوان لرسالة الخمسين عاما القادمة من عمر دولة الإمارات العربية المتحدة.
إكسبو ٢٠٢٠ دبي هو المعرض الدولي الأكبر والأول من نوعه الذي يقام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو الحدث الأضخم عالميا في ظل أزمة لا تزال دول العالم العظمى تترنح بسببها، ولكن اقتصاديي العالم وخبراءه يهللون ويستبشرون كثيرا بهذا الحدث الدولي المهم، ففي ظل أزمة فيروس كورونا ومتحوراته، شهدت الاقتصادات العالمية هبوطا حادا وصل إلى حد انهيار منظومات وحكومات ودول بأكملها، نتيجة الإغلاقات والحظر والإجراءات الصارمة التي اتخذت ولا تزال تُتخذ في عدد من دول العالم للحد من انتشار فيروس كورونا والسيطرة عليه، في وقت كانت خلاله دولة الإمارات تبني وتتقدم بخطى ثابتة وتنجز ما كان مخططا له بإصرار وإتقان أذهل العالم كله، بل زادت الإمارات على ذلك عبر تقديمها يد العون المادي واللوجستي لدول الأرض كافة، ورغما عن كل الظروف المحيطة.
هذا الحدث الذي يتوقع خبراء الاقتصاد أنه سيحقق للاقتصاد الإماراتي عوائد تفوق ١٢٠ مليار درهم على المدى البعيد، لن يشكل قفزة نوعية اقتصادية فقط، بل إن تنظيمه واستضافته وتأكيد انطلاقه في هذه الفترة، يعطي الدول والشعوب دفعات معنوية ويعيد الاقتصاد والسياحة العالمية إلى معدلاتها الطبيعية قبل أزمة فيروس كورونا، إذ إنه من المتوقع أن يشهد المعرض أكثر من ٢٥ مليون زائر من دول العالم، يعيشون تجربة فريدة وأولى من نوعها على مستوى معارض إكسبو عبر تاريخها.
ويعد المعرض، الذي حرصت كل دول العالم على المشاركة به، منصة دولية هامة لتبادل الخبرات في مجالات التكنولوجيا والغذاء والطاقة، وهو الحدث الذي سيكون له دوره البارز في السماح لدول العالم بتبادل خبراتها العملية التي مكنتها من التعامل والتعاطي، أو حتى السيطرة، على الوباء العالمي الذي هز الاقتصادات والمجتمعات وأربك الدول والحكومات.
انطلاق فعاليات معرض إكسبو ٢٠٢٠ دبي، في هذه الحلة وهذا الإبهار والإبداع، ليس سوى بداية مسيرة الخمسين لدولة الإمارات العربية المتحدة، مسيرة من الواضح والجلي جدا أنها ستكون بإذن الله وتوفيقه، كما خُطط لها، وكما رسمت ملامحها وتفاصيلها القيادة الإماراتية الحكيمة، وستكون الأشهر الستة المقبلة من عمر المعرض مليئة بكثير من المفاجآت والقصص التي ستلهم العالم وشعوبه وحضاراته، وتترك بصماتها على مدى سنوات طويلة قادمة، كما لن ينتظر العالم كثيرا حتى تعلن دولة الإمارات عن إنجاز جديد يخلد في ذاكرة الأمم والشعوب ويعود على العالم بالخير والنفع الكبير والكثير.
Twitter: @tajalradi
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة