فلاح أحميدي و"تمكين الشباب".. ظهور عراقي مؤثر في "التميز الحكومي العربي"
حظيت الدورة الثانية من جائزة التميز الحكومي العربي، بمشاركة عراقية فاعلة، بعد فوز بلاد الرافدين بجائزتين.
تأتي الجائزة التي أطلقتها حكومة دولة الإمارات بالتعاون مع جامعة الدول العربية ممثلة في المنظمة العربية للتنمية الإدارية بهدف تسليط الضوء على التجارب الإدارية الناجحة في المنطقة العربية، وتكريم الكفاءات الحكومية العربية، وخلق فكر قيادي إيجابي لدى القطاعات الحكومية لتبنّي التميّز المؤسسي، وتجديد العمليات والنظم القائمة باستخدام التقنيات الذكية، لتنفيذ الرؤى والاستراتيجيات الحكومية المستقبلية.
وتم تكريم الفائزين في الجائزة، التي تحظى برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال حفل أقيم في جامعة الدول العربية في القاهرة في 5 يناير 2023، حيث تهدف الجائزة إلى إحداث نقلة نوعية في العمل الحكومي العربي، والارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين العرب.
الجائزة الأولى التي فاز بها العراق، عن برنامج "تمكين الشباب الباحثين عن عمل" بالعراق، الذي يساهم في مكافحة البطالة بدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
كما فاز العراقي فلاح أحميدي، الباحث عن فك أسرار المستخلصات النباتية في علاج الأمراض المستعصية، بجائزة التميز الحكومي العربي عن "أفضل موظف حكومي عربي".
تمكين الشباب الباحثين عن عمل
هدف تمكين الشباب ومكافحة البطالة، أطلقت المديرية العامة للتنمية الصناعية في وزارة الصناعة والمعادن العراقية برنامج "تمكين الشباب الباحثين عن عمل لتأسيس مشاريع صناعية صغيرة ومتوسطة"، مساهمة منها في دعم الفئة الشبابية للانضمام إلى مجال الصناعة وتقديم الدعم اللازم لهم، بهدف تشجيع المنتجات الصناعية المحلية بدلاً من استيرادها من الخارج.
إنجازات متلاحقة حققتها المبادرة، حيث ساهمت في تسجيل 167 فكرة لمشاريع صناعية تم تقييمها واعتمادها ووقعت عقوداً مع أكثر من 6 جهات حكومية لتبني هذه المشاريع وتنفيذها، ومن قصص نجاح مشاريعها: الطاقة الإنتاجية العالية لمشروع معمل عالم التقنية للبرمجيات، والذي بلغ حجم إنتاجيته 120 برنامجاً سنوياً، إضافة إلى منح 37 قطعة أرض للمشاريع الصناعية في 10 محافظات مختلفة في جمهورية العراق.
معايير الفوز
هذه النتائج المتميزة كانت أحد أسباب فوز برنامج "تمكين الشباب الباحثين عن عمل لتأسيس مشاريع صناعية صغيرة ومتوسطة"، بجائزة التميز الحكومي العربي عن فئة "أفضل مشروع حكومي عربي لتمكين الشباب"، حيث استوفى البرنامج معايير الفوز بالجائزة من الفكرة، والتخطيط والابتكار، وفاعلية التطبيق، والنتائج المؤثرة.
مفتاح النجاح في أي مشروع أو برنامج يكمن في الفكرة، وهذا ما تحقق في برنامج "تمكين الشباب الباحثين عن عمل لتأسيس مشاريع صناعية صغيرة ومتوسطة"، حيث تهدف فكرة البرنامج إلى دعم فئة الشباب للعمل في مجال المشاريع الصناعية تماشياً مع الرؤية الوطنية بالعراق الهادفة إلى التطوير والتنويع في الاقتصاد الوطني ومحاربة البطالة وتحقيق الأمن المجتمعي، كما تتماشى المبادرة مع التوجهات العالمية في مجال التطوير الاقتصادي للدول والذي يتم تنفيذه من خلال تشجيع الصناعات المحلية والتي تعتبر من أشكال التنمية المستدامة.
خطة متكاملة
وأعدت المديرية العامة للتنمية الصناعية في العراق خطة متكاملة لإنجاح البرنامج، إدراكاً منها بأن التخطيط والابتكار أساس نجاح المبادرات، حيث تم استقطاب الشباب الخريجين من الجامعات والكليات وتقديم دورات تدريب تخصصي ومهني وتحفيز الأفكار الإبداعية ودعم الابتكارات وتحويلها إلى مشاريع يتم تقييمها ودعمها مادياً من خلال قروض ميسرة وتبنيها من قبل الهيئات الحكومية.
كما كرست المديرية العامة للتنمية الصناعية في العراق جهودها لدعم إنجاح المشاريع الشبابية إذ خصصت فريقاً لتقييم المشاريع الصناعية الصغيرة ودراسات الجدوى ومن ثم منحها الرخصة الصناعية للبدء بالتنفيذ مع الاستمرار بالمتابعة والدعم اللازم ويعكس ذلك ضمان إنجاح المشاريع بمستوى عال من الكفاءة والفاعلية.
دروع التميز
وساهم تميز ونجاح برنامج "تمكين الشباب الباحثين عن عمل لتأسيس مشاريع صناعية صغيرة ومتوسطة" في حصول المديرية العامة للتنمية الصناعية في العراق على العديد من دروع التميز من جهات حكومية وغير حكومية التي تقوم بدعم الفئة الشبابية، كما حصل العديد من الشباب المسجلين ضمن البرنامج على جوائز تقديرية في محافل وطنية باعتبارهم قصص نجاح.
فلاح أحميدي
لم تكن رحلة فلاح حسن أحميدي الموظف في وزارة الصناعة والمعادن بجمهورية العراق، مليئة بالورد، بل كانت مليئة بالتحديات التي استطاع تجاوزها عبر التسلح بالإرادة التي وضعته على أول طريق الكفاح، والعزيمة التي أبقته على هذا الطريق حتّى النهاية، منطلقاً في رحلته من إيمانه بأن أحسن وسيلة للتغلب على الصعاب تكمن في اختراقها وأن النجاح لا يحتاج إلى أقدام، بل إلى إقدام.
وجاء تتويج جائزة التميز الحكومي العربي لأحميدي بجائزة أفضل موظف حكومي عربي، نتيجة رحلة من الجهد في سبيل إعداد 10 مشاريع بحثية تطبيقية لإيجاد حلول لمشاكل استخدام المطهرات والمعقمات الكيماوية المسببة للأمراض السرطانية والجهاز التنفسي واستبدالها بمطهرات من أصل نباتي، حيث حصل على 5 براءات اختراع في استخدام المستخلصات النباتية أو النانوية النباتية كعلاج للعديد من الأمراض المستعصية ومنها الأمراض السرطانية وعلاج الحروق وكذلك علاج السكري.
5 معايير
وقد اعتمد تكريم جائزة التميز الحكومي العربي لأحميدي على 5 معايير، الأول يدور حول الأداء والإنجاز ضمن الوظيفة، حيث لم تتوقف مساهمات أحميدي عند المشاريع السابقة، بل ساهم كذلك في فك سر تركيبة مجموعة من المواد المستوردة غالية الثمن، الأمر الذي أدى إلى العمل على تصنيعها محلياً ومنها فك لغز مادتي تنظيف الألمنيوم الإيطالية الصنع والتي تستخدم في تلوين مقاطع الألمنيوم، ومادة مانعة التلاصق وهي مادة صابونية مستخدمة في صناعة الإطارات.
وتمثل المعيار الثاني الذي اعتمدت عليه الجائزة في أنه صاحب أثر استثنائي في مجال عمله ومجتمعه، منها المشاركة في العديد من النشاطات الرسمية وغير الرسمية المحلية منها المؤتمر العلمي النسوي الثاني حول دور المرأة في مجال البحث العلمي والتكنولوجي ومؤتمر حماية السوق، والمؤتمرات الدولية منها مؤتمر ومعرض مصر تخترع في جامعة طنطا.
المبادرة والابتكار
وجسدت المبادرة والابتكار، المعيار الثالث الذي اعتمدت عليه الجائزة، حيث حصل على أكثر من 6 براءات اختراع مثل براءة اختراع أمريكية لعلاج الأمراض السرطانية. كذلك اقترح الاستفادة من المواد الراكدة أو التالفة المتوافرة في مخازن الشركات الدوائية أو الشركات الصناعية وتحويلها إلى مواد جديدة تدخل في كثير من الصناعات الأخرى أو إعادة تنقيتها لاستخدامها مرة أخرى وحصلت هذه الأفكار على براءة اختراع كتنقية البرافين السائل التالف في مخازن الشركات الدوائية.
وتمثل المعيار الرابع في القدوة الحسنة والنموذج الإيجابي، حيث عمل على تشكيل فرق بحثية مشتركة للتعاون مع المنظمات الخارجية إضافة إلى تدريب ومساعدة الكثير من طلاب الدراسات العليا وإبداء كل مساعدة ممكنة ضمن إطار العمل، بالإضافة إلى المساهمة في تسهيل مهمة العديد من الباحثين وأصحاب الأفكار التي تحتاج إلى دعم وتوجيه بالطرق العلمية الصحيحة من خلال الحاضنة التكنولوجية.
ونسق أحميدي مع 24 جامعة وكلية حكومية وأهلية لتشجيع الشباب على تأسيس مشاريع صناعية خاصة صغيرة ومتوسطة وكذلك عقد اتفاقيات تعاون معها لاستقطاب الشباب وتوجيههم نحو العمل الحر بدلاً من التعيين.
كما نسق مع مصارف حكومية وأهلية ورابطة المصارف لتيسير حصول الشباب على قروض ميسرة ونظم أكثر من 15 زيارة ومؤتمراً وندوة عن جدوى إقراض مشاريع الشباب. كما نسق مع المنظمات الدولية مثل: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الجمعية الألمانية للتعاون الدولي، منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، المنظمة العالمية للملكية الفكرية وغيرها للحصول على دعم لمشاريع الشباب.
التعلم المستمر
وكان التعلم المستمر المعيار الخامس الذي اعتمدت عليه الجائزة في اختيارها لأحميدي كأفضل موظف حكومي عربي، حيث أبدى اهتماماً كبيراً بعملية تطوير وتنمية الذات من خلال حضور مجموعة من الدورات التدريبية والندوات والمؤتمرات.
aXA6IDMuMTQ1LjYyLjIwMCA= جزيرة ام اند امز