أمريكي يبحث عن طفليه.. متاهة أطفال "داعش" في سوريا
بشيرول شيكدر يبحث عن طفلَيْه منذ 2015، بعدما اصطحبتهما والدتهما معها إلى سوريا للانضمام إلى داعش.
أطفال تائهون في مخيمات النازحين واللاجئين في الشرق الأوسط، وهم إما ضحية تطرف الوالدين معا وإما ضحية أحدهما حين التحقا بتنظيمات إرهابية.
بشيرول شيكدر (38 عاما)، البنغالي الحاصل على الجنسية الأمريكية، يبحث عن طفليْه منذ 2015، بعدما اصطحبتهما والدتهما معها إلى سوريا للانضمام إلى صفوف تنظيم "داعش" الإرهابي.
رحلة بحث مضنية تفاقمت معاناتها مع قرار الولايات المتحدة الأمريكية، قبيل انطلاق العدوان التركي على الشمال السوري، سحب قواتها من البلد الأخير، لتنحسر آمال شيكدر بلقاء طفليه من جديد.
حاول التنسيق مع الوكالات التابعة للحكومة الأمريكية والقوات الكردية من أجل مساعدته في هذا الشأن، حتى إنه سافر بنفسه إلى الشرق الأوسط للعثور على يوسف وزهرة، طفليه اللذين كبرا الآن وأصبح الابن في الثامنة من عمره فيما ناهزت شقيقته 5 سنوات.
- بعد مقتل البغدادي.. تعرف على قائمة أكثر المطلوبين عالميا
- البغدادي في آخر أيامه.. "مدمر نفسيا" وتنكر في هيئة راع
للحظة شعر الأب وكأن بلاده لا تأبه بمصابه وأمثاله، وهو الذي اختبر واحدة من أكثر التجارب الحياتية ألما؛ فبطريقة ما سقطت زوجته رشيدة سمية في بئر التطرف، وقررت الانضمام إلى صفوف داعش، ثم رحلت إلى سوريا بصحبة طفليها الأمريكيين في مارس/آذار 2015، عندما كان يوسف عمره 4 سنوات وزهرة 9 أشهر، وكان والدهما في مكة لأداء العمرة.
في البداية، كانت تبعث رسائل وصورا من مدينة الرقة، بينها واحدة تظهر فيها زهرة مرتدية فستانا ملونا وممسكة بيد شقيقها.
لكن لاحقا أصبحت الطفلة ترتدي عباءة سوداء وغطاء للرأس باللون ذاته، مثل الذي كان يفرضه التنظيم المتطرف في الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرته.
وفي 2016، وصلت إليه وثيقة في رسالة نصية تقول إن زوجته طلقته بسبب رفضه الانتقال إلى سوريا، ولاحقا أخبرته بأنها تزوجت من أحد مقاتلي داعش ولديهما طفلة، لكن هذا الرجل لقي حتفه خلال المعارك وذلك بعد شهر من الزواج.
توقفت رسائل رشيدة في ديسمبر/كانون الأول 2018، وفي يناير/كانون الثاني من العام التالي علم بمقتلها في ضربة جوية أصيب فيها طفلاه، طبقا لرسائل نصية تلقاها شيكدر من هاتف شقيقة زوجته التي ذهبت معها إلى سوريا، لكن شبكة "سي إن إن" لم تتمكن من التحدث مع عائلة رشيدة.
تعاون شيكدر مع مكتب التحقيقات الفيدرالية والخارجية الأمريكية، وتواصل مع شخصيات سياسية وجماعات حقوقية ومحامين وكل من يمكنه الاستماع إلى قصته، حتى إنه سافر مرتين إلى المنطقة للبحث عن طفليه، لكن ما زال لا يعلم مكان يوسف وزهرة.
تواصل في عدة مرات مع مخيم الهول في سوريا وغيرها من الأماكن التي زارها في الشرق الأوسط خلال رحلة بحثه عن طفليه، لكن البعض أخبره بأنه تم تهريب أطفاله إلى إدلب، والبعض الآخر قالوا له إن الأطفال موجودون على الحدود السورية التركية أو في تركيا أو في أحد مخيمات اللاجئين قرب الحدود مع العراق.
شيكدر أخبر الخارجية الأمريكية برغبته في تبني أختهم غير الشقيقة واصطحابها مع يوسف وزهرة عند عودتهم للولايات المتحدة، لكنه يعلم من المصادر أن الأطفال الثلاثة محتجزون لدى سيدة كانت تنتمي لداعش.
في الأثناء، يدرك شيكدر أن بإمكان الأطفال الهرب؛ فعندما كان يبحث عن طفليه الصيف الماضي في مخيم الهول، عثر على طفل أمريكي عمره 3 أعوام، وقال: "رأيت فيه طفليَّ.. يوسف وزهرة".