"نيران الحرب" تطول ثاني أكبر صندوق سيادي في العالم
كشف صندوق الثروة السيادية النرويجي، عن تكبده أكبر خسارة منذ الأزمة المالية العالمية 2008، وذلك في ظل تضرره من ارتفاع التضخم وتكاليف الائتمان وتداعيات الحرب في أوكرانيا.
ويعد صندوق الثروة النرويجي؛ أداة الاستثمار الحكومية طويلة الأجل التي يتم تمويلها من عائدات النفط، وتبلغ قيمة أصوله 1.136 تريليون دولار، وهو ثاني أكبر صندوق سيادي حول العالم.
عائدات سلبية حادة في 2022
وقد سجل صندوق الثروة السيادي النرويجي عائدات سلبية حادة في عام 2022، وهو العام الذي وصفه البنك المركزي النرويجي في بيان اليوم الثلاثاء 31 يناي/كانون الثاني 2023 بأنه "صعب".
وأعلن البنك المركزي النرويجي أن الصندوق سجل عوائد بنسبة سالب 14.1% في عام 2022، أي ما يعادل خسارة 1.673 تريليون كرون (162.5 مليار دولار).
وبشكل عام، كان إجمالي عائد الصندوق أعلى بـ0.88 نقطة مئوية من العائد القياسي الذي يقيس أداءه عليه.
أكبر خسارة منذ 2008
وهذه أكبر خسارة للصندوق منذ الأزمة المالية في عام 2008، مما يجعل عام 2022 ثاني أضعف عام في تاريخه، ويطلق على الصندوق رسميا اسم "صندوق التقاعد العالمي".
وقال الرئيس التنفيذي للصندوق، نيكولاي تانجين، في مؤتمر صحفي بالعاصمة أوسلو: "كانت سنة صعبة في جميع أنحاء العالم".
وأشار تانجين إلى تأثر السوق بالحرب في أوروبا وارتفاع التضخم وزيادة أسعار الفائدة، وأضاف أن هذا كان له تأثير على أسواق الأسهم والسندات، وهو أمر غير معتاد للغاية.
وأوضح تانجين أن جميع قطاعات سوق الأسهم حققت عوائد سلبية، باستثناء قطاع الطاقة.
ومع ذلك، ارتفعت القيمة الإجمالية للصندوق الحكومي بشكل طفيف إلى حوالي 12.43 مليار كرون بنهاية عام 2022، مع تراجع قيمة الكرون النرويجية مقابل العديد من العملات الرئيسية.
وبالإضافة إلى تأثيرات العملة، ارتبط الأمر أيضا بالتدفقات النقدية.
وحقق الصندوق مكاسب كبيرة على المدى الطويل عبر السنين، بلغت 10 مليار كرون لأول مرة في عام 2019.
وبلغت أرباح الصندوق ما يزيد قليلا عن 13.4 مليار كرون حتى صباح اليوم الثلاثاء.
ويعتبر صندوق التقاعد العالمي صندوق تأمين طويل الأجل لأجيال المستقبل في النرويج. ويتم تمويل الصندوق من عائدات إنتاج النفط والغاز النرويجي.
ويدير البنك المركزي النرويجي الصندوق، نيابة عن وزارة المالية ولديه استثمارات في أكثر من 9300 شركة في أنحاء العالم، بما في ذلك شركات مثل أبل ونستله ومايكروسوفت.
خفض الحصص بعمالقة النفط
فيما أعلن صندوق الثروة السيادية النرويجي، عن اتجاهه إلى جني الأرباح من أكبر شركات النفط والغاز في العالم بعد ارتفاع أسعار الطاقة في 2022.
وقام الصندوق، وهو أكبر مالك مستفيد من الشركات المتداولة على مستوى العالم، بخفض حصته في "شل" و"توتال إنرجيز" و"إكسون موبيل" العام الماضي، وفقاً لقائمة الحيازات التي تنشرها "نورجس بنك إنفستمنت مانجمنت" مرة واحدة سنوياً على موقعها الإلكتروني. كما تم تخفيض حصته في شركتي "شيفرون كورب" و"بي بي".
تأسس الصندوق في التسعينات لاستثمار ثروات النرويج النفطية، وقد حقق متوسط عائد 6% على مدار ربع قرن منذ نشأته. وبلغت حصة الصندوق في "شل" بنهاية العام الماضي 3.14%، بقيمة 6.2 مليار دولار، لتعد بذلك أكبر حيازة للصندوق في النفط والغاز ضمن محفظته التي تضم أسهماً في أكثر من 9000 شركة.
aXA6IDEzLjU5LjExMi4xNjkg جزيرة ام اند امز