لا شك أن الفيضانات الكارثية التي ضربت أوروبا ومناطق من آسيا، يمكن أن تصبح أكثر تكراراً نتيجة الاحتباس الحراري.وهذا ما يعزز الحاجة الماسة إلى تسريع جهود مكافحة التغير المناخي وزيادة الاستثمار في إدارة مخاطر الكوارث.
تأثيرات التغير المناخي باتت محسوسة فعلاً الآن، من خلال التأثير المدمر على حياة البشر، فقد بلغ الاحتباس الحراري للأرض نحو درجة مئوية واحدة فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
فالجميع مدعو إلى "استخلاص الدروس" والبحث عن الخطوات الممكن اتخاذها في إدارة مخاطر التغير المناخي، وأن تضع الدول نفسها على المسار الصحيح بتحقيق تحوُّل اقتصادي منخفض الانبعاثات الكربونية، وقادر على الصمود في وجه التأثيرات الأسوأ.
معظم الدراسات تؤكد أن نحو ثلثي سكان العالم سيجدون أنفسهم على خط المواجهة الأول مع مخاطر التغير المناخي، ولكن للأسف الدول الكبرى أنفقت مبالغ غير مسبوقة لمواجهة جائحة كورونا، لكنها خصصت بالكاد 2 في المئة من الأموال للانتقال إلى الطاقات النظيفة، ويعود ذلك إلى سوء فهم الظاهرة رغم أنها تمسُّ العلوم الاجتماعية والطبيعية بجميع جوانبها.
إذ إن الكوارث المستقبلية تبدو غير حقيقية في أعين صانعي القرار بعدد من دول العالم، وعلى الباحثين أن يعملوا على تطوير نماذج يسهُل على صنَّاع السياسات فهمها، حيث إن التحذير المبكر يساعد الحكومات على اتخاذ إجراءات للحد من الأضرار، فالتنبؤ المبكر كان من شأنه تفادي مزيد من الوفيات ومزيد من الأضرار في البنية التحتية نتيجة الفيضانات الأخيرة.
تسريع العمل المناخي قد أصبح أمراً ضرورياً، بل وينطوي على فرص كبيرة يتحتم على الجميع استغلالها بعدم التراجع عن اتفاقية باريس لحماية المناخ، التي أبرمت عام 2015، حيث إنه يمكن إحراز تقدم إذا تم تطبيق الإجراءات اللازمة الآن وعدم الاستسلام للانتكاسات.
نقلا عن البيان الإماراتية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة