أكد ليام فوكس، وزير الدفاع البريطاني الأسبق، أن الماء قضية إنسانية محورية تتجاوز الأرقام، فمع تضاعف سكان العالم وازدياد الطلب على الموارد المحدودة، يصبح الأمن المائي تحديا عالميا يتطلب حلولا عاجلة وتعاونا واسعا.
على هامش فعاليات المؤتمر السنوي الخامس للأمن المائي المستدام، الذي ينظمه مركز تريندز للبحوث والاستشارات في أبوظبي، التقت "العين الإخبارية"، ليام فوكس، وزير الدفاع البريطاني الأسبق، رئيس مجموعة اتفاقيات أبراهام بالمملكة المتحدة ومؤلف كتاب "العاصفة القادمة".
وكشف فوكس عن جوانب عديدة لقضية الأمن المائي ودور دولة الإمارات في تخفيف حدتها بالعديد من الدول.. وإلى نص الحوار..
لماذا اخترت المياه لتكون الأزمة القادمة دون أمن الطاقة والغذاء؟
الشيء الوحيد الذي يحتاج إليه كل الناس هو الماء، وغيابه لا يقتصر على التسبب بمشكلات صحية خطيرة، بل قد يشعل أيضًا نزاعات بين الناس. ومن خلال خبرتي كطبيب، وفي مجالي الدفاع والأمن والتجارة، يتضح أن قضية المياه مسألة جوهرية. لذلك أجد اختيار مركز تريندز في الإمارات لأمن المياه موضوعًا للمؤتمر أمرًا بالغ الأهمية، خصوصًا مع ريادة الدولة في تبني الحلول التكنولوجية وتعزيز التعاون الإقليمي، وتسخير إمكاناتها المالية والسياسية لتخفيف التوترات وتقديم حلول فعّالة لمناطق أخرى.
لأول مرة ينشر كتاب "العاصفة القادمة" بالعربي، ماذا تتمنى أن يدركه القراء العرب من خلال قراءته؟
آمل أن يدرك الناس أن القضية لا تتعلق بالإحصاءات فحسب، بل قصص إنسانية تعكس اعتماد البشر المتزايد على المياه وما نتج عنه من أزمات، مع إمكانية البحث عن حلول قبل فوات الأوان. وتزداد أهمية هذه المسألة مع النمو السكاني الهائل، فبينما استغرق وصول البشرية إلى مليار نسمة 200 ألف عام، لم تحتج سوى قرنين لتقفز من مليار إلى 8 مليارات، ما يعني تصاعدا خطيرا في الطلب على الموارد المائية المحدودة.
كيف تقيم دور الابتكار والتكنولوجيا في مواجهة الأزمة المائية العالمية؟
استخدام التكنولوجيا مثل تحلية المياه، وجعلها في متناول الدول الأخرى، من حيث التكلفة يعد أمرا أساسيا. لقد رأينا بالفعل أن تكلفة تحلية المياه انخفضت من 9 دولارات لكل 1000 لتر، إلى نحو 4 دولارات خلال العقد الماضي، لذا عندما نستخدم عقولنا ونعزز التعاون بين الناس، ونسخر اهتمام الجمهور، يمكننا أن نقدم حلولا حقيقية.