تحذيرات فرنسية من افتتاح مدرسة تركية تنشر التطرف
الفرنسيون يعتبرون أن أردوغان يضغط على الفرنسيين لنشر تعاليم ومفاهيم متطرفة في بلادهم.
انتقدت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، مساعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في افتتاح مدرسة لتعليم المناهج التركية في فرنسا، معتبرة أنها إحدى وسائل نشر التطرف والإرهاب في البلاد.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن مشروع تعليم المناهج التركية في فرنسا الذي يدرّس "الجهاد الصالح" وغيرها من الموضوعات التي تتنافى مع القيم الجمهورية، يثير جدلاً واسعاً في فرنسا.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن أردوغان لا يخفي رؤيته التي يطمح إليها بإعادة الخلافة العثمانية بنشر الأفكار المتطرفة، لاسيما في المجتمعات الغربية.
- قمع أردوغان يتواصل.. أوامر باعتقال 92 شخصا أغلبهم عسكريون والتهمة غولن
- للمرة الثانية.. نظام أردوغان يعطل تسليم جثمان القتيل الفلسطيني
وفي مقالة، نشرتها مجلة "لوبوان" الفرنسية، قبل يومين، كشفت فيها، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يعتزم الموافقة على فتح مدرسة لتعليم المناهج التركية في فرنسا، موضحة أنه خلال الشهر الماضي، أجريت لقاءات مكثفة بين المسؤولين الفرنسيين عن المدراس الفرنسية في تركيا، ومسؤولين أتراك رفيعي المستوى لإتمام هذا المشروع.
وأوضحت المجلة أن هؤلاء الممثلين عن السلطات التركية قاموا بزيارة المؤسسات الفرنسية في تركيا للتأكد من التعاليم التي تتماشى مع قيمهم التي يتلقاها أبناء الأتراك في هذه المؤسسات".
وأشارت إلى أن المدارس الثانوية الفرنسية في تركيا لا تستقبل فقط أبناء الفرنسيين المغتربين في تركيا، إنما أبناء قادة حزب "العدالة والتنمية" الذي يعرف بأنه "إسلامي قومي محافظ".
ونقلت المجلة عن مسؤول فرنسي قريب من الملف، إعرابه عن قلقه قائلاً إن "أردوغان كلف وفدا تركيا بزيارة فرنسا يومي 21 و22 مايو/أيار الجاري، بزعم مراقبة المدارس الثانوية الدولية في فرنسا، ولكن في حقيقة الأمر الهدف من ذلك الضغط على الفرنسيين لتأسيس مدرسة تركية على الأراضي الفرنسية".
وأضاف أن الفرنسيين يجدون أنفسهم تحت ضغط في إسطنبول وأنقرة من قبل سلطة أردوغان للتوسط لزرع مدارس للمناهج التعليمية التركية في فرنسا، في المقابل فإن الخارجية الفرنسية لا تتحرك لوقف تلك الضغوط.
وعادت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية قائلة:" إن قرار فتح مؤسسات تعليمية على الأراضي الفرنسية مما لا شك فيه يعكس رغبة أردوغان في زرع مؤسسات تعليمية تنشر التطرف، إلى جانب فرض سيطرته المباشرة على هذه المؤسسات التعليمية كإحدى وسائل القوى الناعمة".
وذكرت "لوفيجارو" أنها لم تتمكن من الحصول على تعليق من جانب وزارة التربية الوطنية ووزارة الخارجية الفرنسية بشأن الأمر، وأبلغها المسؤولون بالوزارتين أنهم لا يستطيعون الإدلاء بتصريحات.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه "مهما كان الأمر، فإن وزير التربية الفرنسية جون ميشيل بلانكر، لم يكن يتردد في إظهار كفاحه من أجل علمانية التعليم، لنبذ المناهج التي تغذي التطرف"، موضحة أن فتح هذه المؤسسات التركية في فرنسا قد يتنافى مع هذه السياسة".
ونوهت الصحيفة إلى أنه في مطلع فبراير/شباط 2012، أعلن أردوغان أنه يريد "تأهيل جيل جديد متدين"، وبالفعل أنشئ ثلاث حصص اختيارية للدين في المدارس وهي (حياة محمد، تلاوة القرآن، ومعرفة الأسس الدينية)، وركزت هذه المواد على رؤية أردوغان للإسلام، وأصبحت تلك الحصص إلزامية في العديد من المؤسسات لعدم وجود خيارات أخرى.
وأوضحت الصحيفة أن السلطات التركية استبدلت بعد ذلك تدريجياً تلك المحاضرات الاختيارية في المدارس الثانوية التقليدية، بمدارس دينية تهدف إلى تدريب الأئمة والخطباء، يسجل فيها الطلاب الذين فشلوا في امتحانات القبول بالمدارس الثانوية العامة تلقائياً في تلك المؤسسات الدينية، ووصل عدد هذه المدارس عام 2017 إلى 1408 مدارس تستضيف 517 ألف طالب.
ووفقاً للصحيفة فإن المناهج التركية تتضمن مفهوم الجهاد، كما تم استبدال جزء كبير من البرنامج المخصصة لأتاتورك، مؤسس جمهورية التركية بقصة محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو/تموز 2016.