في ذلك المساء كان الديربي يبعث لنا بالعديد من الرسائل ويبرق بالمزيد من المؤشرات الإيجابية والسلبية معا.. تابع قراءة المقال
أي ليلة كانت، أي سهرة تلك التي سكتت معها كل الرياض على طريقة بدر بن عبدالمحسن، عشاق بعشرات الآلاف قضوا متعتهم وشغفهم حضورا وتفاعلا، وملايين خلف الشاشات داخل هذا الوطن الكبير وخارجه، منافسة تكبر ويزداد جمالها، لا تشيخ فالعمر يرفعها درجة تلو درجة في عالم الحب والعشق والنضج والحيوية.
في مساء الجمعة الماضي كان الديربي يتجدد ويقول بأعلى صوته: “أنا لا أعترف بأي اسم فقط اضمنوا لي وجود الهلال والنصر”.. في ذلك المساء عاشت الرياض واحدة من لياليها الربيعية الحالمة.. هناك في درة الملاعب حيث يطيب لعشاق الأزرق أن يحتفلوا ويستهوي عشاق الأصفر الفرح
تتغير المناسبات وتتبدل الإدارات وتغيب نجوم وتحضر أخرى، يتناوب المدربون على العمل والمغادرة ويبقى الهلال هو الهلال، والنصر هو النصر، هكذا بلا مفردات زائدة، فالاسمان وحدهما كافيان للجذب والتشويق والإثارة.
وفي مساء الجمعة الماضي كان الديربي يتجدد ويقول بأعلى صوته: "أنا لا أعترف بأي اسم فقط اضمنوا لي وجود الهلال والنصر"، في ذلك المساء عاشت الرياض واحدة من لياليها الربيعية الحالمة، هناك في درة الملاعب، حيث يطيب لعشاق الأزرق أن يحتفلوا ويستهوي عشاق الأصفر الفرح، في درة الملاعب المكان الذي عرف فيه العالم الجديد من هما الهلال والنصر، هناك احتفل اثنان وجماهيرهما بآسيا لمرات وبالبطولات العربية وبما لذ وطاب من الكؤوس المحلية.
في ذلك المساء كان الديربي يبعث لنا بالعديد من الرسائل ويبرق بالمزيد من المؤشرات الإيجابية والسلبية معا، كان يقول لنا وقد بح صوته: “اهتموا بضيوفي”، ضيوفي الذين لا يكتمل جمالي إلا بهم، فعلى الرغم من ذلك الحضور الجماهيري الغفير والمؤثر والمحفز، وعلى الرغم من ذلك الجمال الذي سجله وسطره جمهور الأصفر وجمهور الأزرق معا في لوحة بديعة لا يتقنها إلا جمهور الديربي، على الرغم من ذلك كله فإنه لم يكن مرضيا من ناحية الإعداد والاهتمام والتسهيلات، لأنه ببساطة كان قد أجبر أولئك العشاق على الحضور إلى مدرجاتهم قبل 4 ساعات من بدء العرض، بل أكثر من ذلك، في تلك الليلة قال لي الديربي اهتموا بملح البطولات، اهتموا بالمصدر الأول للاستثمار، اهتموا بالداعم الثابت للأندية واللاعبين، اهتموا بجماهيركم أكثر وأكثر!
كنت أتابع جمال الحضور كما وكيفا خلف الشاشة وأتساءل إلى متى سيضطر هذا العاشق أن يحضر قبل موعد مشاهدة معشوقة ونجبره على الانتظار طويلا لساعات، يحدث هذا الأمر في الوقت الذي باتت التذكرة الإلكترونية والمقعد المرتبط بها أمرا روتينيا ونمطيا في مختلف دول العالم التي تحترم منتجها الرياضي بكامل مكوناته.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.
* نقلا عن صحيفة "الرياضية" السعودية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة