أنا هنا أمام معبر رفح لأنقل لكم الحقيقة كما رأيتها بعيني وبقلبي، بدون تحيز ولا تملق ولا تطبيل، إنما حقيقة مجردة من خلال عيني بلا شاشات ولا مراسلين ولا محللين ولا فضائيات!
وصلتني دعوة من القسم الإعلامي من إدارة عملية "الفارس الشهم 3"، وهي عملية إماراتية ضخمة ومتنوعة لإعانة أهالي غزة، تعمل منذ سنتين وما زالت مستمرة بواسطة فرسان عيال زايد.
تحمست كثيراً للزيارة والمساهمة في إبراز ولو جزء بسيط من دور أبطالنا في عملية "الفارس الشهم 3"، وهم يقومون بواجب إنساني كبير في غزة.
أقلعنا من الإمارات إلى مطار العريش في شمال سيناء، المنطقة المحاذية لمعبر رفح. عند وصولنا، شرحوا لنا جدول الزيارة، والذي يتضمن زيارة المخازن الطبية الإماراتية ومخازن المواد الغذائية الإماراتية، ومن ثم سنذهب لمشاهدة المستشفى الميداني، ومن ثم محطات تحلية المياه بقرب معبر رفح، والذي سنتوقف عنده لمشاهدة قوافل الشاحنات الإماراتية وهي تنتظر إذن الدخول إلى قطاع غزة، محملة بالمواد الغذائية والطبية والمواد الأساسية، والتي تنقلها السفن والطائرات الإماراتية بشكل متواصل من الإمارات إلى العريش ثم تدخل غزة.
وصلنا عند معبر رفح وزاد فخري بدولتي الإمارات وأنا أشاهد قوافل الشاحنات وهي محملة بالمساعدات الطبية والمواد الغذائية لأهالي غزة.
في الواقع، المشهد مذهل عندما تشاهد دولتك تقوم بالواجب الإغاثي الأكبر، وبحسب المصادر العالمية، الإمارات تقوم بما نسبته 44% من إجمالي المجهود العالمي لإغاثة أهل غزة، يعني الإمارات لوحدها تعادل تقريباً نصف المجهود العالمي.
بارك الله في الإمارات وقيادتها وشيوخها وشعبها، وبارك الله في أهل الخير من أعيان الإمارات والجمعيات الخيرية، التي وصل عددها 14 جمعية تتسابق في فعل الخير لأهل غزة.
لعل الكلمات تعجز عن وصف هذه النسبة الكبيرة في مساهمة دولتنا الإمارات، كما يعجز اللسان عن الكلام والمشهد أمامنا حي، ونحن نشاهد بكل فخر عيال زايد ينشطون كخلية نحل في كل مكان لفزعة أهل غزة.
لم تكتفِ دولة الإمارات بإرسال المساعدات الطبية والمواد الغذائية، بل ذهبت بعيداً؛ فقد وفرت مستشفى ميدانياً يخدم الجرحى والمرضى من أهالي غزة، كما وفرت المخابز والتكيات وكل مقومات الحياة من ملبس ومأكل ودواء، حتى لعب الأطفال.
لم تتوقف الإمارات عند هذا الحد، فقد شكّلت فرق بحث لدراسة احتياجات أهالي غزة الأساسية، وعلى ضوء هذا البحث قامت الإمارات بمشروع تحلية المياه الكبير، والذي سيوفر الماء العذب لمليون ومئتي ألف شخص، وهو ما يمثل نصف سكان غزة، والمشروع هو عبارة عن إنشاء ست محطات لتحلية المياه لتكون شريان الحياة لأهل غزة.
وما زالت الإمارات مستمرة في مشاريع الخير، في رمضان أو العيد، في الشتاء أو في الصيف، هذا هو فارس الإمارات الشهم الذي يُعرف في الشدائد.
صحيح أن الإمارات، وبقرار استراتيجي، قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، ولكن وبصراحة شديدة أقولها: أهل فلسطين، خاصة أهل غزة، هم المستفيد الأكبر من هذا التطبيع، بحيث استطاعت الإمارات من خلال هذا التطبيع أن تفتح المعابر والطرق الإنسانية لتوصيل المعونات لأهالي غزة براً وبحراً وجواً، بدون شعارات ولا عنتريات ولا مزايدات ولا متاجرة في مأساة أهل فلسطين. التطبيع كان لصالح أهل فلسطين، وليس ضدهم، وينفعهم أكثر مما ينفع الإمارات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة