حرب واغتيالات.. سيناريوهات إسرائيلية مترقبة ضد غزة
سيناريو تنفيذ عملية اغتيال إسرائيلية في غزة يعود للطرح مرة أخرى بغض النظر عن الشخصية المستهدفة
شهدت الـ72 ساعة الأخيرة في قطاع غزة تطورات كبيرة تراوحت بين التهديد بعملية عسكرية، وشن غارات، وإطلاق بالونات وصواريخ، وإعلان قيود أو تسهيلات إسرائيلية، لتعكس حالة التوتر المتصاعدة مع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية الثالثة.
سخونة الأوضاع تصاعدت على جانبي حدود غزة في الآونة الأخيرة، مع تهديدات إسرائيلية من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع نفتالي بينيتبشن بعملية عسكرية واسعة على غزة.
وأشعل الأمر تسريبات صحفية عن خطة إسرائيلية لاغتيال قياديين بارزين من حماس في غزة، هما مسؤول الحركة في غزة يحيى السنوار، وأحد أبرز قادة الذراع المسلح لها مروان عيسى.
ورغم أن مصدرا بكتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" وصف تلك الأنباء بـ"زيف الادعاءات الإسرائيلية"، إلا أن غياب السنوار عن الفعاليات العلنية، وتأكيدات مصادر بأن "حماس" رفعت درجة الاستعداد وأخفت قياداتها المركزية، يشير إلى أن هناك تخوفات جدية من تطور الأمور نحو مواجهة جديدة.
نذر الانفجار
وأكد الدكتور صادق أمين، الكاتب والمحلل السياسي، أن الوضع في غزة، ينذر بانفجار وشيك، موضحا أن التهديدات الإسرائيلية تبدو جدية، وسيناريو تنفيذ عملية اغتيال إسرائيلية قائمة، بغض النظر عن الشخصية المستهدفة كما حدث في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عندما اغتالت إسرائيل بهاء أبوالعطا القيادي في حركة الجهاد الإسلامي.
وقال أمين لـ"العين الإخبارية": "سيناريو اغتيال السنوار أو عيسى، أو غيرهم قائم، وعندما سئل نتنياهو حول هذا الأمر قبل أيام أعطى إجابة ملتبسة، ولكن المؤكد أن قيادة حماس وغيرها من الفصائل رفعت من درجة استعدادها واتخذت إجراءات إضافية لتأمين قياداتها المركزية".
وأشار إلى أن تقديرات الزيارة الأخيرة للوفد المصري نجحت في احتواء جولة تصعيد محتملة، لكن لا يعرف إلى متى؟ معتبرا أن تبدل المواقف الإسرائيلية من تقديم التسهيلات وفرض القيود منذ الخميس الماضي والتي تغيرت 4 مرات تشي بحالة التقلب السريع التي تفرض نفسها على معادلات التحرك.
وزار الوفد الأمني المصري، غزة في 10 فبراير/شباط الجاري، وأجرى مشاورات استمرت لعدة ساعات، مع حماس و5 فصائل أخرى، سعيا لتثبيت "التهدئة" بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
وتوقع أمين أن يقوم نتنياهو بالتصعيد لجولة جديدة في ظل تأييد من الجيش هذه المرة، وبالتالي فالأمر مجرد مسألة وقت، خاصة في ظل المساعي لفرض وقائع على أرض الواقع لتنفيذ خطة الرئيس الأمريكي للسلام المعروفة بـ"صفقة القرن" والتي تتضمن نزع السلاح بغزة، وهو أمر يمكن أن تمهد له جولة مواجهة كبيرة ومدمرة.
وقبل يومين بدا من حديث وزير الدفاع الإسرائيلي بينيت لقناة "كان" الإسرائيلية (حكومية)، أن العملية العسكرية في غزة مسألة وقت، إذ قال: إنها "ستكون مباغتة ومفاجئة ولن أفصح أكثر من ذلك، وأنا عند كلمتي".
وتابع أن "العمل المقبل في غزة يتطلب مفاجأة وخدعة، لن أشرح، ولكن أنا أتولى ذلك، والمسؤولية تقع على عاتقي".
تخبط واندفاعة واردة!
الكاتب إياد القرا، رئيس المركز الإعلامي الشبابي، رأى أن "الاحتلال يعيش حالة تخبط في التعامل مع قطاع غزة بين تقديم تسهيلات وسرعان مع يتراجع عنها، نتيجة تأثير الانتخابات الداخلية عليه، وفشل الاحتلال في التعامل مع المقاومة".
وقال القرا في تقدير موقف للأحداث: إن "الفصائل الفلسطينية تتابع بدقة ما يحدث في الميدان، وتتابع التهديدات التي تصدر عن قادة الاحتلال، وتأخذها على محمل الجد".
وأشار أن وجود اندفاع الاحتلال لأي عمل عسكري وارد، لكنه استدرك بأنه لدى إسرائيل الكثير من الحسابات ترتبط برد فعل المقاومة، وأي تصرف من طرفه يمكن أن يقود لحرب واسعة.
وقال: "أي اندفاعة من الاحتلال نحو عمل عسكري سيكون قد انزلق لوحل غزة العميق، ولن يتمكن من الخلاص منه".