اليوم الـ153 لحرب غزة.. كرسي نتنياهو «يهتز» وأمريكا تدشن «نادي المئة»
لم تُكتب نهاية لمعاناة غزة رغم وصول الحرب يومها الـ153، والحديث عن مفاوضات شاقة من أجل "هدنة رمضانية"، فيما يهتز المقعد الأهم بإسرائيل.
وفيما تدور محادثات شاقة في القاهرة، تتردد صداها لدى الأطراف الرئيسية، الولايات المتحدة وإسرائيل، إلا أن نقطة الانفراج لا تزال بعيدة، رغم اقتراب شهر رمضان الذي كان هدفا للهدنة في الأسابيع الماضية.
وشنت مقاتلات الجيش الإسرائيلي غارات اليوم الخميس، على رفح جنوبي غزة، وخان يونس وسط القطاع، إذ أفادت تقارير صحفية بسقوط 5 في استهداف منزل بالمدينة الأخيرة.
ويستكمل قصف، الثلاثاء، وتيرة متزايدة لاستهداف خان يونس ورفح في الأيام الماضية، إذ قال الإعلام التابع لحركة حماس، أمس، إن الجيش الإسرائيلي شن "أكثر من 40 غارة جوية، مع استهداف منازل على ساكنيها في مدينة حمد، وبلدة بني سهيلة بخان يونس، ودير البلح والبريج وبلدة بيت لاهيا، وحي تل الهوى بمدينة غزة".
وأشار إلى أن "قصفا مدفعيا على المغراقة وجحر الديك (قرية وادي غزة)، أسفر عن سقوط عشرات القتلى، وتدمير أكثر من 38 منزلا ومبنى".
تفقد الأنقاض
ميدانيا، وقعت اشتباكات عنيفة في غرب خان يونس وبلدة بني سهيلة والمغراقة والزيتون بغزة، وفق شهود عيان تحدثوا لـ"فرانس برس".
وأمس، تمكن العشرات من السكان من دخول مدينة خان يونس، مركز القتال منذ عدة أشهر، نهارا لتفقد منازلهم وانتشال ما يمكن انتشاله من تحت الأنقاض، بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من وسط المدينة المدمرة، دون توضيح الأسباب.
وبحسب بيانات الجيش منذ بداية الهجوم البري في نهاية أكتوبر/تشرين الأول، قُتل 247 عسكريا في قطاع غزة.
وفيما يتعلق بالجهود السياسية، قالت الخارجية الأمريكية، إن الوزير أنتوني بلينكن بحث مع نظيره الأردني أيمن الصفدي جهود ضمان وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة لمدة 6 أسابيع.
وتابعت أن وقف إطلاق النار الذي جرى بحثه جزء من صفقة لإطلاق الأسرى المحتجزين بغزة، وزيادة المساعدات الإنسانية.
مفاوضات شاقة
وأمام الكارثة الإنسانية المتفاقمة، تمارس الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي لإسرائيل، ضغوطا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بحلول شهر رمضان الذي يبدأ الأسبوع المقبل.
وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الثلاثاء الماضي، أنّ "الأمر بيد حماس حاليا"، معربا عن خشيته من وضع "خطير للغاية" في إسرائيل والقدس إذا لم تتوصل إسرائيل وحركة حماس لوقف إطلاق نار في غزة قبل حلول شهر رمضان.
ويسعى الوسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة منذ أسابيع إلى التوصل لهدنة لمدة ستة أسابيع في غزة قبل رمضان، بما يتيح الإفراج عن رهائن محتجزين في غزة مقابل إطلاق سراح فلسطينيين تعتقلهم إسرائيل وإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.
وخُطف أكثر من 250 شخصاً أثناء هجوم حركة حماس داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وفق تل أبيب التي تقدّر أن 130 منهم لا يزالون محتجزين في القطاع.
وتشترط حماس خصوصا "الوقف الشامل للعدوان والحرب على قطاع غزة" و"البدء بعمليات الإغاثة والإيواء وإعادة الإعمار"، وفق ما أفاد عضو القيادة السياسية للحركة باسم نعيم وكالة فرانس برس.
إلا أن إسرائيل ترفض هذه الشروط، مؤكدة نيتها مواصلة هجومها حتى القضاء على حركة حماس وتشترط أن تقدم لها الحركة قائمة محددة بأسماء الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة.
ويوجد وفد من حماس في القاهرة منذ أيام، فيما لم ترسل إسرائيل وفدا. وتعتبر المناقشات التي بدأت الأحد بالعاصمة المصرية "صعبة"، وفق تقارير صحفية محلية.
100 صفقة
ورغم الضغوط الأمريكية للتوصل لهدنة، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الولايات المتحدة وافقت سرا على 100 صفقة سلاح وسلمتها إلى إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وأوضحت الصحيفة أن المبيعات تضمنت آلافا من الذخائر الموجهة، والقذائف الخارقة للتحصينات، وغيرها من المساعدات الفتاكة، مضيفة أنه لم يعلن سوى اثنتين فقط من المبيعات العسكرية لإسرائيل منذ بداية الحرب.
ونقلت واشنطن بوست عن مسؤولين ومشرعين، أن عمليات بيع ونقل الأسلحة تمت بأوامر تنفيذية من قبل الإدارة الأمريكية دون نقاش عام، وإن الإدارة وافقت على مبيعات صغيرة مجزأة ضمن السقف المالي المسموح الذي لا يشترط موافقة الكونغرس.
في المقابل، يبدو أن مقعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يهتز بقوة، إذ قال زعيم المعارضة، يائير لابيد، إن رئيس الوزراء هو المسؤول والمذنب بشأن ما وصفها بأكبر كارثة وقعت بتاريخ إسرائيل؛ في إشارة لهجوم حماس.
وأضاف لابيد، الذي وجه خلال الفترة الماضية انتقادات حادة للقيادة الإسرائيلية الحالية، أن نتنياهو "لا يمكنه الاستمرار في منصبه".
مخاوف المجاعة
إنسانيا، حذّرت الأمم المتحدة من مجاعة "شبه حتمية" تهدّد 2,2 مليون شخص من أصل 2,4 مليون هو عدد سكان القطاع، بينما المساعدات التي تدخل شحيحة جدا مقارنة بالاحتياجات الهائلة.
والوضع حرج خصوصا في شمال قطاع غزة حيث يعيق الدمار الواسع اللاحق به والقتال المستمر، وصول المساعدات.
وكان برنامج الأغذية العالمي قال الثلاثاء الماضي، إن قافلة له تضم 14 شاحنة كانت تنتظر عند حاجز وادي غزة في جنوب شرق قطاع غزة لمدة ثلاث ساعات قبل أن يمنعها الجيش الإسرائيلي من مواصلة طريقها.
وأوضحت الوكالة التابعة للأمم المتحدة أنه بعد قرار الجيش الإسرائيلي منع مرور المساعدات، أوقف القافلة "حشود كبيرة من الأشخاص اليائسين الذين نهبوا المواد الغذائية" وقد استحوذوا على حوالي 200 طن من المواد الغذائية.
وكانت هذه أول محاولة للبرنامج لإدخال قافلة مساعدات إلى شمال قطاع غزة بعدما علق توزيع المساعدات في شمال قطاع غزة في 20 شباط/فبراير إثر تعرض قافلة تابعة له للنهب وإطلاق نار.
في مواجهة ما وصفته بـ"المجاعة واسعة النطاق" في غزة، طلبت جنوب أفريقيا، أمس الأربعاء، من محكمة العدل الدولية فرض إجراءات طارئة جديدة على إسرائيل.
aXA6IDMuMTQ3Ljc4LjI0MiA= جزيرة ام اند امز