الائتلاف الحاكم بألمانيا يراهن على "ليلي" و"تيريزا" لاستقطاب الشباب
الائتلاف الحاكم في ألمانيا لجأ لشابتين لقيادة حملتهما على مواقع التواصل الاجتماعي على أمل أخير في فتح قنوات تواصل مع الشباب
يعاني حزبا الائتلاف الحاكم في ألمانيا، الديمقراطي المسيحي "يمين وسط"، والاشتراكي الديمقراطي "يسار وسط"، من صعوبات كبيرة في التواصل مع الأجيال الشابة.
وشهدت معدلات التأييد للحزبين في انتخابات البرلمان الأوروبي وبرلمانات الولايات في 2019، عزوفا من جانب الشباب.
- "الاشتراكي الديمقراطي" يهدد بتقويض الائتلاف الحاكم في ألمانيا
- حزب ميركل يرفض التصويت على مرشحه لمنصب المستشار
وفي محاولة لوقف التراجع، لجأ الحزبان لشابتين لقيادة حملتهما على مواقع التواصل الاجتماعي، على أمل أخير في فتح قنوات تواصل مع الشباب وزيادة معدلات التأييد.
وعهد الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ثاني أكبر أحزاب البلاد، إلى ليلي بلودزون البالغة من العمر 18 عاما، بقيادة حملات الحزب على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما عهد الحزب الديمقراطي المسيحي، الذي تنحدر منه المستشارة أنجيلا ميركل إلى تيريزا هاين (24 عاما)، بقيادة حملته على مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب صحيفة بيلد الألمانية، لكن تظل تجربة بلودزون خاصة جدا بالنظر لعمرها.
وعادة ما تجلس بلودزون في منطقة الصحفيين بالبرلمان الألماني، وتمسك حاسوبها الإلكتروني بين يديها، وتستعرض تويتر وفيسبوك وأنستقرام.
وسياسيو الحزب الكبار باتوا يستمعون لها بشكل كبير، ويتبعون نصائحها في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي وقت سابق الشهر الجاري، كان نائب المستشارة الألمانية ووزير المالية أولف شولتز (61 عاما) بطلا في أحد صور "سيلفي" نشرتها بلودزون رغم أن الرجل معروف بالخجل، وندرة الظهور على "السوشيال ميديا".
وبات من الطبيعي أن تنشر الشابة صورا مع وزير الخارجية هايكو ماس، وهما جالسان على الأرض، وهو ما كان من الصعب حدوثه في السابق، وفق بيلد.
وتقول بلودزون لصحيفة "تاغس شبيغل" الألمانية: "أتعامل مع السياسة بشكل طبيعي وعفوي للغاية، وأتبع أحيانا طريقة خجولة في عرض المنشورات السياسية تثير الكثير من الاهتمام بين متابعي مواقع التواصل".
ووفق الصحيفة، فإن بلودزون تعيد صياغة صورة الحزب الاشتراكي الديمقراطي بشكل يتلاءم مع الأجيال الشابة، على أمل أن ينال ثقتهم وتأييدهم، في هذا الإطار تشير إلى أن هدفها إعادة الحزب للواجهة مرة أخرى.
واختارت صحيفة "دي تسايت" الألمانية بلودزون بين أهم 100 شخصية شابة في 2019، رفقة مشاهير أمثال توني كروس لاعب ريال مدريد الإسباني وبطل العالم لكرة القدم مع منتخب ألمانيا في 2014.
وبدأت بلودزون الاقتراب من السياسة، وهي في 15 عاما، حينما خاضت تدريبا مع أحد أعضاء برلمان ولاية مكلنبورغ (شرق)، وقابلت الرئيس الحالي فرانك فالتر شتاينماير الذي كان وزيرا للخارجية ونائبا بالبرلمان عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي في هذا التوقيت.
ووفق شبيغل، خاض شتاينماير نقاشا طويلا مع بلودزون، وانضمت فيما بعد للحزب الاشتراكي الديمقراطي، بسبب إعجابها بالرئيس الألماني، وبدأت طريقا قادها للشهرة وبؤرة التأثير في سن مبكرة للغاية.
في الجهة الأخرى، فإن الحزب الديمقراطي المسيحي حذا حذو الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وألقى بملف مواقع التواصل الاجتماعي في أيدي تيريزا هاين، لكن الأخيرة تبلغ من العمر 24 عاما وأنهت دراستها الجامعية، ولذلك لا تقارن بتجربة الاشتراكيين الديمقراطيين وبلودزون.
وعانى الحزب الاشتراكي الديمقراطي ظروفا صعبة في ٢٠١٩، حيث تعرض لخسارة كبيرة في الانتخابات الأوروبية مايو/أيار الماضي، واستقالة رئيسته أندريا ناليس، وعانى فراغا على مستوى القيادة وفوضى سياسية استمرت أشهرا، حتى انتخاب قيادة جديدة في وقت سابق هذا الشهر.