على امتداد عامين من البذل والعطاء الإنساني، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة تجسيد رسالتها السامية في نصرة الإنسان أينما كان.
رسالة تجلت عبر عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية، التي امتدت أنوارها من الإمارات إلى قلب غزة، حاملة الأمل والدواء والغذاء، ومرسخة نهجًا إنسانيًا فريدًا بات عنوانًا للعطاء في أشد الظروف المعقدة والقاسية.
ولضمان وصول هذه المساعدات إلى المستحقين رغم التحديات، اعتمدت الإمارات الدبلوماسية الإنسانية الشفافة والموثوقة، مستفيدة من علاقاتها المتميزة مع المجتمع الدولي والشركاء الإقليميين، لتتخطى العقبات اللوجستية والسياسية، مؤكدة أن الإنسانية لا تعرف حدودًا أو معوقات.
بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، انطلقت عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية بتاريخ 5/11/2023، مع تنسيق شامل مع الهيئات والمؤسسات الخيرية في الدولة وفتح باب التطوع للأطباء للمشاركة. ومن هنا، مضت قوافل الخير الإماراتية لتكون نبضًا للحياة في أرض المعاناة، حيث لا تُقاس المساعدات بالأرقام فقط، بل بما تزرعه من طمأنينة في القلوب وكرامة في الوجوه. فكانت الإمارات، كعادتها، تسابق الزمن لتخفيف آلام الناس وتقدّم للعالم نموذجًا في إنسانية القائد وشهامة الوطن.
عامان من العمل الدؤوب، حملت فيهما عملية «الفارس الشهم 3» رسالة حب وسلام إلى أهل غزة، لتؤكد أن العطاء الإماراتي لا تحدّه حدود، ولا توقفه أزمات، بل يزداد قوة وتألقًا كلما اشتدت الحاجة.
جهود عملية «الفارس الشهم 3» على أرض الواقع: أرقام وإنجازات ملموسة
من قلب الإمارات، يعمل مركز عمليات متواصل على مدار الساعة، بتنسيق جهات حكومية و17 مؤسسة خيرية لضمان سير عملية «الفارس الشهم 3» بسلاسة وكفاءة، بما يحقق وصول المساعدات للمستحقين رغم أصعب التحديات.
في العريش بمصر، أُنشئت منطقة لوجستية متكاملة تضم مستودعات غذائية وطبية، بالإضافة إلى المستشفى العائم الذي يضم 100 سرير، وتم فيه علاج أكثر من 20,000 حالة. ويبرز من بين المشاريع العملاقة خط المياه الإماراتي الذي يضخ 2 مليون جالون يوميًا ليستفيد منه نحو 2 مليون نسمة، ويمتد الخط على طول 7.5 كم من محطة التحلية برفح المصرية إلى منطقة خانيونس داخل قطاع غزة، ليؤكد حرص الإمارات على تلبية الاحتياجات الأساسية بشكل مستدام.
في غزة، تم بناء المستشفى الميداني الذي يضم 200 سرير، حيث تم علاج ما يقارب 52,960 حالة، إلى جانب توزيع طرود غذائية وطرود خاصة للنساء والأطفال، ودعم 42 مخبزًا و71 مطبخًا شعبيًا لضمان الأمن الغذائي. واستمرت عملية «طيور الخير» في تقديم المساعدات عبر 81 عملية إنزال جوي نُفذت بواسطة 218 طائرة، محمّلة بما مجموعه 4076 طنا من المساعدات الإنسانية.
وعلى صعيد الدعم المؤسسي، قدمت الإمارات:
• دعمًا طبيًا يشمل 33 سيارة إسعاف وخيمًا طبية، بالإضافة إلى 640 ألف لقاح شلل الأطفال، ودعم 8 مستشفيات ليصل الإجمالي إلى 10,000 طن من الدعم الطبي.
• دعم البلديات والبنية التحتية من خلال إصلاح خطوط المياه، وتقديم 36 صهريج مياه، وحفر 115 بئر مياه.
• دعم منظومة التعليم عبر توزيع المستلزمات والحقائب المدرسية، وتقديم 45 منحة دراسية داخل الإمارات.
• الدعم النفسي والصحي شمل تركيب الأطراف الصناعية، وبناء المجمع السكني، ونقل أكثر من 1,000 طفل مع ذويهم، وأيضًا نقل 1,000 مريض بالسرطان لتلقي العلاج داخل دولة الإمارات.
هذه الجهود الضخمة والمستمرة تؤكد أن العطاء الإماراتي ليس مجرد مساعدات مادية، بل نموذج شامل للعمل الإنساني الميداني المتكامل، يجمع بين الغذاء والدواء والتعليم والدعم النفسي والبنية التحتية، ليكون نبضًا مستدامًا للحياة والأمل في غزة.
عملية «الفارس الشهم 3»: عطاء إماراتي متجذر في الإنسانية
تشكل دولة الإمارات 46% من إجمالي المساعدات الإنسانية المقدمة لغزة، بتكلفة إجمالية تجاوزت 2.6 مليار دولار، ليصل إجمالي المساعدات الإنسانية إلى أكثر من 100,000 طن. أرقام ضخمة تعكس ليس فقط حجم الدعم، بل الالتزام العميق والإرادة الصادقة لدولة الإمارات، قيادةً وشعبًا، في نصرة كل محتاج، وتقديم العون في أصعب الظروف.
لقد كانت عملية «الفارس الشهم 3» تجسيدًا حيًا لعطاء فارس الإنسانية، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات الذي وجّه الدولة كلها، حكوماتٍ ومؤسساتٍ وشعبًا، نحو رسالة واحدة: أن الإنسان في قلب كل جهد، وأن الإنسانية لا تتوقف أمام صعوبات الزمان والمكان.
وفي هذا السياق، وقف الشعب الإماراتي من مواطنين ومقيمين بأسره بفزعته الأصيلة وعطائه الكبير، إلى جانب جنود الإنسانية في كل موقع، من مركز العمليات في الإمارات إلى العريش وصولًا إلى غزة، ليكونوا يدًا واحدة تنقل الأمل والدواء والغذاء والمساعدة بكل إخلاص ومهنية. كل طن مساعدات، وكل سرير طبي، وكل بئر مياه، وكل ابتسامة طفل أو أم أو مريض، كانت شاهدة على الروح الإماراتية النبيلة، وعلى التزام القيادة والشعب معًا في رفع المعاناة عن الأشقاء.
إن عملية «الفارس الشهم 3» لم تكن مجرد حملة مساعدات، بل رسالة للعالم كله عن كرم الإمارات وصمودها الإنساني، ودرسٌ في التضامن والرحمة، لتبقى المبادرة نموذجًا عالميًا يُحتذى به في العمل الإنساني المؤثر والمستدام.
مع عملية «الفارس الشهم 3» المباركة، كنت سعيدًا جدًا بمشاركتي في تغطية واحدة من أبرز المبادرات الإنسانية، خاصة وصول سفينة زايد الإنسانية، حيث لمست بنفسي النبل الإماراتي في العطاء الإنساني وخدمة الأشقاء في غزة. لقد كانت تجربة مؤثرة أظهرت الالتزام العميق لفارس الإنسانية، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولشعب الإمارات العظيم، ولجنود الإنسانية في الميدان الذين حملوا رسالة العطاء بحب وإخلاص.
وبفضل جهودهم المخلصة والأمينة، كُتبت على مدار عامين صفحات مشرقة في سجل الإنسانية، صفحات ستظل نورًا وأملًا في قلوب أشقائنا في غزة، شاهدة على أن الإنسانية الإماراتية لا تعرف حدودًا أو توقفًا، وأن الخير ينبع من قلبٍ ينبض بالعطاء والرحمة. لتظل عملية «الفارس الشهم 3» نموذجًا حيًا وملهمًا للعطاء الإنساني المستدام.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة