ترامب و"أمريكا أولا".. شعار لا ينطبق على قواته بالخارج
خبراء وقادة عسكريون متقاعدون يناقشون كيف تتناقض سياسة ترامب "أمريكا أولا" مع انتشار جيشها في العالم.
رغم تبني الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياسة "أمريكا أولا" الخارجية، التي كان من شأنها الحد من انتشار القوات الأمريكية بالعديد من أماكن النزاع في العالم، فإن واشنطن لا يبدو أنها تستطيع الانسحاب من تلك المهام، حتى إذا كان موقفها العسكري قد يضر بمصالحها.
كان هذا ملخص ما توصلت إليه مناقشة عقدت في مدينة لاس فيجاس، الإثنين، بين عدد من الخبراء الذين يتبنون وجهات نظر مختلفة تماما حول دور الجيش الأمريكي، واستضافتها مجلة بوليتيكو ومعهد تشارلز كوش ومعهد بروكينجز.
- الأمريكيون يؤكدون زيادة مؤشر الفساد في عهد ترامب
- بوتين وجولة اليوم الواحد.. هل يملأ القيصر الفراغ الأمريكي؟
من دعم صفوف الناتو لمواجهة روسيا وحتى إيفاد الآلاف من الجنود الإضافيين إلى أفغانستان المستعرة فيها الحرب منذ 16 عاما وإلى الحفاظ على أكثر من 100 ألف جندي في شرق آسيا، يعمل الجيش الأمريكي تقريبا في كل ركن من أركان العالم كما كان يفعل خلال الحرب الباردة.
لكن هل حضور الجيش الأمريكي القوي خارج البلاد "يشكل" حالة الأمن الدولي أم أنه بالكاد يؤثر عليه، مما يزيد زعزعة الاستقرار؟.
وقال مدير مركز الأمن الدولي بجامعة نوتردام مايكل ديش إن من دور الجيش الأمريكي في العالم يجب أن يكون مقيدا أكثر من ذلك؛ لأنه بعد 25 عاما من السياسات الحزبية للانخراط العميق والصدارة البعض لا يزالوا لا يشعرون بأمان أكثر ورخاء وحرية على المستوى المحلي داخل الولايات المتحدة، لذلك يجب تجربة طريقا آخر.
وأضاف أن الطريق السيئ غالبا ما يكون نابعا عن نوايا حسنة، مشيرا إلى أن غزو العراق هو المثال الأول على ذلك، أما المثال الثاني يكمن في سؤال "إذا كان الوضع في ليبيا حاليا أفضل مما كان عليه قبل تدخل الناتو"، مؤكدا أن قائمة الأمثلة طويلة.
من جانبها، سخرت مارا كارلين من دعوى أن الولايات المتحدة تمتلك رفاهية الانسحاب من العالم عسكريا بأي طريقة بدون عواقب وخيمة، مشيرة إلى أن دور الاستقرار الذي يمارسه الجيش الأمريكي في العالم هو أحد أوجه النمو الناتجة عن الحرب العالمية الثانية الذي يستمر في إنتاج ثماره.
وبررت كارلين وجهة نظرها بأنه خلال آخر 70 عاما شهد العالم أقوى ازدهار اقتصادي وسلام في التاريخ، وهو ما يحدث لأن الولايات المتحدة ليست فقط إحدى اللاعبين الكبار لكنها أيضا أحد حكام المباراة.
وأضافت كارلين أن العالم لا ينظم نفسه بنفسه، وأنه لا يجب أن يخدع أحد نفسه بذلك، مؤكدة أن البدائل التي يطرحها البعض مثل جعل الروس أو الصينيين يتولون هذه المهمة، أو مجرد الانسحاب ورؤية النتيجة، تأتي من فهم خاطئ للطريقة التي تحارب بها الولايات المتحدة، فهم خاطئ من كيف حاربت أمريكا وفازت من قبل.
في السياق ذاته، قال جون ألين الجنرال الأمريكي المتقاعد، الذي قاد الحرب في أفغانستان وحاليا رئيس معهد بروكينجز للدراسات، إن من خبرته في عدد لا يحصى من المناطق بالعالم بعضهم حلفاء وآخرين أعداء محتملين، فإنهم يرون الوجود الأمريكي كشيء إيجابي أكثر منه سلبي.
وأضاف أنه ربما يشعر البعض أن الأمريكيين مدمنين للسلطة، فإن هناك حاجة واضحة جدا في عقول العديد من هؤلاء القادة بأن الحضور الأمريكي في العالم هو استقرار، مؤكدا أن الولايات المتحدة لديها بعض الإخفاقات السياسية لكن ذلك لا يقلل من أهمتها في العالم.
aXA6IDE4LjIyMS45MC4xODQg جزيرة ام اند امز