فكرة على ورق تتحول لمليارات.. حكاية «Grubhub» التي غيرت طريقة طلب الطعام

في عام 2002، كان مايك إيفانز، المؤسس المشارك لشركة غراب هب، مبرمجًا مجتهدا في شركة تقنية، يحلم بإيجاد طريقة أفضل لطلب الطعام، وتحديدا عبر الإنترنت، لكنه لم يجد الدافع الحقيقي للقيام بذلك.
وكتب إيفانز في مذكراته التي طرحها في كتاب بعنوان "جائع: رحلة ناشئة"، الصادرة عن دار نشر ليجاسي ليت في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني عام 2022، أن دافعه أمام صناعة تطبيقات إلكترونية لتحسين المعيشة، كان يتلاشى أمام قراءة رواية خيال علمي، أو لعب هالو على إكس بوكس، أو مشاهدة حلقات مُعاد عرضها من مسلسلات درامية.
وأثناء عودته إلى منزله في شيكاغو، ذات مرة وجد نفسه غير راغب في طهي العشاء، لكنه كان أيضا غير راغب في طهي الطعام بالطريقة التقليدية، لذلك فتح إيفانز حاسوبه المحمول وبدأ البرمجة.
وبعد 12 عاما من تأسيسه، اندمج مشروع إيفانز الذي نتج عن ما تعرض له هذه الليلة وهو موقع، Grubhub.com، مع منافسته النيويوركية Seamless، وطرح أسهمه لأول مرة في بورصة نيويورك بسعر 26 دولارا للسهم، وقدرت قيمة شركته بـ2.04 مليار دولار، وفقًا لرويترز.
وتحدثت مجلة "إنتربرينور" مع إيفانز لمناقشة رحلته الطموحة في تأسيس Grubhub.
وتقول المجلة، أن كتاب السيرة الذاتية، تناول رحلة إيفانز في تأسيس "غراب هب" والمسار العاطفي الذي عاشه في هذه الرحلة وقال إيفانز لمجلة "إنتربرينور"، "الفرق بين عدم البدء والبدء هو أصعب وأهم خطوة، إنه القرار الأهم والعامل الأهم في توقع النجاح".
كيف بدأت "غراب هب"؟
وفي الليلة التي تحدث عنها إيفانز، حين فقد الرغبة في تحضير العشاء، أنشأ خريطة لمطاعم شيكاغو، وأسماء المطاعم، وأرقام هواتفها، خلال جلسة برمجة استمرت طوال الليل.
وفي ذلك الوقت من عام 2002، لم تكن هناك خدمة توصيل بالمعنى المتعارف عليه حاليا، حيث كانت مجرد قائمة إلكترونية وخريطة مُقسّمة حسب الرمز البريدي، وكان إيفانز غالبا ما يعتمد على المطاعم القريبة منه.
كان إيفانز يكره وظيفته في ذلك الوقت، لذلك قرر أن عمله على أداة طلب للطعام مبتكرة وثورية، قد تكون طريقه لتحقيق المال وإعفاءه من راتب تقليدي، وربما حتى مساعدته في سداد ديون الدراسة البالغة 236000 دولار في ذلك الوقت، التي تراكمت عليه وعلى زوجته كريستين.
وكان زميله في تأسيس الموقع مات مالوني، صاحب فكرة جعل المطاعم تدفع مقابل ظهورها في أعلى نتائج البحث على موقع Grubhub.
وكانت صاحبة مطعم صيني وابنها، الذي يعمل نادلا، أول من تحمس حول دليل التوصيل الإلكتروني الجديد هذا، ودفعوا 140 دولارا مقابل ظهورهم في قائمة "المطاعم المميزة" على Grubhub.com لمدة 6 أشهر.
وكان هذا أول دولار تجنيه الشركة، حيث كتب إيفانز، "يبدأ العمل التجاري مع أول عملية بيع، من هذه اللحظة فصاعدا، يصبح مشروعا تجاريا، وليس مجرد هواية".
وعمل مالوني كرئيس تنفيذي للشركة من عام 2004 إلى عام 2021 بموجب اتفاقية أبرمها الاثنان عند جمعهما التمويل بعد بضع سنوات.
وغادر مالوني الشركة عام 2021، بعد 7 سنوات من مغادرة إيفانز، ويعرف مالوني عادة بأنه أحد المؤسسين، لكن إيفانز يُشير إلى نفسه بأنه المؤسس الوحيد في مذكراته.
ولكن قبل كل ذلك، كانا مجرد رجلين لديهما فكرة ورغبة في الترويج لمطاعم شيكاغو.
السير نحو النجاح
ودفع هذا النجاح للموقع الإلكتروني في شيكاغو، إيفانز وزميله إلى اتخاذ قرار بالتوجه إلى سان فرانسيسكو، عاصمة الشركات الناشئة، لتكون المدينة التالية التي ستنضم إلى المنصة.
وفي حكاية ربما تعد الأكثر شهرة في الكتاب، يروي إيفانز تجوله في مدينة سان فرانسيسكو بأكملها لاختيار قوائم الطعام لإضافتها إلى Grubhub.com.
ويقول إيفانز إنه في أي عمل تجاري قائم على السوق، يجب إيجاد طريقة لإنشاء شبكة علاقات.
ويضيف، "لقد كنت أتمتع بطاقة هائلة، وهذا ساهم في جذب الزيارات إلى الموقع، مما ساعده على إقناع المطاعم بتلقي الطلبات عبر الإنترنت وجذب المزيد من العملاء.
وعين إيفانز شخصا يدعى تايلر من كريغزلست ليكون أول موظف في الشركة في المنطقة، ويسجل أسماء مطاعم سان فرانسيسكو.
وفي هذه الأثناء، سعى إيفانز ومالوني لجمع الأموال، وفازا بتحدي المشاريع الجديدة بجامعة شيكاغو، وحصلا على 50 ألف دولار عام 2006، مما منحهما رأس المال اللازم.
واستغل الثنائي تلك الشبكة للعثور على المزيد من المستثمرين، وفي النهاية وقعا ما وصفه إيفانز مازحا في الكتاب بأنه "أسوأ صفقة استثمارية على الإطلاق" مع Origin Ventures، التي منحتهما مليون دولار بشروط تشمل، أنه لا يمكن لإيفانز أن يكون رئيس تنفيذي مشارك، وبندا يسمح له بمغادرة الشركة في حال بيعها".
وكتب عن هذا يقول "هذا يسمح لي بالعمل بجد دون خوف من التعثر، كانت شروط الصفقة سيئة نوعًا ما، لكنها كانت أموالًا طائلة، وكان هذا الوقت المناسب للنمو".