إن أسوار الخليج العربي الحقيقية الضامنة لأمنه أسوار موحدة ومتصلة تمتد من عمان مروراً بالإمارات وقطر والبحرين فالسعودية إلى الكويت، وأنه ليس هناك أمن لإقليم يتحقق دون أمن الأقاليم الأخرى
وهذا هو ركن الاستراتيجية التي تحرص الإمارات أمام كل تحدٍّ جديد أن تبرزه وتفعله وتعززه وتنميه لتحقيق مصالح دول مجلس التعاون، وترسيخ أمن شعوبه، وأن ما يندرج على التصدي لسلاح المخدرات يشمل أيضاً جميع الأسلحة الأخرى التي تستهدف اقتصادنا وقيمنا وأصالتنا ومجتمعاتنا وأسرنا، ولهذا فإن حزمة التحديات تستوجب حزمة بدائل ومصدات مشتركة لا يمكن أن تنفصل عراها أو تكون فعالة إذا كانت منفردة وتغرد خارج السرب، فوحدة الرؤية واتحاد الهدف والعمل الخليجي المشترك، الضمانة الحقيقية لاستدامة أمن الخليج، وازدهار إمكاناته، وبناء قواعد، وأسس مستقبله المشرق، واستدامته.
إن حزمة التحديات الداخلية والخارجية التي تبدأ بالمخدرات مروراً بالتحديات الأمنية والاقتصادية والثورات الرقمية والإلكترونية وتبدل رياح السياسات الخارجية تستدعي مجتمعة أهمية وحتمية ترسيخ وتوسيع مظلة الأمن المشترك بمفهومه الواسع والشمولي، ووضع استراتيجية بعيدة المدى تأخذ بعين الاهتمام كل هذه التحديات كمنافذ محتملة لعبور الطامعين بزعزعة أمن دول المجلس، وتأخير عربة تقدمه وتعزيز العمل الوقائي المشترك واليقين بأنه ليس هناك مفهوم أمني داخلي منعزل عن الأمن الاقتصادي والسياسي والثقافي والمجتمعي، من هذه الرؤية يمكن أن تضرب دول الخليج بيد من حديد كل المحاولات التي تحاول استهداف وجودها، واستقرارها وأمنها.
بفضل الله سبحانه ثم بفضل حكمة قادة دول مجلس التعاون واتحاد قيم شعوبها والرؤية الاقتصادية والمستوى المعيشي الراقي والضمان الأمني المستتب تعد دولنا من أكثر مناطق العالم أمناً وأماناً ووجهات مفضلة للعمل والحياة والاستقرار، ولكن هذا لا يمنع أن تبقى أعيننا مشرعة على المخاطر مفتوحة على التحديات والمحاولات الآثمة، وسيبقى أمن الخليج كلاً لا يتجزأ، حفظ الله خليجنا العربي من كل نوائب الزمان، وظلاميات القوى المتربصة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة