إيران لديها تاريخ طويل من محاولات تسييس شعائر الحج منذ تولي المرشد الإيراني الأول الخميني السلطة في عام 1979.
لم يعد غريباً ما تشهده المملكة العربية السعودية من حملات تستهدف موسم الحج فيها خلال السنوات الأخيرة، فبعد أن كان النظام القطري قد عمل لثلاث سنوات ماضية على تسييس الحج وسط ضعف الحجة والمنطق وانعدام القدرة على الفعل مفتعلاً بذلك الحساسية والأزمات في المنطقة، هاهي حليفته إيران ومعها الإخوان بإعلامهم المتزمت المضلل وغير المهني، يشنون حملات ضد المملكة في محاولة إثارة الغبار حول قرارها بالحد من أعداد المشاركين في الحج والاقتصار على الموجودين في الداخل من سعوديين وأجانب كإجراء وقائي من فايروس كورونا المستجد، وسط إجماع ديني وعالمي على صواب القرار وشرعيته وعقلانيته.
بطبيعة الحال هذا الإجماع لايتوافق مع فكرة المشروع الخبيث الذي يؤسسه علي خامنئي مرشد نظام ولاية الفقيه المسيطر على حكم إيران منذ 40 عاما، على أن عملية تسييس الحج واجب ديني كما صرح العام الماضي، فإيران لديها تاريخ طويل من محاولات تسييس شعائر الحج منذ تولي المرشد الإيراني الأول الخميني السلطة في عام 1979، حيث بدأت هذه المحاولات في عام 1980 برفع حجاج إيرانيين شعارات طائفية وصور الخميني في مظاهرات أمام المسجد النبوي.
إيران لديها تاريخ طويل من محاولات تسييس شعائر الحج منذ تولي المرشد الإيراني الأول الخميني السلطة في عام 1979.
واليوم لم يعد ممكناً الترفع عن الرد، بل حشد الأصوات الإعلامية وتكثيف الحملات التي ترد على المضللين بات أمرا ملحاً، فلا ضير من التعامل وفق مبدأ "الصاع بصاعين" لتخيب آمال هؤلاء العابثين بالأمن والاستقرار المتلاعبين بعواطف البسطاء، الظانين بأنهم يملكون صك الدخول إلى الجنة بفتاويهم التي تجيز لهم ما يجسر لأعمالهم الإرهابية تحت رداء الدين.
فكما لعب تنظيم الحمدين في السابق على توظيف ذبابه الإلكتروني لتعكير صفو أداء الشعيرة بيسر وسلام، وأطلق هاشتاقات تروج لذلك، و زعم وضع السعودية عراقيل أمام حجاج قطر، يواصل أقرانهم في محور الشر نفس السيناريو الهش ودخلت جماعة الحوثي الإرهابية على خط المزايدات واصفة قرار المملكة بأنه "صد عن بيت الله الحرام"، أو كما صنفته إيران بالحج "غير اللائق" "وبدورها وصفته جماعة الإخوان "بالحج الصوري"، كل هؤلاء الفرقاء اجتمعوا على عدم إدراك أن العقول لم تعد مغيبة كما السابق، فزمن الوباء الذي نعاصره بين مدى سماحة الدين الإسلامي ويسره في تغليب مصلحة الفرد وحياته على أي أمر آخر، خاصة حينما تكون الروح والسلامة في خطر وكانت القرارت الدينية بمثابة هجمة مرتدة في ملعب المتشددين المغالين في الدين، فماذا حدث مع إغلاق المساجد ودور العبادة ..هل توقف الناس عن أداء واجباتهم الدينية ؟..بل ازدادوا قرباً وإيماناً، فلم يعد التقعر في الدين والدين الطقوسي والشعاري وتراً يلعب عليه المؤدلجون.
فلتحشد الأصوات الإعلامية مدعومة بتحليلات خبراء الصحة و رجال الدين المعتدلين لإظهار مخاطر اجتماع نحو ثلاثة ملايين حاج في ظروف مثل هذه، لتكون الحجة بالحجة ولندفع بالتي هي أحسن.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة