إشادة بمبادرة ماكرون لاندماج "أصحاب الهمم"
ماكرون ينتهز الفرصة ويقتبس مقتطفات من خطابات جاك شيراك الرئيس الفرنسي الراحل الذي لا يزال يحظى بشعبية بين الفرنسيين
أشادت صحيفة "لوموند" الفرنسية بتدابير الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لأصحاب الهمم في فرنسا، والسعي لتوفير حياة كريمة لهم للاندماج في المجتمع، سواء في التعليم وأماكن الإقامة للعيش مثل الآخرين أو تحقيقا بالمساواة في الحقوق والفرص والمشاركة المجتمعية.
وكشف ماكرون، خلال المؤتمر الوطني الفرنسي الخامس لذوي الاحتيجات الخاصة، الثلاثاء، مجموعة من التدابير لأصحاب الهمم، بحيث يتمتع نحو 12 مليون شخص منهم في فرنسا "بحياة مثل الآخرين"، قائلاً: "لا بد أن يصبحوا مواطنين كاملين".
- أول موديل مصري من أصحاب الهمم.. مصطفى نوفل يحارب التنمر بالفن
- دراسة: الأولمبياد الخاص 2019 حسّن المشاعر العامة تجاه أصحاب الهمم
وقالت الصحيفة الفرنسية إن اختيار ذلك التاريخ لم يأتِ مصادفة، موضحة أن ماكرون اختار ذلك التاريخ تحديداً 11 فبراير/شباط الذي يتزامن مع صدور قانون عام 2005 في عهد الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك للمساواة "في الحقوق والفرص والمشاركة ومواطنة الأشخاص المعاقين".
وأضافت الصحيفة أن ماكرون انتهز الفرصة لوضع خطواته على خطى الرئيس الفرنسي الراحل الذي لا يزال يحظى بشعبية الفرنسيين، وذلك بدعوة ابنته كلود شيراك، للمؤتمر، كما استذكر خلال خطابه مقتطفات من خطابات شيراك.
ولفتت "لوموند" إلى أنه قبل شهر من الانتخابات البلدية الفرنسية، فإن ماكرون يريد أن يفي بأحد وعوده الانتخابية التي قطعها عام 2017 بالاهتمام بالقضايا الاجتماعية التي تهم أكبر عدد من الفرنسيين، وبينها ملف "ذوي الاحتياجات الخاصة" (أصحاب الهمم).
وحضر المؤتمر لفيف من الوزراء ونحو 500 منتخب محلي، وبرلماني، ورؤساء بلديات، وممثلي الجمعيات والشخصيات العامة.
وقال ماكرون: "لا نعتبر هؤلاء الأشخاص معاقين، ولكن كمواطنين لهم الحق في حياة كريمة والعيش بحرية".
وفيما يتعلق بتعليم أصحاب الهمم، قال ماكرون: "باسم هذا الطموح، وضعت ثلاثة أهداف؛ الأول هو ضمان عدم وجود مزيد من الأطفال من (أصحاب الهمم) دون تعليم"، مع بداية العام الدراسي الجديد في سبتمبر/أيلول المقبل.
وكانت وزير الدولة الفرنسية لشؤون الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة صوفي كلوزل صرحت: "لقد شرعنا في ثورة ثقافية، بحيث يصبح تعليم الأطفال من أصحاب الهمم ملزماً مع ضرورة ادماجهم في المجتمع"، موضحة أنه "زاد عدد الأطفال المعاقين الملتحقين بالمدارس بواقع 60 ألفا منذ بداية العام الدراسي 2018".
وقال ماكرون: "نهدف إلى توظيف 11500 مدرس لمساعدة الطلاب (أصحاب الهمم) بحلول عام 2022".
وعادت "لوموند" قائلة: "ترغب الحكومة في جعل هذه المهنة أكثر جاذبية بتقديم عقود حقيقية موقعة مع التعليم الوطني (...)"، مضيفة أن ماكرون أعلن أيضاً إدخال "وحدة الإعاقة في التدريب الأولي لمعلمي المدارس الابتدائية والثانوية".
بالنسبة للأطفال المصابين بالتوحد، التزم ماكرون بتمديد "حزمة التدخل التشخيصي والتشخيص المبكر" إلى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و12 عاما في عام 2019 إلى الأطفال من سن يوم حتى 6 سنوات.
وستتاح للعائلات ذات الدخل المنخفض إمكانية الوصول إلى جلسات مع طبيب نفسي، يدعمه الضمان الاجتماعي لمدة 12 شهراً على الأقل.
والهدف الثاني من مبادرة ماكرون، هو التأكد من أنه "بحلول عام 2021، لن يتم ترك أي شخص معاق، سواء طفلا أو بالغا، وحيدا في البحث عن حل"، وفقاً للرئيس الفرنسي.
ولمساعدة الأسر في العثور على شخص يدعم أبناءهم، تم تخصيص خط ساخن رقم (360) بداية من مطلع عام 2021، وسيتيح الوصول إلى 400 مؤسسة لدعمهم وإيجاد حلول لأبنائهم.
الهدف الثالث: "السماح للجميع بأن يعيشوا حياة كريمة، وحرة"، بمنحهم الحق في التصويت بوصاية أحد البالغين، وإمكانية الزواج والطلاق للسماح لهم بأن يكونوا آباء، كم سيتم تخصيص مساعدات مالية من الضمان الاجتماعي لهم.