أزمات "الصناعات اليدوية" تتفاقم في إيران
الصناعات اليدوية مهددة بالاندثار في إيران وسط تجاهل حكومي.
ألقت الأوضاع الاقتصادية المضطربة في إيران، بسبب انشغال نظام الملالي بدعم المليشيات العسكرية خارج الحدود، بآثار سلبية على الاقتصاد المحلي لا سيما قطاع الصناعات اليدوية المهددة بالاندثار، حيث تشهد تدهوراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة دون دعم حكومي واضح للعاملين في تلك المهن، بحسب تقارير عدة.
وكشفت تصريحات أدلى بها عباس شيردل، رئيس اتحاد الصناعات اليدوية في محافظة أصفهان الواقعة وسط إيران، والتي تحظى بنسبة كبيرة من المشتغلين في الصناعات الخزفية، والفضية، إضافة إلى النسيج إلى أن أعداداً كبيرة من كبار الصانعين المهرة في تلك المهن غادروا البلاد إلى كل من تركيا والصين، لتجاهلهم من قبل المسؤولين الإيرانيين.
ولفت شيردل، بحسب شبكة "إيران واير" الحقوقية، إلى انخفاض ملحوظ في متاجر صناعة المشغولات الفضية بأصفهان مؤخراً، مؤكداً في الوقت ذاته أن تلك المحافظة وحدها كانت تضم أكثر من 2000 متجر؛ فيما تترواح حالياً بين 300 إلى 400 وحدة تجارية، على حد قوله.
وأكد المسؤول الإيراني أن ما وصفها بـ"مافيا التهريب"، دون أن يفُصح عن هويتها، تعد إحدى العقبات الرئيسية أمام الصناعات اليدوية الإيرانية، وسط تجاهل حكومي لتلك الأزمة، إلى جانب زيادة أسعار الدولار الأمريكي أمام العملة المحلية (التومان)، التي وصلت لأدنى مستوياتها التاريخية، الأمر الذي أدى إلى عزوف المشترين عن البيع والشراء في أغلب الأسواق، إضافة إلى هجرة الحرفيين في تلك المهن خارج البلاد.
وتعد محافظة أصفهان، إحدى أشهر المناطق الإيرانية التى تروج بها الصناعات اليدوية مثل الخزف، والخواتم، والحفر على الأخشاب، وكذلك الصناعات النحاسية والمعدنية، في الوقت الذي تواجه الحرف اليدوية في إيران مصيراً غامضاً في ظل تنازلات نظام الملالي، خشية تفاقم خسائره في ظل تدهور قيمة العملة المحلية، وارتفاع حدة التذمر الشعبي على إثر قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي، وفرض عقوبات جديدة على طهران.
وتحتل السلعة الأشهر في البلاد "السجاد" القمة على رأس الصناعات والحرف اليدوية، غير أن طهران المتعثرة تسعى لتأمين النفط مقابل السماح بإغراق البضائع الصينية أسواقها، لا سيما بعد أن عقد سعيد خوشرو، مدير الشؤون الدولية بشركة النفط الوطنية الإيرانية، اجتماعات منفصلة في بكين، مايو/أيار الماضي، مع مسؤولين تنفيذيين كبار في الوحدة التجارية التابعة لشركة النفط الصينية العملاقة سينوبك وشركة تجارة النفط الحكومية تشوهاي تشنرونغ كورب، لبحث إمدادات النفط والحصول على تأكيدات من المشترين الصينيين.
ورافق خوشرو وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في المحطة الأولى من جولته إلى القوى العالمية قبل السفر إلى أوروبا. وتبذل طهران مسعى أخيراً لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 الذي انسحبت منه واشنطن مع التخطيط لفرض عقوبات من جانب واحد تشمل قيوداً صارمة على صادرات إيران من النفط.
وقال أحد المصادر المطلعة على الاجتماعات: "خلال الاجتماع، نقل خوشرو رسالة ظريف بأن إيران تأمل في أن تحافظ الصين على مستويات الواردات".
واستوردت الصين، أكبر مشترٍ في العالم للنفط الخام، نحو 655 ألف برميل يومياً من النفط في المتوسط من إيران خلال الربع الأول من العام الجاري، وفقاً لبيانات الجمارك الصينية الرسمية، بما يعادل أكثر من ربع إجمالي صادرات إيران.
في المقابل، حذر نصرت الله سبهر، المساعد السابق لمنظمة التراث الثقافي والحرف اليدوية مؤخراً، من أن الأسواق الإيرانية باتت معرضاً مفتوحاً للبضائع الصينية منخفضة القيمة، لا سيما السجاد الذي يشكل مصدر دخل للعديد من الأسر الإيرانية، في ظل تردي الأوضاع المعيشية، وارتفاع أسعار أغلب السلع الأساسية.
واعترف سبهر، بحسب موقع مرصاد نيوز المحلي، أن منتجات بكين من الخزف والتحف، إضافة إلى الحرف اليدوية، أدت إلى انهيار الصناعات المحلية في محافظة كرمانشاه الواقعة في أقصى غرب البلاد، في الوقت الذي تتواصل فيه تنازلات طهران للصين من أجل النفط.
aXA6IDMuMTQ1Ljk5LjI0MCA= جزيرة ام اند امز