"أنا إنسان لست آلة".. معلمون جزائريون يرفضون "السبت"
وزارة التعليم الجزائرية تخير الأساتذة بين زيادة الحجم الساعي للعمل مع تحفيزات مالية أو فتح مناصب عمل جديدة للمعلمين تدراكا للنقص
استبق عدد من معلمي وأساتذة التعليم بالجزائر قراراً محتملاً لزيادة الحجم الساعي للتدريس وتمديده إلى يوم السبت، بحملة رفض واسعة، تجاوب معها الجزائريون بين متضامن ومنتقد.
وتداول الجزائريون في اليومين الأخيرين عبر مواقع التواصل هاشتاق بعنوان "#أنا_إنسان_لست_آلة" أطلقه أساتذة ومعلمون، تعبيرا منهم عن استيائهم من احتمال إضافة يوم السبت ضمن أيام التدريس الأسبوعية، بعد أن كان عطلة مع يوم الجمعة طوال نحو عقد كامل.
وجاء موقف المعلمين عقب الجلسات التشاورية التي تجريها وزارة التربية والتعليم مع نقابات التربية لدراسة استدراك الأشهر الـ8 من توقف المدارس نتيجة تفشي جائحة فيروس كورونا في البلاد منذ مارس/آذار الماضي.
وكشفت بعض النقابات عن تصدر "إشكال جديد في الموسم الدراسي المقبل"، تمثل في مقترح "استغلال يوم السبت" من خلال رفع الحجم الساعي للأساتذة نتيجة الاعتماد على "أسلوب التفويج"، في إشارة إلى تخصيص 20 تلميذاً فقط في كل صف وفق البروتوكول الصحي الذي أقرته الوزارة، وهو ما طرح إشكالاً جديدا تمثل في نقص المؤطرين على مستوى المؤسسات التربوية من معلمين وأساتذة، فيما لم تتوصل الوزارة والنقابات لحد الآن إلى اتفاق نهائي يرضي جميع الأطراف.
ووضعت "التعليم" الجزائرية خيارين أمام النقابات، تضمن الأول احتساب الساعات الإضافية طيلة أيام الأسبوع وكذا يوم السبت، مع تخصيص تحفيزات مالية قدرها ألف دينار جزائري (7.75 دولار) للساعة بهدف تشجيع الأساتذة.
أما الخيار الثاني فتمثل في فتح مناصب مالية إضافية لتوظيف أساتذة جدد في مختلف الأطوار التعليمية بالاعتماد على خريجي المدارس العليا للأساتذة والأساتذة المتعاقدين، واستغلال القوائم الاحتياطية من مسابقات التوظيف.
تضامن شعبي
وتجاوب الجزائريون مع هاشتاف "أنا إنسان ولست آلة" الذي أطلقه أساتذة في قطاع التعليم، بتأييد مع موقفهم الرافض العمل يوم السبت، ومتضامن معهم ضد حملات أخرى انتقدت تبريراتهم للرفض.
وأجمعت كثير من ردود الفعل عبر منصات التواصل على أن العطلة التي منحت للأساتذة والتلاميذ منذ مارس/آذار الماضي "فرضت على الجميع" نتيجة الظروف الصحية الناجمة عن جائحة كورونا.
واعتبرت تعليقات أخرى أنه "يصعب على المعلمين والأساتذة تدريس 6 أيام بالأسبوع مع إجبارية تحضير الدروس"، وبعضها استغرب انتقاد آخرين لموقف الأساتذة، معتبرين أن "راتب المعلم والأستاذ في الجزائر يبقى ضعيفاً مقارنة مع وظائف ومهن أخرى شملها قرار العطلة الإجبارية".
انتقاد بسبب الدروس الخصوصية
في مقابل ذلك، استهجن بعض رواد مواقع التواصل رفض الأساتذة العمل بيوم السبت، وإن اختلفت نظرة كل واحد لخلفيات استهجانه، وكان موضوع "الدروس الخصوصية" الأكثر تداولا بين الآراء المنتقدة، واعتبرت أن "كثيرا من الأساتذة والمعلمين يخصصون يومي الجمعة والسبت للدروس الخصوصية وبحجم يفوق باقي أيام الأسبوع".
بينما دعا آخرون إلى "التضحية في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد خصوصاً المدرسة الجزائرية التي كان فيها التلميذ الخاسر الأكبر من توقف الدراسة"، وأن "الوقت ليس لإملاء الشروط".
وطالب آخرون من الأساتذة، المساعدة على تدارك الأشهر الضائعة من تعليم التلاميذ، أو اشتراط أن يكون العمل يوم السبت خاصاً فقط بالموسم الدراسي 2020/2021.
وقررت السلطات الجزائرية، الخميس، تأجيل الدخول المدرسي الذي كان مقرراً، الأحد المقبل، إلى تاريخ لاحق وغير معلن بسبب استمرار تفشي فيروس كورونا في البلاد.
ورجحت مصادر مسؤولة في "التعليم الجزائرية" لـ"العين الإخبارية" أن يتحدد موعد دخول تلاميذ وطلبة المدراس والمتوسطات والثانويات عقب الاستفتاء الشعبي على التعديل الدستور المزمع تنظيمه في الأول نوفمبر/تشرين الثاني القادم.