"القرض الحسن".. مصرف حزب الله "غير الشرعي" في قبضة القراصنة
في خطوة تضرب "السرية المصرفية" التي بات يعتمد عليها حزب الله لتمويل عناصره ومواليه، اخترق قراصنة حسابات مؤسسة "القرض الحسن" التابعة له.
و"القرض الحسن" الذي حوله حزب الله إلى مصرف تابع له غير شرعي يقدم قروضا للعملاء ويرهن الذهب وغيرها من المعاملات المصرفية، وهو مرخّص في لبنان على أنه جمعية.
ونجح القراصنة بعد اختراقهم الموقع في كشف أسماء المقترضين بين عامي 2019 و2020 مع تفاصيل مرتبطة بقيمة القرض وكيفية سداده ومعلومات شخصية عن المودعين والمقترضين.
- لبنان يحطم آمال طهران وحزب الله: لن نستورد وقود إيران الراكد
- فخ حزب الله.. قروض "حسنة" للبنانيين بفائدة 500%
كما كشفت عملية القرصنة عن حسابات مؤسسة القرض الحسن في مصرف "جمّال ترست بنك"، الذي كان قد فرض عليه عقوبات أمريكية عام 2019 بتهمة تقديم خدمات مالية لحزب الله.
وبعد خرقهم لموقع "القرض الحسن" نشر المقرصنون عليه مقطع فيديو قالوا فيه إنهم حصلوا على كل المعلومات المرتبطة بالجمعية من ميزانيات وحسابات وغيرها ودعوا المودعين لسحب أموالهم والمقترضين لوقف سداد أقساطهم.
ووعد القراصنة بنشر معلومات إضافية في الفترة المقبلة عن الجمعية غير الشرعية التابعة لحزب الله وغيرها من المؤسسات التابعة لحزب الله.
ورغم محاولة مناصرين ومقربين لحزب الله في بداية الأمر نفي عملية القرصنة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عادت الجمعية نفسها وأقرّت بالاختراق معتبرة أنه جاء بعد ما وصفته بـ"الإنجازات النوعية" التي حققتها الجمعية.
وتحدثت الجمعية بشكل علني عن وضعها آليات الصراف الآلي التي سمحت لمودعيها والعاملين مع حزب الله سحب ودائعهم وأموالهم بالدولار الأمريكي منذ أشهر، فيما المصارف اللبنانية تمتنع عن الدفع للمودعين بالعملة الخضراء وتكتفي فقط بالعملات اللبنانية، وهذا ما أدى إلى انتقادات واسعة.. معتبرين أن حزب الله يكرس شيئا فشيئا اقتصاده الموازي في "دويلته داخل الدولة اللبنانية".
وقالت الجمعية إن الخرق محدود ولا خطورة على حسابات المودعين والمقترضين على حد سواء وأن لا إمكانية للتصرف بها أو تحريكها لأنها موجودة على شبكات داخلية مقفلة ولا يمكن الوصول إليها فيما الخرق الحاصل محدود جداً للشبكة الخارجية.
مع العلم أنه في الفترة الأخيرة كانت قد بدأت الأصوات ترتفع ضد حزب الله من بيئته رفضا للسياسة التي اتبعها في "القرض الحسن" عبر فرضه على المتعاملين معه الذين سبق أن حصلوا على قروض بإعادة دفع أقساطها بالدولار الأمريكي في وقت سجّل ارتفاعا غير مسبوق لسعر الصرف في السوق ما رفع قيمة القروض أكثر من أربع مرات.
وتطرح علامات استفهام كثيرة حول مصادر أموال "القرض الحسن" الذي يعمل خارج النظام المصرفي اللبناني الذي يشرّع من الحكومة ومصرف لبنان عبر قوانين في مجلس النواب ويلتزم بالتعاميم وتتم مراقبته ويدفع الضرائب، لكن القرض الحسن هو خارج هذا النظام، ولا أحد يعلم كيف يعمل وكيف يعطي القروض ومن أين أمواله وكيف يوظفها، في وقت سبق أن اعترف أمين عام حزب الله حسن نصر الله أن مصدر تمويله الكامل من طهران.