48 ساعة على انتخابات لبنان.. سباق قبل الصمت
استعدادات مكثفة من الأحزاب، وتأهب من الجيش والشرطة والمراقبين في الساعات الأخيرة قبل الانتخابات البرلمانية اللبنانية.
بعد أقل من 48 ساعة، يكون اللبنانيون على موعد، مع انتخابات طال انتظارها، حيث مرت 9 سنوات على آخر استحقاق نيابي شهدته البلاد، بسبب تجديد البرلمان ولايته 3 مرات على التوالي دون اقتراع.
وستُجرى الانتخابات في كل المحافظات، الأحد المقبل، 6 مايو/أيار بعد أن صوت المغتربون، الجمعة والأحد، الماضيين في سابقة هي الأولى في تاريخ البلاد، التي ستشهد منتصف ليل الجمعة دخول مرحلة الصمت الانتخابي.
مليشيا "حزب الله" وسلاح الطائفية
تحاول مليشيا حزب الله الإرهابي، الذراع الإيرانية في لبنان، استغلال سلاح الطائفية، للبحث عن مكان مؤثر في البرلمان اللبناني، بعد التراجع الذي شهده الحزب، والانخفاض الحاد في شعبيته، بسبب تدخلاته الفجة في الحياة السياسة اللبنانية وفي شؤون الدول الخارجية، وأبرزها الدور المشبوه الذي تلعبه مليشياته في سوريا، وأخيرا وليس آخرا دعم جبهة البوليساريو في المغرب، والتي على إثرها قطع المغرب علاقاته مع إيران وطرد سفيرها.
هذه النبرة الطائفية انعكست في كلمات نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني، التي أطلقها قبل أسبوع حول التحالف بين حزب الله وحركة أمل، الذي وصفه بأنه "بات قدرا".
كما اعتمدت المليشيا الإرهابية على استخدام منهج الترهيب ضد الخصوم والمعارضين، عن طريق اعتداءات جسدية، وتمزيق لافتات المرشحين، واتهام الخصوم بالانتماء لتنظيم داعش الإرهابي، أو بتلقي الرشى، إضافة إلى تخويف اللبنانيين بحرب "وشيكة" مع دولة الاحتلال.
الصمت الانتخابي وسباق الزمن
تسارعت في الساعات الأخيرة وتيرة جولات زعماء الأحزاب اللبنانية على مختلف المحافظات، لحث المواطنين على التصويت بكثافة، أملا في رفع الحاصل الانتخابي الذي يحدد توزيع المقاعد البرلمانية في كل دائرة.
وكثّف المرشحون البالغ عددهم 917، جولاتهم وظهورهم الإعلامي، الذي يبلغ ذروته اليوم، في سباق مع الزمن قبل دخول البلاد في فترة صمت انتخابي منتصف الليل.
وفي مفارقة كبيرة، دعا رئيس الحكومة ورئيس تيار المستقبل، سعد الحريري، أنصاره في شمال لبنان منح الصوت التفضيلي في الانتخابات لصالح وزير الخارجية، ورئيس "التيار الوطني الحر"، وصهر رئيس الجمهورية، جبران باسيل.
وتسعى مختلف القوى إلى حصر توزيع الأصوات بشكل دقيق لضمان فوز المرشحين مع أدنى حد من الخروقات الانتخابية.
وكان القاضي نديم عبد الملك، رئيس هيئة الإشراف على الانتخابات النيابية، أكد في بيان، ضرورة التزام فترة الصمت الانتخابي، موضحا أن "المادة 78 من قانون الانتخابات تنص على حظر بث أي إعلان أو دعاية أو نداء انتخابي مباشر باستثناء ما يصعب تفاديه من صوت وصورة لدى التغطية المباشرة لمجريات العمليات الانتخابية، ابتداء من الساعة الصفر لليوم السابق ليوم الانتخابات وحتى إقفال صناديق الاقتراع".
الجيش والشرطة.. استعداد وحياد
"مصممون ومستعدون للتضحية لإنجاح هذا الاستحقاق.. ونقف على مسافة واحدة من الجميع".. هكذا عبرت قيادة الجيش اللبناني عن استعداداتها للعملية الانتخابية.
وبحسب بيان لقيادة الجيش، فإن "الجيش على استعداد للمساهمة في حفظ أمن العملية الانتخابية"، وذلك مع التأكيد على "التزام العسكريين بالإجراءات التي تحمي القيم والأصول الديمقراطية في البلاد"، معتبرة أن "هذه العملية تشكل إنجازاً جديداً للبنان، لا سيّما في ظلّ الأوضاع الإقليمية المعقّدة، فضلاً عن المساهمة مباشرة في ترسيخ الاستقرار الاجتماعي العام".
كما دعت العسكريين إلى "مزيد من التصميم والتضحية، لإنجاح هذا الاستحقاق"، مؤكدة عزمها على "منع استغلال الظروف الدقيقة التي تمرّ بها البلاد بهدف الإخلال بالأمن، والتزامها البقاء على مسافة واحدة من الجميع، مع عدم الانجرار وراء الاستفزازات، والتدخّل بأي وسيلة كانت في سير هذه العملية، وذلك باتخاذ الإجراءات التأديبية بحقّ المخالفين".
وزير الداخلية، نهاد المشنوق، أكد بدوره أن "قوات الأمن كاملة بكل الأجهزة للحفاظ على الأمن"، موضحا أن عدد القوات التي ستسهم في تأمين العملية ما بين 20 و30 ألف عسكري.
توزيع الأصوات
يبلغ عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت نحو 3 ملايين و648 ألفا و717 ناخبا، بعد تسجيل عدد 82950 ناخبا للاقتراع في الخارج، و14816 موظفا ممن سيتولون الإشراف على أقلام الاقتراع الذين شاركوا بالانتخابات الخاصة بهم أمس.
ويتجه الناخبون إلى 6793 قلم اقتراع و1880 مركز اقتراع، باعتبار أن الدائرة الانتخابية تُقسّم بقرار من وزير الداخلية إلى عدد من مراكز الاقتراع تتضمن عددا من الأقلام، فيكون لكل قرية يبلغ عدد الناخبين فيها 100 على الأقل و4 على الأكثر، قلم اقتراع واحد.
ويصوت الناخبون على 77 لائحة من مختلف الأحزاب والقوى السياسية وأخرى تابعة للمجتمع المدني على مقاعد البرلمان اللبناني الـ128.
وبحسب تصريحات من وزير الإعلام ملحم رياشي، فقد تم استثناء الصحفيين من التصويت المبكر، بسبب صعوبة انتقالهم إلى أماكن قيدهم والتصويت مع متابعة التغطية الإعلامية من مناطق أُخرى.
الرقابة على الانتخابات
استعدادات تجري على قدم وساق من المراقبين المحليين والدوليين لمتابعة اليوم الانتخابي، وتواصل هيئة الإشراف على الانتخابات، وإصدار التصاريح الإعلامية، لمتابعة التزام مختلف الأطراف بمرحلة الصمت الانتخابي، كما تتأهب الجمعيات المتخصصة بمراقبة العملية الانتخابية لهذا اليوم.
aXA6IDE4LjIyMy4xNTguMTMyIA== جزيرة ام اند امز