خسائر انفجارات الصناعات الكيماوية.. قصة الفطر والدخان الملون
شهد العالم على مدار عشرات السنين انفجارات كيماوية مروعة خلفت وراءها خسائر بشرية ومادية هائلة
أعاد الانفجار المروع الذي هز مرفأ بيروت أمس الثلاثاء، بفعل مادة نترات الصوديوم القابلة للانفجار والمحتجزة بمستودع خاص بالكيماويات، إلى الأذهان الانفجارات الكيماوية التي اندلعت في العالم منذ عدة عقود وحتى وقت قريب، وما يترتب عليها من خسائر بشرية واقتصادية هائلة.
انفجار بيروت الضخم بدا كأنه زلزال مدمر أو ما يمكن أن نطلق عليه "بيروتشيما"، تشبيها بما شهدته مدينة هيروشيما اليابانية جراء تدميرها بواسطة قنبلة نووية خلال الحرب العالمية الثانية.
وبحسب خبراء عسكريين فإن الانفجار اتخذ شكلا مغايرا عن أية انفجارات سابقة داخل لبنان، حيث نجم عنه غيمة بيضاء تشبه الفطر مع دخان يكتسي اللون الوردي.
في حين أن الانفجارات الأخرى تسفر عن دخان أسود أو أبيض، وهذ الاختلاف يعود إلى أن الانفجار نجم عن مواد كيماوية شديدة الاشتعال.
وتستعرض "العين الإخبارية" في هذا التقرير سلسلة من الانفجارات الكيماوية التي هزت مدن العالم على مدار عشرات السنين، أبرزها كالتالي:
حادثة مدينة بوبال الهندية
شهدت المدينة الهندية في ديسمبر/ كانون الأول 1984 انفجار مصنع كيميائي أسفر عن موت 16 ألف شخص وفقد آلاف الأشخاص بصرهم، مع تسمم أكثر من نصف مليون إنسان، وهو ما جعل الحادث يستحق لقب هيروشيما الصناعات الكيميائية.
انفجار مصنع كيمائيات في تولوز
في واحدة من أضخم الكوارث بقطاع الصناعات الكيمائية انفجرت قرابة 300 طن من مادات نترات الأمونيا بمصنع AZF للصناعات الكيميائية بمدينة تولوز الفرنسية في سبتمبر/ أيلول عام 2001 ، نتيجة عدم مراعاة قواعد تخزين المواد الخطرة.
أودت الكارثة بحياة 30 فرد وإصابة أكثر من 300 آخرين، وإلحاق الضرر بنحو 1000 منشأة منها 80 مدرسة وجامعتان و185 روضة أطفال، ومعاناة 40 ألف فرد من السكان من العيش بدون سكن مؤقتا، وتوقف الإنتاج في حوالي 130 مصنع.
انفجار قطار روسي محمل بمواد كيماوية
تسبب انفجار قطار شحن روسي كان محملا بمواد كيماوية وبتروكيماوية في مايو/أيار 2013 في وقوع حادث مروع بالقرب من محطة قطارات منطقة روستوف أون دون، وأدى الحادث إلى إصابة 27 شخصا.
كارثة مرفأ تيانجين الصيني
وقع انفجار ضخم بمرفأ تيانجين شرقي الصين بسبب مادة تي إن تي، وقدر المركز الصيني لشبكات مراقبة الزلازل قوة التفجير بما يعادل 21 طنا من تي إن تي.
وأودى الانفجار الذي اندلع في أغسطس/آب 2015 بحياة 85 شخصا، وأعقبه تسرب مادة سيانيد الصوديوم السامة، ما دفع السلطات الصينية لإجلاء سكان المنطقة القريبة من موقع الحادث.
انفجار محطتين كيماويتين في ألمانيا
أسفر وقوع انفجارين بمحطتين كيماويتين تملكهما شركة باسف في منطقة بلودفيغسهافن بألمانيا عن إصابة وفقدان العديد من الأشخاص في أكتوبر/تشرين الأول 2016.
ويعود الحادث الذي أجبر الشركة على إغلاق بعض منشآت الإنتاج إلى اندلاع حريق بخط أنابيب.
انفجار يانشينغ الصينية
في مارس/آذار 2019 حدث انفجار ضخم بمصنع جيانغسو تيانجيياي للكيماويات هز مدينة يانشينغ الصينية، وتسبب الحادث في تحطم نوافذ المنازل المحيطة بالمصنع وتدمير العديد من السيارات.
انفجار تكساس
بعد 8 أشهر تقريبا وتحديدا في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 وقع انفجار تكساس المروع، جراء اشتعال نيران بمصنع بورت نيتشز لتصنيع المنتجات الكيماوية والبترولية الواقع جنوب شرقي الولاية.
وينتج المصنع غاز البوتادين السريع الاشتعال والمستخدم في صناعة المطاط الاصطناعي وغيره من البتروكيماويات مثل البوتان.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن الانفجار كان الأضخم من نوعه داخل الولاية، وأدى إلى تحطم زجاج نوافذ المنازل الواقعة على بعد عدة أميال.