بالصور.. بصمات هتلر في برلين الحديثة
ربما لم تشهد مدينة كبيرة ما شهدته برلين في 57 عاما من تقلبات بدأت بصعود هتلر للسلطة في 1933، وانتهت بسقوط الجدار الشهير في 1989.
لكن كل شخص تتاح له فرصة زيارة المدينة في وضعها الحالي، يبحث باستمرار عما تبقى من برلين القديمة، والجدار، والنفق الذي حكم منه هتلر ألمانيا، ومات فيه منتحرا، ونقاط تفتيش الجيش الأمريكي التي كانت تفصل بين شرق المدينة وغربها خلال فترة ما بعد الحرب.
"مطار تمبلهوف"
على الرغم من أن عمليات بناء مطار تمبلهوف القريب من وسط برلين، بدأت في أكتوبر 1923، إلا أن تشييد المطار بشكله وحجمه المعروف جرى في ظل النظام النازي، وبالتحديد في وسط ثلاثينيات القرن الماضي، وكان واحدا من أهم مظاهر دولة هتلر في هذا الوقت.
بل إن النظام الألماني كان يروج للمطار على أنه أكبر وأقدم مطار تجاري في العالم، لكن ذلك كان محل نزاع في ظل وجود مطارات تنازعه هذه الصفات في باريس ولندن.
وفي 2008، قررت الحكومة الألمانية إغلاق المطار نهائيا، رغم اندلاع احتجاجات ضد الخطوة، وتحول إلى مساحة ترفيهية تحت اسم "تمبلهوف فيلد"، حيث اعتاد الناس استخدامه كمنطقة تنزه أيام الأحد، وساحة لممارسة رياضات الجري وركوب الدراجات، مع وجود طائرة ركاب ضخمة تقف شاهدة على الماضي.
وفي 2015، قررت السلطات تحويل جزء من ساحة المطار إلى معسكر للاجئين، هو الأكبر في البلاد، بالتزامن مع أزمة اللجوء التي ضربت ألمانيا في نفس العام، وانتهت بدخول مليون لاجئ الأراضي الألمانية.
"قصر وانسي"
على الرغم من أن قصر وانسي الواقع في الضاحية التي تحمل نفس الاسم في جنوب برلين، يعد أقدم، إلا أن نظام هتلر كان له بصمات عليه لازمته حتى اليوم.
ففي هذا القصر، عقد عدد من المسؤولين ما يعرف بـ"مؤتمر الحل الأخير" في عام 1942، وناقشوا فيه خطة "الهولوكوست"، ولذلك تحول القصر إلى متحف في الوقت الحالي لتذكرة الناس بهذه الجريمة البشعة.
الملعب الأولمبي
لم يكن هذا الملعب عاديا، لأن هتلر أمر ببنائه من أجل الألعاب الأولمبية التي شهدتها برلين في أغسطس 1936، ليكون شاهدا على قوة الدولة، وقدراتها، ونجاحها اقتصاديا ومعماريا. ففي 1934، قرر هتلر بناء الملعب، وخصص ميزانية 42 مليون مارك "188 مليون يورو بالقوة الشرائية الحالية" لعمليات البناء وأشرف عليها.
ولا يزال الملعب موجودا حتى اليوم، ويعد الملعب الأساسي لفريق هيرتا برلين؛ نادي العاصمة الأقوى في الدوري الألماني لكرة القدم "البوندسليجا".
مخبأ هتلر
بعيدا عن المباني السابقة، كانت الحكومات الألمانية المتعاقبة حريصة على طمس الأماكن الرئيسية التي عاش فيها الزعيم النازي، ومنها "مخبأ هتلر"، وهو المكان الذي حكم منه البلاد في آخر سنوات الحرب العالمية الثانية، وانتحر فيه في 1945.
وتعرض المخبأ لتدمير كبير خلال الحرب العالمية الثانية تحت وطأة قصف الحلفاء، ثم جرى التستر عليه وردم الأجزاء المتبقية في السنوات التي أعقبت الحرب.
واليوم، تحول الموقع لساحة انتظار السيارات، ولافتة ضخمة مدون عليها تاريخ "المخبأ"، وما جرى فيه، ولا يزال العديد من السياح يبحثون عنه عند زيارة برلين.
بخلاف هذه المواقع التي كانت شاهدة على عصر الدولة النازية، توجد بعض المواقع الأخرى التي تشهد على فترة الحرب الباردة والتقسيم التي استمرت حتى 1989، ومن هذه المواقع بعض أجزاء الجدار الذي جرى تشييده في الستينيات للفصل بين برلين الشرقية والغربية، وبالتحديد في منطقة وسط المدينة، حيث يقع متحف تيبوجرافيا.
وعلى بعد بضعة مئات من الأمتار، وبالتحديد في شارع فريدريش شتراسا، توجد نقطة مرور "شارلي" أشهر نقطة مرور للجيش الأمريكي في وسط برلين، والتي كانت تفصل بين الأجزاء الشرقية والغربية، ولا تزال موجودة بشكل رمزي حتى اليوم، ويلتقط عندها السياح الصور مع موظفين ألمان يرتدون زي الجيش الأمريكي.
aXA6IDMuMTQuMTQ1LjE2NyA=
جزيرة ام اند امز