تاريخ "رحلات المريخ".. سباق عالمي لفك طلاسم الكوكب الأحمر
يدخل "مسبار الأمل" مدار كوكب المريخ 9 فبراير/شباط بهدف جمع المزيد من المعلومات القيمة عنه واستكمال ما بدأه مستكشفو الفضاء قبل 57 عاما.
"الأمل" الإماراتي ليس المسبار الوحيد الذي يصل إلى "الكوكب الأحمر" خلال فبراير/شباط، إذ يتبعه مسباران آخران يدخلان مدار المريخ بعده مباشرة، الأول "تيانوين 1" Tianwen-1 الصيني ويصل يوم 10 فبراير، والثاني "بيرسي" الأمريكي ويبلغ موقعه يوم 18 من الشهر ذاته.
الرحلات الثلاث تسعى لاستكمال ما بدأه رواد الفضاء منذ 6 عقود تقريبا، وكشف الأسرار التي يخفيها جار الأرض داخل غلافه الجوي وسهوله القاحلة، وقد تكشف حتى عن آثار الحياة القديمة على سطح الكوكب.
"العين الإخبارية" تستعرض تاريخ الرحلات الفضائية إلى "إله الحرب" منذ بدايتها في ستينيات القرن الماضي، والأهداف التي حققتها، مرورا بمحاولات الإخفاق التي لم تحد من طموح البشر في استكشاف الكون الخارجي.
البحث والاستكشاف
قصة استكشاف "الكوكب الأحمر" بدأت على يد العالم جاليليو جاليلي، أول شخص يشاهد المريخ باستخدام التلسكوب في عام 1610.
ووفقا لموقع "سبيس" space، المختص في أخبار الفضاء، نجح الفلكيون خلال قرن واحد في اكتشاف وضاءة مائزة للكوكب، ومنها الرقعة الداكنة المسماة (سايرتايس ماجر بلانم) وأيضًا الأغطية الثلجية والقمم الجليدية القطبية للمريخ.
إضافة إلى ذلك، تمكن العلماء من تحديد فترة دوران الكوكب وميله المحوري، وسُجلت تلك المعلومات في الفترة التي كان المريخ يقابل الشمس فيها، لأنه في هذه الفترة يكون المريخ في أقرب موقع للأرض.
وفي القرنين التاسع عشر والعشرين، اعتقد الباحثون أنهم رأوا شبكة من القنوات الطويلة والمستقيمة على المريخ ما يشير إلى حضارة محتملة، على الرغم من أنه لاحقًا ثبت أنها تفسيرات خاطئة للمناطق المظلمة التي رأوها.
اكتشافات مثيرة للجدل
وفقا لموقع "space"، كان ألان هيلز 84001 (ALH 84001) أحد أكثر الاكتشافات إثارة للجدل، وهو نيزك مريخي قيل إنه اكتشف في عام 1996 ويحتوي على أشكال تذكرنا بالحفريات الصغيرة.
وفي عام 2018، وجدت دراسة نيزكية منفصلة أن الجزيئات العضوية (اللبنات الأساسية للحياة) يمكن أن تكون ظهرت على المريخ من خلال تفاعلات كيميائية تشبه البطاريات.
بدأ عصر الصعود للمريخ في ستينيات القرن الماضي، عندما أطلقت الولايات المتحدة المركبة الفضائية الروبوتية "مارينر 4" في عام 1964، تبعها إطلاق "مارينرز 6" و"7 " في عام 1969.
وكشفت تلك البعثات أن المريخ عالم قاحل دون أي علامات على الحياة أو الحضارات التي تخيلها الناس هناك. وفي عام 1971 دارت "مارينر 9" حول المريخ، ورسمت خرائط لنحو 80% من الكوكب واكتشفت البراكين والأخاديد.
الاتحاد السوفيتي أطلق أيضا العديد من المركبات الفضائية في الستينات وأوائل السبعينات، لكن معظم هذه المهام فشلت باستثناء مهمتي مارس 2 (1971) ومريخ 3 (1971) اللتين وصلتا بنجاح، لكن لم يتمكنا من رسم خريطة للسطح بسبب العواصف الترابية.
في 1976 هبطت مركبة Viking 1 التابعة لناسا على سطح المريخ، وهذا أول هبوط ناجح على الكوكب الأحمر، والتقط المسبار أول صور عن قرب لسطح المريخ لكنها لم تعثر على دليل قوي على وجود الحياة.
المركبتان التاليتان اللتان وصلتا بنجاح إلى المريخ هما "المريخ باثفايندر" و"مارس جلوبال سيرفيور"، وكلاهما تم إطلاقهما في عام 1996.
مغامرات الألفية الجديدة
غامر روبوت صغير على متن "باثفايندر" يُدعى "سوجورنر"، وهو أول عربة بعجلات لاستكشاف سطح كوكب آخر، فوق سطح المريخ لتحليل الصخور.
عام 2001، أطلقت وكالة ناسا مسبار المريخ "أوديسي"، الذي اكتشف كميات هائلة من الجليد المائي تحت سطح المريخ، معظمها في 3 أقدام علوية (متر واحد)، وإن كان من غير المؤكد ما إذا كان هناك المزيد من المياه تحتها، لأن المسبار لا يمكنه رؤية الماء على عمق أكبر.
في عام 2003، مر المريخ بالقرب من الأرض أكثر من أي وقت مضى خلال 60 ألف سنة مضت. في نفس العام أطلقت ناسا مركبتين جوالتين هما "سبيريت" و"أوبورتيونيتي"، استكشفتا مناطق مختلفة من سطح المريخ، ووجدت علامات تدل على تدفق المياه على سطح الكوكب.
عام 2008، أرسلت وكالة ناسا مهمة أخرى "فينيكس" للهبوط في السهول الشمالية للمريخ والبحث عن المياه التي نجحت في القيام بها.
أيضا في عام 2011، أرسلت بعثة مختبر علوم المريخ التابع لوكالة ناسا مركبة "كيوريوسيتي" للتحقيق في صخور المريخ وتحديد العمليات الجيولوجية التي خلقتها.
من بين نتائج البعثة كان أول نيزك على سطح الكوكب الأحمر، إذ وجدت جزيئات عضوية معقدة على السطح، إضافة إلى تقلبات موسمية في تركيزات الميثان في الغلاف الجوي.
في سبتمبر 2014، وصلت بعثة المركبة المدارية الهندية إلى الكوكب الأحمر، ما يجعلها رابع دولة تدخل بنجاح في مدار حول المريخ.
في نوفمبر 2018، شهد إرسال وكالة ناسا مركبة هبوط ثابتة إلى سطح المريخ تدعى Mars InSight، بهدف فحص النشاط الجيولوجي للكوكب عن طريق حفر مسبار تحت الأرض.
البعثات المفقودة
المريخ ليس كوكبا من السهل الوصول إليه، وخلال المرات التي أرسلت فيها ناسا وروسيا ووكالة الفضاء الأوروبية والصين واليابان والاتحاد السوفيتي مهمات إلى "الكوكب الأحمر" فقدت العديد من المركبات الفضائية.
موقع "سبيس" space سلط الضوء على أبرز المهمات التي فقدت خلال سعي البشر لاستكشاف كوكب المريخ، منها:
- عام 1992 ناسا تخسر "مراقب المريخ"
- عام 1996 فقدان كوكب المريخ الروسي 96
- عام 1998 ناسا تفقد كوكب المريخ المداري "نوزومي اليابانية"
- عام 1999 تحطم مهمة Mars Polar Lander التابعة لناسا
- عام 2003 وكالة الفضاء الأوروبية تفقد مركبة الهبوط "بيجل 2"
- عام 2011 شهد فقدان "فوبوس" الروسية مع Yinghuo-1 المركبة المدارية الصينية
- عام 2016 فشل اختبار هبوط Schiaparelli التابع لوكالة الفضاء الأوروبية
aXA6IDMuMTQ0LjEwMC4yNTIg جزيرة ام اند امز