مناورة حوثية بثوب "مبادرة".. الانقلابيون يبحثون عن "مكافأة"
حذر برلمانيون وسياسيون يمنيون من مناورة حوثية جديدة لاستغلال المبادرة الأمريكية في تحويل هزائمها إلى انتصار سياسي وعسكري.
وأشاروا في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية"، إلى أن التهدئة دون كسر عسكري لن تنتج أكثر من سلام هش كالعادة، معتبرين أي اتفاقات توقف العمليات العسكرية ضد مليشيات الحوثي بمثابة مكافأة على جرائمها وهجومها على مأرب وعلى المدن السعودية.
ودرجت مليشيا الحوثي عقب رفض مبادرة المبعوث الأمريكي لليمن تيموثي ليندر كينج لوقف إطلاق النار للخروج بموقف متعددة لكبار قيادتها تعتمد الهجوم والتهدئة ضمن مناورة تستهدف كسب الوقت لتغير معادلة القوة وضمان مكاسب سياسية من قبيل شرعنة سيطرتها شمالا.
وفي أحدث مناورة حوثية، اعتبر ناطق مليشيات الحوثي محمد عبد السلام تصريحات الخارجية الأمريكية بشأن التخطيط لتنشيط السلام أنها "مظللة وغير منطقة"، فيما زعم القيادي الحوثي النافذ محمد علي الحوثي أنها "ايجابية".
ويأتي ذلك، عقب مرور يومين من رفض مليشيا الحوثي مبادرة المبعوث الأمريكي التي تسلمها ناطقها المتواجد في سلطنة عمان محمد عبدالسلام بزعم أنها " لا تلبي طموحات جماعته" لكن القيادي بالجماعة الإرهابية محمد علي الحوثي خرج بما أسماه مبادرة للحل طرحها الانقلابيون لإنهاء الحرب متسولا تأييدا أمريكيا.
وتذهب المبادرة الحوثية الى شرعنة سلطتها شمال اليمن والشروع في عملية سياسية خارج المرجعيات الثلاث مع احتفاظ المليشيات بالسلاح الذي نهبته من معسكرات الجيش اليمني.
وتسعى المليشيات الانقلابية للقفز على قرارات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية وتتجاوز الشق العسكري والأمني والبدء بعملية سياسيه انتقالية تبقى تحت رحمة سلاحها، فيما ميدانيا لازالت هجماتها العسكرية الداخلية والعدائية تجاه السعودية على أشدها.
17 عام من إفشال السلام
البرلماني اليمني، الشيخ "عبد الوهاب معوضه" أعتبر الحديث عن السلام مع مليشيات الحوثي نوع من العبث وإضاعة للوقت حيث أثبتت المليشيات الحوثية على مدى 17 عاما من تفجيرها للحرب في صعدة أنها لا تعطي للسلام والتفاوض أي قيمة.
وقال عضو مجلس النواب اليمني " معوضه" وهو أحد القادة الذين قادا انتفاضة مسلحة في مناطق سيطرة المليشيات إن الحوثيون يستخدمون المفاوضات والاتفاقات كنوع من التكتيك لإعادة ترتيب أوراقها والسيطرة على مناطق جديدة باستخدام القوة العسكرية.
وأضاف في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أنه "خلال 17 عاما مضت من حروب الجماعة 2004، أبرمت المليشيات مئات الاتفاقات والمصالحات بينها وبين القبائل وبينها وبين الدولة واستغلتها لإعادة ترتيب أوراقها ورمت بهذه التهدئات عرض الحائط تنفيذا لأجندتها الإيرانية".
وأعرب البرلماني اليمني عن أمله في أن تحقق المبادرات سواء من قبل المبعوثين والأمريكي السلام الحقيقي الذي بموجبه يخضع الجميع للدستور والقانون ويتم الاحتكام للشرعية الدولية بعيدا عن العنف والسلاح، لكن التجارب مع الجماعه تكشف يوم بعد آخر أنها لا تؤمن بأي اتفاق سلام أو أي مصالحة أو تهدئة.
وأشار إلى أن مليشيات الحوثي تعتبر أن لها حق إلهي في الحكم كما تطمع للانتشار والتوسع وبالذات في الدول العربية حيث المقدسات الإسلامية ومنابع النفط في الخليج العربي.
ودعا البرلماني عبد الوهاب معوضة الجميع الى إدراك حقيقة هذه الجماعة الإرهابية وأنها لا يمكن أن ترضخ لأي اتفاق سلام أو تأتي الى مائدة المفاوضات مالم تكسر عسكريا وتجبر على تسليم سلاح الدولة الذي استولت عليه وتقبل بأن تتحول الى حزب أو مكون سياسي يشارك في العملية السياسية كبقية المكونات السياسية الأخرى.
وتابع " نأمل من الإخوة في التحالف إدراك أن هذه المليشيات لا ينفع معها إلا الحسم العسكري وأن أي حديث عن المفاوضات أو الحلول السلمية ليس إلا استهلاك سياسي تحاول المليشيات تحسين صورتها أمام الدول التي تسعى إلى إحلال السلام والأمن في المنطقة".
مكافأة للجرائم
ورفض مستشار الرئيس اليمني ووزير الخارجية الأسبق، عبد الملك المخلافي، مكافأة الحوثي على جرائمها وهجومها على مأرب بإتفاق يجعل من هزيمته العسكرية انتصاراً سياسياً.
وقال المسؤول اليمني إن إيقاف الحرب في الوقت الراهن يشرعن وجودها ويديم الحرب بطرق أخرى تحت ذريعة وقف الهجوم على مأرب، محذرا من تكرار كارثة ستوكهولم بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار مع المليشيات الحوثية يتم تصويره على أنه تنازلا من الحوثي.
وكتب المخلافي سلسلة تدوينات على موقع "تويتر" تصفحتها "العين الإخبارية"، أن الإعلان المشترك بصيغته الحالية أو بالصيغة المعدلة التي يجري العمل عليها وتقديمها للحوثي تحت ذريعة وقف هجومه على مأرب وعلى الأعيان المدنية في السعودية ليس إلا استخدام للذريعة الإنسانية التي أستخدمت في ستوكهولم بشأن الحديدة ولم تحقق سلام ولا حسنت الوضع الإنساني.
ودعا السياسي اليمني البارز الدول الراعية لممارسة الضغط على الحوثيين لوقف جرائمه العدوانية وهجومه على مأرب واستخدام اليمن كمنصة إطلاق صواريخ إيرانية ومسيرات ضد دول الجوار.
وأكد المخلافي أن السلام الحقيقي هو الالتزام بمرجعيات الحل السياسي وأن ما سيجبر الحوثيين على ذلك هو عمليات مأرب والحديدة وتعز وحجة والضالع وتحريك كل الجبهات بدعم التحالف العربي بقيادة السعودية لهزيمة المشروع الإيراني وليس تقديم مشاريع تكافئ الانقلابيين وتمنحهم الجرأة على إطالة أمد الحرب.
إيران تغتال فرص السلام
من جهته، عزا وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، معمر الأرياني، تراجع فرص الحل السلمي في بلاده إلى تنصيب نظام طهران الضابط في الحرس الثوري الإيراني المدعو حسن ايرلو حاكما عسكريا في صنعاء.
وشكل ذلك "إيذانا بمرحلة خطيرة من التدخلات الايرانية في اليمن، باعتباره إعلانا صريحا عن نفوذها في العاصمة العربية الرابعة، لأن "إيرلو" بات صاحب القرار الأول سياسيا وعسكريا"، وفقا لسلسلة تدوينات للوزير اليمني على موقع "تويتر"، رصدتها "العين الإخبارية".
وأضاف الأرياني أنه "منذ إعلان تنصيب ايرلو، تصاعد العدوان الحوثي في مختلف جبهات مأرب، واستهدفت المناطق المحررة بالأسلحة الثقيلة، والهجمات الارهابية على الجارة السعودية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة إيرانية الصنع، وانهارت مفاوضات تبادل الأسرى، وتراجعت فرص السلام".
وأشار إلى أن القيادات الحوثية مجرد أدوات لا يملكون قرار السلم والحرب ويحولون اليمن منطلق لاستهداف الجوار ونشر الفوضى والإرهاب في المنطقة، وتهديد الملاحة الدولية.
وطالب المسؤول اليمني المجتمع الدولي بطرد المدعو ايرلو وإنهاء التدخلات الايرانية باعتبارها عدوان صريح على اليمن، وتنتهك للقوانين والمواثيق الدولية، مؤكدا أن طهران تطيل أمد الحرب وتقوض جهود إنهاء الانقلاب وإحلال السلام.