"النكف القبلي".. محارق موت حوثية لأبناء القبائل اليمنية
"النكف القبلي"، وهو عرف تقليدي يستجدي نخوة رجال القبائل بنصرة أي قضية، لكن الانقلابيون يقومون بالتدليس على رجال القبائل.
كثفت المليشيا الحوثية من عملية استجداء القبائل اليمنية لمدها بالمقاتلين تارة بالترغيب وأخرى بالترهيب، وذلك للزج بهم في محارق موت حتمية على امتداد جبهات مأرب والجوف والبيضاء، شرق ووسط اليمن.
ولجأت المليشيا الحوثية لتفعيل ما يعرف بـ"النكف القبلي"، وهو عرف تقليدي يستجدي نخوة رجال القبائل بنصرة أي قضية، لكن الانقلابيين يقومون بالتدليس على رجال القبائل تحت شعارات كاذبة في الغالب.
ومن أجل استعطاف القبائل، لجأت المليشيا الحوثية، خلال فترات ماضية، إلى ارتكاب جرائم إنسانية بحق مخيمات نازحين أو حفلات زفاف بمناطق مختلفة حيث تقوم باستهدافها من أجل إلصاق التهمة بالحكومة الشرعية والقوات الموالية لها.
وفي احتيال فاضح، توهم المليشيا الحوثية رجال القبائل أن بعض الجرائم الغامضة في مناطق سيطرتها، ارتكبتها إسرائيل وأمريكا، وذلك بهدف تجييش عواطف الناس وتصديق الرواية الحوثية بأنهم سيذهبون لقتال العدو الإسرائيلي.
وقالت مصادر قبلية لـ"العين الإخبارية"، إن المليشيا الحوثية، كثفت تحركاتها في أوساط قبائل طوق صنعاء وذمار وإب والحديدة وعمران، للبحث عن مقاتلين جدد وتعويض النزيف الحاد الذي تتعرض له في جبهات مأرب والبيضاء.
وأشارت المصادر، إلى أن المليشيا الحوثية، أجبرت سكان مناطق "العدين" في إب على دعمهم بأكثر من 20 مقاتلا تم اقتيادهم على الفور إلى جبهات القتال دون أن يمتلكوا أي خبرات قتالية أو عسكرية في التعامل مع السلاح.
وذكرت المصادر، أن المليشيا وجهت بصرف مبلغ 50 ألف ريال يمني (80 دولارا أمريكيا) لكل شخص ينخرط في صفوفها، كما توعدت الرافضين بأنها ستشن حملة اعتقالات إجبارية للشباب سواء من المساجد أو الشوارع العامة واقتيادهم إلى جبهات القتال.
وتوفد المليشيا وسائلها الإعلامية إلى المناطق المستهدفة لتصوير حلقات دائرية لرجال القبائل وهم يحملون الكلاشنكوفات، ويرددون الصرخة الخمينية ضد إسرائيل وأمريكا، في مشهد يجعلهم يظهرون بأنهم ينخرطون طواعية وليس تحت التهديد.
محارق جماعية تستثني أبناء الانقلابيين
ينصب تركيز المليشيا الحوثية على أبناء رجال القبائل الفقيرة، فيما يتم استثناء رجال القبائل الحوثية بصعدة وعمران، الذين تحرص على تحويلهم إلى تجار سوق سوداء في المشتقات النفطية والعملة بهدف إثراء الجماعة.
ولأن غالبيتهم عديمو خبرة بالقتال، أكدت مصادر لـ"العين الإخبارية"، أن المديريات الشرقية من تعز وإب والحديدة، شهدت خلال الأيام الماضية تشييع أكثر من 50 شخصا زج بهم الحوثي في جبهات مأرب والبيضاء وعادوا إلى مناطقهم في توابيت بعد أيام فقط من اختطافهم منها.
ونددت الحكومة اليمنية بما تقوم به المليشيا الحوثية من تحشيد بالترغيب والترهيب لأبناء القبائل، واعتبرت ذلك بأنها " جرائم إبادة جماعية ضد الإنسانية".
وقال وزير الإعلام، معمر الإرياني، إن ما تقوم به مليشيا الحوثي من حشد بالترغيب والترهيب للمغرر بهم من أبناء القبائل تحت مسمى النكف القبلي بهدف تعويض خسائرها البشرية الفادحة والزج بهم في جبهات القتال دون أي خبرة قتالية هي جرائم إبادة جماعية.
وذكر الوزير اليمني، في تصريحات نقلتها وكالة "سبأ" الرسمية، أن المعلومات الواردة من مناطق سيطرة المليشيا الحوثية تؤكد أن عددا من قرى مديريات بني مطر والحيمة فقدت غالبية شبابها ولم يتبق فيها سوى كبار السن والنساء.
وأشار إلى أن المليشيا الإرهابية، قامت بغسل عقول القبائل ودفعت بهم لمحارق موت مفتوحة، بينما قيادات الحوثي وأسرهم يعيشون في قصور وفلل العاصمة المختطفة صنعاء.
و وجه المسؤول اليمني، الدعوة لمشائخ وأبناء القبائل في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي لرفض ضغوط وابتزاز المليشيا وعدم الرمي بأنفسهم وفلذات أكبادهم لموت محقق في جبهات القتال ضد الدولة والجمهورية وإخوانهم اليمنيين من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية خدمة لمخططها الانقلابي والمشروع التوسعي لملالي ايران.
وتعرضت المليشيا الحوثية خلال الأسابيع الماضية لأكبر عملية استنزاف بشرية، ووفقا لاحصائيات فقد قتل أكثر من 2000 عنصر حوثي بجبهات مأرب والجوف والبيضاء والضالع، فضلا عن مئات الأسرى.