الانقلابيون في اليمن يعيشون كابوساً؛ فقد أصبحوا بين فكي كماشة عسكرياً وسياسياً ودولياً، إنه كابوس 2017 الذي ينتظر المليشيات الحوثية
الانقلابيون في اليمن يعيشون كابوساً؛ فقد أصبحوا بين فكي كماشة عسكرياً وسياسياً ودولياً، إنه كابوس 2017 الذي ينتظر المليشيات الحوثية الإجرامية وأنصار المخلوع صالح في اليمن؛ مما يجعل نهاية الانقلاب وسنوات الإجرام قابت قوسين أو أدنى من الزوال.
إن قراءة المشهد اليمني اليوم تشير بوضوح إلى أن نهاية الانقلاب أصبحت قريبة للغاية؛ فالتقدم العسكري لقوات التحالف العربي وقوات الشرعية اليمنية على الأرض واضح للعيان، وانشغال السيد الإيراني بأزماته مع الإدارة الأمريكية الجديدة من جانب، وخلافات الحوثيين مع أنصار صالح المستمرة من جانب آخر، جميعها بوادر قوية على قرب هذه النهاية.
شعار "الموت للجميع" رفعه الانقلابيون الحوثيون منذ البداية، ولكن دائرة الموت انقلبت لتصبح بنادق المجرمين تطلق رصاصاتها على رفاقهم.
على الأرض، نجح التحالف العربي وقوات الشرعية اليمنية في تحرير ذباب والمخا من قبضة الانقلابيين، وأصبحت قوات عملية "الرمح الذهبي" التي تتصدرها القوات الإماراتية تحتشد على مشارف الحديدة بهدف استكمال تحرير الساحل الغربي.
ومثّلت سيطرة قوات "الرمح الذهبي" على المخا عسكرياً الضربة قبل القاضية للانقلابيين، ليبدأ بعدها تقدم جيش الشرعية من اتجاه المخا، يقابله تقدم من اتجاه ميدي، ويصبح من خلالها على مشارف الحديدة، وبذلك يحرم الانقلابيين من مياه البحر الأحمر ومن استخدام الموانئ في تهريب السلاح الذي يصل من إيران.
إن الوضع الميداني أصبح غير مواتٍ للانقلابيين؛ فسلسلة الهزائم تتواصل، والتراجع المتزايد على الأرض منذ بداية 2017 جعل قياداته تحسب الأسابيع وليس الأشهر لقدرتها على البقاء؛ فالانقلابيون اليوم في وضعية عسكرية لا يرثى لها، حيث نجحت قوات التحالف بالتعاون مع جيش الشرعية اليمنية في تضييق الخناق على المليشيات الحوثية وأنصار صالح، وأصبح وصول السلاح الإيراني "الحرام" أصعب من أي وقت سابق.
وعندما يضيق الخناق على المجرم؛ فإنه يعيد الالتجاء إلى الأساليب القذرة، فوجدنا أن عمليات تجنيد الأطفال في صفوف المليشيات الحوثية ارتفعت وتيرتها خلال الأشهر الأخيرة، في محاولة بائسة منها لتفخيخ المستقبل، بعد فشلها في "تفخيخ" الحاضر. ووفقاً لمنظمات يمنية حقوقية؛ فإن معدل تجنيد الأطفال ارتفع 5 أضعاف خلال الأشهر الأخيرة مقارنة بعام 2014. وأشارت هذه التقارير إلى أن المجرمين الحوثيين جندوا ما يقرب من 10 آلاف طفل خلال عام 2016، وسط توقعات بارتفاع العدد إلى 20 ألفاً خلال 2017. وهنا يمكن الانتباه بشكل أدق لخبر من اليمن ضاع وسط زحام التطورات الإقليمية، الأسبوع الماضي، عن جريمة حوثية تقشعر لها الأبدان، تمثلت بقيام عناصر المليشيات باختطاف 20 طفلاً من دار للأيتام بمحافظة الحديدة ونقلهم إلى معسكرات لإجبارهم على القتال.
القتال الدائر اليوم بين الحوثيين وأنصار صالح هو تعبير عن ارتداد الجرائم إلى صدور المجرمين؛ فالتحالف القائم على الدم والقتل لا ينتهي إلا بدماء أصحابه.
إن الجرائم لا تتوقف عند تجنيد الأطفال واستخدام النساء والعجائز كدروع بشرية، بل امتدت إلى مناطق جغرافية أخرى في أرض اليمن، التي يسعى المجرمون الحوثيون إلى زرعها ليس بالقمح إنما بالألغام والموت؛ فالانتقام من الأخضر واليابس هو لغة المجرمين، والألغام هي وسيلة إجرام للتاريخ. وهنا استشهد بخبر نقله موقع بوابة "العين" الإخبارية عن مهندس يمني قال: إن الحوثيين يزرعون الألغام في البيوت والمساجد والمدارس والمزارع والمراعي وحول أبراج الكهرباء ومجاري انحدار السيول.
إن شعار "الموت للجميع" رفعه الانقلابيون الحوثيون منذ البداية، ولكن دائرة الموت انقلبت لتصبح بنادق المجرمين تطلق رصاصاتها على رفاقهم؛ فخلال الأسابيع الماضية أصبح الحديث متواتراً عن مواجهات مسلحة بين الحوثيين وأنصار صالح وآخرها المعارك التي اندلعت في صنعاء في 18 فبراير الحالي، وهي الاشتباكات التي أسفرت عن مقتل 3 في صفوف الحوثيين وإصابة العشرات منهم، وهذه المعارك اندلعت في ظل صراعهم للسيطرة على سوق شعبية.
إن القتال الدائر اليوم بين الحوثيين وأنصار صالح هو تعبير عن ارتداد الجرائم إلى صدور المجرمين؛ فالتحالف القائم على الدم والقتل لا ينتهي إلا بدماء أصحابه، خاصة في ظل الهزائم العسكرية الأخيرة للانقلابيين.
واستكمالاً لكابوس 2017، ظهر ترامب في البيت الأبيض ليعلن عودة واشنطن إلى رشدها في التعامل مع إيران، وضغط الإدارة الأمريكية على طهران بشكل غير مسبوق، إلى درجة التهديد بإلغاء الاتفاق النووي والإعلان صراحة عن عدم سماح أمريكا لإيران نووية في المنطقة.
في ظل تزايد الضغوط الأمريكية على طهران؛ فإن قدرات إيران على دعم الانقلابيين تتقلص مع عودة المخاوف من خسارتها لجميع الملفات.
وفي ظل تزايد الضغوط الأمريكية على طهران؛ فإن قدرات إيران على دعم الانقلابيين تتقلص مع عودة المخاوف من خسارتها لجميع الملفات، ومع سعي واشنطن الواضح للتقارب مع الحكومة الشرعية في اليمن.
هكذا يعيش الحوثيون كابوساً يدركون أنهم لن يستيقظوا منه؛ لأن نهايته الحتمية والعادلة هي تحرير اليمن من براثنهم الخبيثة وتحرير أرض اليمن من الانقلابيين والمجرمين.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة