أقوى 12 مرة من الكربون.. كيف يساهم الهيدروجين في تغير المناخ؟
أظهرت دراسة جديدة لمركز أبحاث المناخ ( سيسيرو)، أن تأثير الاحتباس الحراري للهيدروجين المتسرب أقوى بنحو 12 مرة من ثاني أكسيد الكربون.
وتملأ الدراسة المنشورة في العدد الأخير من دورية "كومينيكيشن إيرث آند إنفيرومنتال Communications Earth & Environment"، فجوة في معرفتنا عن التأثيرات المناخية للهيدروجين، وهي تقنية مركزية في انتقال الطاقة.
وعلى عكس العادم الناتج عن حرق الفحم والغاز الذي يحتوي على ثاني أكسيد الكربون، فإن حرق الهيدروجين ينبعث منه فقط بخار الماء والأكسجين، وبدلاً من ذلك، فإن تسرب الهيدروجين من الإنتاج والنقل والاستخدام هو الذي يزيد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
تأثير غير مباشر للهيدروجين
والهيدروجين ليس غازات دفيئة، لكن تفاعلاته الكيميائية في الغلاف الجوي تؤثر على غازات الاحتباس الحراري مثل الميثان والأوزون وبخار الماء في الستراتوسفير، وبهذه الطريقة، يمكن أن تتسبب انبعاثات الهيدروجين في الاحتباس الحراري، على الرغم من افتقارها إلى الخصائص الإشعاعية المباشرة.
وقادت الدراسة الدكتورة ماريا ساند، عالمة بارزة في مركز أبحاث المناخ ) سيسيرو(CICERO ، وزملاؤها مع متعاونين من المملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة.
وتقول ساند في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمركز أبحاث المناخ "سيسرو" في 7 يونيو (حزيران) الجاري "كانت التأثيرات المناخية للهيدروجين موضوعا قيد البحث، ومع ذلك، فإن عددا قليلاً من الأوراق المستندة إلى دراسات نموذجية واحدة تؤكد إمكانات الاحترار العالمي بواسطة الهيدروجين المقدرة بـ 11.6".
كما تقول ساند: "لقد استخدمنا خمسة نماذج مختلفة لكيمياء الغلاف الجوي وبحثنا في التغيرات في غاز الميثان والأوزون وبخار الماء في الغلاف الجوي".
وتضيف: "يتفاعل الهيدروجين مع العديد من العمليات البيوجيوكيميائية، وفي تقديراتنا، قمنا بتضمين امتصاص التربة، والإنتاج الكيميائي الضوئي للهيدروجين ، وأعمار الهيدروجين والميثان، والتفاعلات بين الهيدروجين والميثان".
التقييم الأكثر شمولاً لتأثير الهيدروجين
والدراسة هي التقييم الأكثر شمولاً للتأثير المناخي للهيدروجين حتى الآن، وذلك بفضل الاستخدام المتقدم والجديد للنماذج المناخية الحالية.
وتقول ساند: "قمنا بتقييم أوجه عدم اليقين، وتشكل دراستنا أساسا قويا لاتخاذ القرار السياسي بشأن الهيدروجين، حيث أن إمكانية الاحترار العالمي البالغة 11.6 مهمة، وتظهر دراستنا بوضوح أهمية تقليل تسرب الهيدروجين".
ونفتقر إلى التكنولوجيا لرصد واكتشاف تسرب الهيدروجين على النطاق المطلوب، ويجب أن يتم تطوير تقنية جديدة، حيث تعتمد الفائدة المحتملة للتحول إلى اقتصاد الهيدروجين على حجم تسرب الهيدروجين وإلى أي مدى يحل الهيدروجين محل الوقود الأحفوري، كما تؤكد ساند.
وتضيف: "لا تزال هناك العديد من الأسئلة المفتوحة، وستواصل مجموعتنا توسيع معرفتنا لضمان اتخاذ قرارات دقيقة وفي الوقت المناسب بشأن تقنية التخفيف الرئيسية".