نظمّ حوار المنامة في عاصمة البحرين المنامة خلال السنوات الماضية 17 قمة،
حيث يجتمع عشرات من المسؤولين الرسميين ورجال الأعمال والشخصيات الدولية والاقتصاديين والسياسيين والمفكرين الاستراتيجيين والدبلوماسيين من آسيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وأوروبا بغرض تبادل وجهات النظر إزاء التحديات الأمنية. وتختتم القمة الـ18 اليوم الأحد أعمالها كأكبر قمة أمنية في الشرق الأوسط خلال الفترة، وهي منصة رئيسية للمبادرات السياسية الخلاقة في الشرق الأوسط والعالم، وشهدت اجتماعات ثنائية ومتعددة الأطراف بهدف دفع تلك المبادرات.
في ظل تحولات كبيرة يشهدها العالم وخاصة تمدد الإرهاب الايراني ولحظة راهنة حرجة للغاية جاء حوار المنامة الاستراتيجي، بمشاركة أكثر من 20 وزيرا للخارجية والدفاع من حول العالم، في واحدة من أهم القمم الدبلوماسية والأمنية العالمية التي تساهم بشكل كبير في ترسيخ الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، ويحمل أيضا جوانب دولية مهمة، حيث ينعقد تحت عنوان "القواعد والمنافسة في الشرق الأوسط"، وذلك بمشاركة عشرات من المسؤولين وصناع القرار والاقتصاديين والسياسيين والمفكرين الاستراتيجيين من مختلف أنحاء العالم.
ويمكن الجزم بأن دورة حوار المنامة الحالية التي نظمها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بالتعاون مع وزارة الخارجية البحرينية، هي استثنائية بكل المقاييس لأنها بحثت سبل تعزيز الامن والاستقرار في منطقة الشرق والعالم مع تفشي الإرهاب الإيراني الذي وصلت شظاياه القاتلة إلى عدة دول عربية. وتضمنت أجندة الحوار عددا من الموضوعات الهامة في ضوء التحديات الإقليمية والدولية القائمة، وعلى رأسها الحرب الروسية -الأوكرانية.
وكان عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، قد أكد أن بلاده "تقدر عالياً دور مؤتمر حوار المنامة باعتباره المنتدى الإقليمي الرئيسي لتبادل وجهات النظر والرؤى لحماية وتعزيز الأمن الإقليمي".
وتضمن الحوار عدة جلسات بعناوين متعددة منها، شراكات الولايات المتحدة الأمريكية الأمنية في الشرق الأوسط، وتطورات في جيوسياسية الطاقة، ناقش خلالها مناقشة أمن الطاقة كأحد أبرز تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، فضلاً عن تأثير النزاعات خارج المنطقة على الوضع الأمني في الشرق الأوسط، كما تطرق احدى الجلسات إلى مبادرات الشرق الأوسط لحل النزاع الإقليمي والحلول المقترحة لحلحلة قضايا وأزمات المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والأوضاع في عدد من دول المنطقة مثل اليمن وسوريا وإيران، واختتم حوار المنامة بدورته 18 بجلستين الاولى بعنوان "أمن نقاط الاختناق البحرية العالمية" والجلسة الثانية بعنوان "شراكات أمنية جديدة في الشرق الأوسط".
حوار المنامة الذي يقام في البحرين منذ عام 2004 بشكل دوري سنوي، شهد مناقشة التحديات في مجال السياسة الخارجية والدفاع والأمن في الشرق الأوسط في شكل اساسي، ويتيح المجال للتواصل بشكل مفتوح على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف حول القضايا التي تهم المنطقة، وبنفس الاتجاه كان هدف الدورة 18 من حوار المنامة المنعقدة حالياً . ونظم المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ندوة عبر الإنترنت بعنوان "حتمية الشراكة في الشرق الأوسط الجديد"، استعرض خلالها كولين كال المستشار السابق لدى الإدارة الأمريكية استراتيجية واشنطن للأمن القومي والتي أصدرتها مؤخرا، وركزت على منافسة القوى العظمى وقيمة الشراكات في السعي إلى تحقيق أهداف الولايات المتحدة، وأوضح كال استراتيجية الدفاع الوطني الأمريكية وناقش كيف أن التطور في السياسات والمواقف الدفاعية للولايات المتحدة يشكل أهداف الولايات المتحدة واستراتيجيتها وشراكاتها في الشرق الأوسط.
في وقت شهد حوار المنامة الجاري هذا العام، إطلاق مسح النزاعات المسلحة الذي أعده المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، والذي استهدف رصد وتحليل النزاعات المسلحة على الصعيد العالمي منذ عام 2015. ويلقي مسح النزاعات المسلحة الضوء على محركات الصراع على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية أثناء تقييم التطورات الحالية والاتجاهات في مشهد الصراع، بما في ذلك النقاط الساخنة المحتملة والمخاطر السياسية.
كما تطرق المسح إلى الحرب في أوكرانيا باعتبارها الحرب الأكثر أهمية بين الدول منذ عام 1945 وما لها أيضاً من آثار رئيسية على النزاعات المسلحة الأخرى على مستوى العالم، حيث يرى أن الاتجاه المتزايد للتدخلات الخارجية في الحروب الأهلية من إفريقيا إلى الشرق الأوسط، حيث تعد المنافسة الجيوسياسية حالياً أحد المحددات الرئيسية للصراعات حول العالم، وامكانية خلق نظام متعددة الاطراف من القوة الوازنة اقتصاديا وعسكرياً في العالم.
وتضمن هذا الإصدار ميزة خاصة عن الأمن المناخي وسط الحاجة الملحة المتزايدة إلى فهم تغير المناخ، وقابلية التأثر بالمناخ والترابط بين النزاعات وسط تسارع ظاهرة الاحتباس الحراري. توفر هذه الميزة نظرة ثاقبة محددة حول الروابط بين قابلية التأثر بالمناخ والصراع بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية الجديدة المحتملة ونقاط التوتر المرتبطة باستراتيجيات التخفيف من آثار تغير المناخ العالمية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة