تفاصيل رحلة الموت في ليبيا.. بيع المهاجرين بالطريق إلى أوروبا
يكافح المهاجرون غير الشرعيين للوصول إلى أوروبا لتحقيق أحلامهم التي تركوها خلف ظهورهم، عبر رحلة محفوفة بالمخاطر.
تلك الرحلات التي تنطلق من ليبيا، بمساعدة المليشيات المسلحة مقابل أموال طائلة يدفعها المهاجرون نظير غض الطرف عن مسار رحلتهم، تواجه بمنعطفات خطيرة، من أمواج البحر المتلاطمة، مرورًا بغرق القوارب، إلى اعتراضهم من قبل خفر السواحل الليبي ليتم إعادتهم مرة أخرى إلى براثن المليشيات التي تتغذى على معاناتهم.
موقع "مهاجر نيوز"، المهتم بشؤون الهجرة والممول من الاتحاد الأوروبي، كشف تفاصيل الأحداث التي يمر بها المهاجرون من لحظة دخولهم الأراضي الليبية إلى أن يصلوا إلى مخابئ المهربين بانتظار موعد انطلاق زورقهم باتجاه أوروبا.
وقال في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن هناك مدخلين رئيسيين للمهاجرين إلى ليبيا، الكُفرة (جنوب شرقي ليبيا) للقادمين من السودان وسبها للقادمين من تشاد.
مسار الموت
الرحلة تبدأ من منطقة في أم درمان في السودان اسمها "سوق ليبيا"، بحسب مصادر لم يكشف "مهاجر نيوز" هويتها، أكد أن مليشيات مسلحة تنقل المهاجرين إلى منطقة حدودية اسمها جبل العوينات، بين مصر وليبيا والسودان، لينقلهم آخرون إلى عدد من المزارع المعروفة في مدينة الكفرة، والتي يصل عدد المهاجرين بها إلى أكثر من 200، حيث تبدأ عملية "السمسرة" على المهاجرين.
وأوضح أن العناصر المسلحة ومن يحضر عملية البيع يطلقون على المهاجرين اسم "البضاعة"، مشيرا إلى أن بعض المهاجرين يتم شراؤهم من قبل مسلحين، يأخذونهم إلى منطقة "نسمة"، حيث يخضعون لعملية بيع ثانية، ليتم أخذهم مرة أخرى و"تخزينهم" في مجمعات كبيرة تتسع لـ200 أو 300 شخص.
ويقسّم تجار البشر المستوعبات حسب الجنسيات، فلكل جنسية آلية تعامل وسعر، حسب "مهاجر نيوز"، الذي أشار إلى أن هناك عدة طرق لبيع المهاجرين منها الجماعية، أي يتم "شراء" المهاجرين كمجموعة واحدة أو فردية، أي يتم عرض المهاجرين واحدا تلو الآخر على "الزبائن".
معاناة جديدة
وأشار إلى أن بعض المهاجرين أثناء مكوثهم في مدينة الكفرة، يضطرون إلى الخروج بحثًا عن عمل ليتمكنوا من جمع الأموال اللازمة لشراء الطعام، إلا أنهم يكونون على موعد مع معاناة جديدة، فيتم استغلالهم من قبل أصحاب العمل، الذين يعمد بعضهم إلى بيع هؤلاء المهاجرين لمهربين يحتجزونهم ويطلبون منهم الاتصال بأهاليهم لإرسال الأموال من أجل إطلاق سراحهم.
أما المهاجرون الأوفر حظا فهم من يملكون المال، ويتمكنون من شراء طريقهم باتجاه إحدى مدن التهريب الرئيسية كطرابلس أو القرة بوللي أو زوارة، غربي ليبيا، إلا أنه رغم حظهم الوفير يمرون بأحداث ومآسٍ تغير حياتهم للأبد، حسب "مهاجر نيوز"، الذي أكد أن عملية التهريب لا تعتمد على مهرب واحد فقط، فالمهاجرون يتم الاتجار بهم بين عدد من الشبكات أثناء تنقلهم في الداخل الليبي، ولكل من تلك الشبكات مطالب ودرجات مختلفة من الاستغلال.
تجريد الطريدة
وقال الموقع المهتم بشؤون المهاجرين، إنه بعد تجريد "الطريدة (وصف يطلقه تجار البشر على المهاجرين)، من مقتنياتهم، يتم نقلهم إلى جوار مدينة إجدابيا (شرقي ليبيا)، حيث يستلمهم مهرب آخر يدخلهم المدينة ويضعهم في "حوش".
ومع إجدابيا تبدأ معاناة المهاجرين في البحث عن تأمين قوتهم، وفقا لحظ كل منهم حسب المنطقة (كل منطقة مخصصة لإحدى الجنسيات) التي يتم إنزالهم فيها، بحسب "مهاجر نيوز" الذي أكد أن المهربين في إجدابيا ينقسمون إلى اختصاصات، فكل مجموعة متخصصة بجنسية معينة، ولكل مجموعة قنوات اتصال مع الشرطة هناك، لتأمين نقل المهاجرين إلى طرابلس بأمان، دون أن يكونوا عرضة للضبط.
وكانت منظمة الإنقاذ "IRC" غير الحكومية وخفر السواحل الليبي، أعلنت عن اعتراض نحو 1500 مهاجر قبالة السواحل الليبية خلال الأسبوع المنصرم، أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا عن طريق البحر.
وقال عادل الإدريسي من منظمة الإنقاذ الدولية (IRC)، إن "خفر السواحل الليبي نفذ عدة عمليات إنقاذ لمدة أسبوع (حتى الأربعاء)، وأنقذ حوالي 1500 شخص".
ويعيش آلاف المهاجرين في مراكز احتجاز تديرها حكومة فايز السراج بطرابلس، في ظروف غير آدمية، وفي مرمى نيران المليشيات. وسجلت في تلك المراكز جرائم بحق المهاجرين بينها إجبارهم على المشاركة في أعمال ذات طابع عسكري، كما يتم استخدام بعضها كمخازن للأسلحة والذخيرة.
aXA6IDMuMTUuMTQ1LjUwIA==
جزيرة ام اند امز