منظمة حقوقية تدين التعاون الأوروبي مع ليبيا في ملف المهاجرين
إدانات ومناشدات أطلقتها منظمة حقوقية، مطالبة مفوضية أوروبا بتعليق التعاون مع ليبيا في الهجرة، واشتراط الدعم باحترام حقوق المهاجرين.
ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (منظمة مستقلة)، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، المفوضية الأوروبية إلى فتح مسارات آمنة وقانونية على وجه السرعة لآلاف الأشخاص المحتاجين للحماية المحتجزين حاليًا في ليبيا، وتطوير ونشر بعثات بحث وإنقاذ أوروبية عبر البحر الأبيض المتوسط وإنزال أي شخص تم اعتراضه وإنقاذه في مكان آمن فعلًا خارج ليبيا، بحسب ما أقرته محكمة نابولي في حكم أصدرته مؤخرًا لأول مرة.
وأدانت محكمة مدينة نابولي الإيطالية، لأول مرة، قبطان السفينة التجارية الإيطالية "آسو 28" لإعادته في 2018، 101 مهاجر غير نظامي، بينهم أطفال قصر ونساء حوامل، تم إنقاذهم في المتوسط إلى ليبيا.
اعتقالات جماعية
من جانبه، أدان المرصد الأورومتوسطي، اعتزام المفوضية الأوروبية مواصلة تزويد السلطات الليبية بالدعم المادي لاعتراض المهاجرين وطالبي اللجوء في البحر الأبيض المتوسط، رغم تنفيذ الأخيرة اعتقالات جماعية وإطلاق نار عشوائي تجاههم، إلى جانب تقرير الأمم المتحدة الأخير الذي يشير إلى أن الأفعال المرتكبة ضد المهاجرين في مراكز الاحتجاز الليبية "قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية."
تفاقم أزمة مهاجري ليبيا.. مشاهد "مفزعة" ومفوضية اللاجئين تعلق أعمالها
وأعلنت المفوضية الأوروبية مؤخرًا عن عزمها منح خفر السواحل الليبي زوارق جديدة من فئة (P150)، رغم تدهور حالة حقوق الإنسان للمهاجرين في ليبيا، والتي أدت إلى زيادة عدد المهاجرين في مراكز الاحتجاز في طرابلس لأكثر من ثلاثة أضعاف في الأسبوعين الماضيين، بحسب المرصد الحقوقي.
عنف جسدي
وقال المرصد الحقوقي، إن انعدام الأمن على نطاق واسع نتج بشكل خاص عن خمسة أيام من المداهمات والاعتقالات الجماعية العشوائية التي نُفذت منذ بداية شهر أكتوبر/ تشرين الأول؛ إذ اعتُقل ما لا يقل عن 5 آلاف مهاجر وطالب لجوء، بينهم 215 طفلاً وأكثر من 540 امرأة، 30 منهن على الأقل حامل، واحتجازهم بشكل تعسفي في طرابلس في غضون ثلاثة أيام فقط، فيما تعرض العديد منهم أيضًا لـ"العنف الجسدي والجنسي".
وحث الأورومتوسطي ليبيا على إنهاء حملتها على المهاجرين وطالبي اللجوء في جميع أنحاء البلاد فورًا، وإغلاق مراكز الاحتجاز، ووقف ومنع الاحتجاز التعسفي وسوء معاملة المهاجرين والمهاجرين وطالبي اللجوء، ومحاسبة جميع الحراس المتورطين في الانتهاكات، واستئناف رحلات الإجلاء الإنساني وإعادة التوطين خارج البلاد للسماح للأشخاص بمغادرة ليبيا.
حلقة مفرغة
من جانبها، قالت ميكيلا بولييزي، باحثة شؤون اللجوء والهجرة في الأورومتوسطي، إن "المهاجرين في ليبيا محاصرون في حلقة مفرغة"، مشيرة إلى أنهم "حينما يحاولون عبور البحر يتم اعتراضهم ويُحتجزون بشكل تعسفي ويتعرضون للتعذيب والعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي والاستغلال ليدفعوا مبالغ مالية للحراس من أجل إطلاق سراحهم ومحاولة عبور البحر مرارًا وتكرارًا".
مهاجرون بلا أنصار.. مليشيات ليبيا تحول طرابلس لمقبرة للاجئين
بولييزي قالت إن "الاتحاد الأوروبي منخرط عن علم وبشكل مباشر في سياسة الإفلات من العقاب وهذه الحلقة المفرغة من الانتهاكات الجسيمة".
وكانت السلطات الليبية، شنت الشهر الجاري، عملية أمنية، أطلقت النار خلالها على المهاجرين غير الشرعيين -بحسب شهود عيان وتقارير محلية ودولية-، ما أودى بحياة شخص واحد على الأقل وإصابة 15 آخرين، وتوقيف أكثر من 5 آلاف شخص في عدة مراكز الاحتجاز التي باتت "مكتظة وغير صحية".
تعليق العمل
تلك التقارير والتي باتت العنوان الرئيس عن الأزمة الليبية محليًا ودوليًا، دفعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى تعليق العمل مؤقتا بمركزها في طرابلس، بسبب ما وصفته بـ"تصاعد التوترات بين حشود المهاجرين المطالبة بمساعدات وترحيلها من ليبيا".
وقال أيمن غرايبة، مدير المكتب الإقليمي للمفوضية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن المفوضية قلقة بشأن الوضع الإنساني لطالبي اللجوء واللاجئين في ليبيا، في أعقاب عملية أمنية واسعة النطاق قامت بها السلطات الليبية الأسبوع الماضي، استهدفت المناطق التي يعيش فيها طالبو اللجوء والمهاجرون.
وأوضح المسؤول الحقوقي، أن المداهمات، التي اشتملت على هدم العديد من المباني غير المكتملة والمنازل المؤقتة، أثارت حالة واسعة من "الذعر والخوف" بين طالبي اللجوء واللاجئين في العاصمة، مشيرًا إلى أن العديد من الأشخاص، بمن فيهم أطفال غير مصحوبين بذويهم وأمهات، والذين فقدوا مآويهم وأصبحوا الآن بلا مأوى، بدأوا بالاتصال بموظفي المفوضية وشركائها في المركز المجتمعي النهاري من أجل الحصول على مساعدة عاجلة.
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjIzMyA= جزيرة ام اند امز