إيران في الإعلام.. أثر العقوبات يزيد الضعف في الاقتصاد المحلي
بدت آثار العقوبات الأمريكية واضحة على مفاصل الاقتصاد الإيراني
بدت آثار العقوبات الأمريكية واضحة على مفاصل الاقتصاد الإيراني الذي يحاول تجاوزها عبر تنفيذ مجموعة اتفاقيات تخفض من الاعتماد على الدولار من جهة، وبيع النفط الخام بشتى الطرق الممكنة.
وأعلن مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، الأربعاء، فرض عقوبات على 3 شركات نقل ساعدت إيران في نقل الأسلحة، مؤكدا مواصلة حملة الضغط القصوى على طهران لحين تعديل سلوكها العدواني.
وأضاف بومبيو أنه تم فرض عقوبات إضافية على شركة "مهان آير" أكبر شركة طيران في إيران، لدورها في نقل مساعدات فتاكة من إيران لليمن ونشر أسلحة للدمار الشامل.
وبسبب العقوبات، يبدو أن إيران ستكون على موعد مع تداعيات اقتصادية واجتماعية سلبية بعد قرار زيادة أسعار البنزين 300% في 15 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي الذي أعقبته احتجاجات شعبية عمت 100 مدينة على الأقل.
وحذر تقرير استقصائي جاء في حدود 90 صفحة أعده مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لرئاسة الجمهورية الإيرانية عام 2013 من عواقب سيئة قد تنجم عن قرار إلغاء الدعم الحكومي لأسعار البنزين محليا.
في المقابل، شهدت جرائم السرقة ارتفاعاً ملحوظاً خلال الأشهر الأخيرة في عدد من أقاليم إيران، في ظل تراجع قدرة الناس الشرائية، وفقاً لبيانات حكومية رسمية.
وأشارت تحقيقات نشرتها قناة "إيران إنترناشيونال" الناطقة بالفارسية من بريطانيا إلى أن عدداً من فروع إحدى السلاسل التجارية قد تعرضت لجرائم سرقة في عدد من مدن البلاد.
ونقلت القناة عن أحد مديري هذه المتاجر داخل محافظة ألبرز (36 كم غرب العاصمة طهران)، رفض الإفصاح عن هويته، أن هناك بلاغات تم تلقيها بالفعل من مديري الأفرع تفيد بتعرضها لسرقات بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
وبسبب العقوبات والغلاء، أكدت وسائل إعلام محلية بينها وكالة أنباء "نادي المراسلين الشباب" التابعة للتلفزيون الإيراني الرسمي، وجود شح في توافر اللقاح المضاد لفيروس الإنفلونزا داخل البلاد.
والأسبوع الجاري، أعلنت مصادر حكومية إيرانية وفاة 81 شخصاً على الأقل بسبب انتشار فيروس الإنفلونزا في بعض أقاليم البلاد.
وقال مساعد وزير الصحة الإيراني علي رضا رئيسي إن أكثر من 8 آلاف شخص ذهبوا إلى مراكز علاجية نتيجة الإصابة بمرض الإنفلونزا، في الفترة ما بين 30 نوفمبر/تشرين الثاني و7 ديسمبر/كانون الأول.
في سياق تبعات العقوبات، تراجع سعر صرف العملة الإيرانية (الريال) أمام الدولار الأمريكي لأدنى مستوى منذ يوليو/تموز 2019، مدفوعا بضبابية العقوبات الأمريكية المفروضة على البلاد منذ أغسطس/آب 2018، وإعلان طهران موازنة متقشفة تعتمد على الاستدانة وبيع الأصول.
وأورد موقع "بونباست" الذي يتتبع أسعار صرف العملة الإيرانية مقابل العملات الأجنبية أن سعر الدولار في السوق الموازي (السوداء) بلغ نحو 134.2 ألف ريال/دولار واحد، وهو أدنى مستوى منذ 16 يوليو/تموز الماضي.
في سياق آخر، وفيما تشير تقرير دولية رسمية إلى تعثر الاقتصاد الإيراني خلال العام الحالي 2019، وسط توقعات بانكماشه العام المقبل، واصل الرئيس الإيراني حسن روحاني مرواغته الممنهجة متحدثا عن نمو إيجابي في اقتصاد بلاده رغم ارتفاع معدلات البطالة وانهيار قيمة العملة الإيرانية.
وقال روحاني، الأحد، إن بلاده تتجه إلى تسجيل نمو إيجابي خلال العام المالي الجاري، في تمويه جديد يمارسه ضد الإيرانيين، الذين يعيشون واحدة من أصعب مراحلهم المعيشية والاقتصادية.
وفي كلمة له أمام البرلمان الإيراني، الأحد، لتقديم مشروع موازنة العام المالي القادم، قال روحاني: الإحصائيات تشير إلى أن الاقتصاد الإيراني شهد نموا إيجابيا، وأن ميزانية العام المقبل هي موازنة صمود وتصدٍ للعقوبات المفروضة ضد الشعب الإيراني.