دفن جثث هجوم دوما بدمشق سرًا للحفاظ على الأدلة
الجثث لبعض ضحايا الهجوم الكيمائي الذي تتهم واشنطن ودول أوروبية الحكومة السورية بتنفيذه الشهر الجاري فيما تنفي الأخيرة
استغرق الرجال معظم الليل لدفن الجثث مستخدمين كل الأدوات المتاحة لهم لحفر الأرض الجافة، ولكن تلك لم تكن عملية دفن عادية، فعندما انتهوا منها بدلًا من وسم الموقع بشواهد القبور والزهور قاموا بتغطيته بالحشائش والقاذورات.
- سباق على الجثث بين خبراء الكيماوي لاكتشاف سر هجوم دوما
- "لم ينج سكان السرداب".. القاتل الصامت غدر بضحاياه في دوما
فقد كانت الجثث لبعض ضحايا الهجوم الكيمائي المحتمل على مدينة دوما في الغوطة الشرقية بسوريا، وكان الحفارون مواطنين محليين وأعضاء من فصيل المعارضة "جيش الإسلام"، يحاولون الحفاظ على ما يمكن أن يكون أهم دليل من ليلة الهجوم 7 أبريل/نيسان الجاري.
ويأمل الحفارون أن تساعد الجثث منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في تحديد ما إذا كانت المواد الكيميائية قد استخدمت أم لا، وما هي المواد الكيميائية المستخدمة، وفقًا لصحيفة "التلجراف" البريطانية.
وقال العميد السابق في الجيش السوري زاهر السقاط، إن مجرد ثلاثة أو أربعة رجال يعرفون الموقع، وأن الجثث دفنت حيثما وجدت؛ وسيكون من السهل الحصول على عينات من الشعر والملابس، ومن ثم إثبات ما تم استخدامه.
وأخيرًا دخل مفتشو الأسلحة الكيمائية أمس السبت دوما، وتمكن الفريق المكون من تسعة أفراد من المنظمة من جمع عينات من المدينة بعد أسبوعين من الهجوم الكيماوي الذي تؤكد الولايات المتحدة ودول أرووبية حدوثه، فيما تنفيه الحكومة السورية.
ومنح الحفارون هذا الأسبوع إحداثيات موقع الدفن لرئيس منظمة "الخوذ البيضاء" رياض صالح، والذي من جانبه قام بتمريرها للمنظمة، ولكن موقع الجثث – الذي كان تحت سيطرة فصيل "جيش الإسلام" – وقع الآن في أيادي الحكومة، وبينما لا يعرف النظام الموقع بعد، إلا أن المنظمة تعتمد على الإحداثيات للوصول إلى الموقع.
وبحسب مفتش الأسلحة السابق في المنظمة جيري سميث، فإن المنظمة ليس لديها خيار سوى انتظار موافقة الدولة المضيفة، مشيرًا إلى أنه في قضايا مثل تلك قد يكون هناك أصحاب مصلحة لا يريدون تكشف الحقيقة أو يريدون ظهور حقيقتهم.
وقال سميث إنه في حين أن التأخير كان مصدر قلق فإنه يكاد يكون من المستحيل التدمير الكامل لجميع آثار هجوم كيماوي يتضمن استخدام غاز للأعصاب، وهو ما يشتبه الأطباء أنه تم خلطه بالكلور الأقل سمية.
يتحلل غاز الأعصاب مثل السارين سريعًا في الظروف البيئية العادية، ولكن سميث أشار إلى أنه يمكن البقاء لبعض الوقت.
ومع ذلك، فإن تحديد وجود الكلور قد يكون أكثر صعوبة، لا سيما بعد مرور فترة طويلة من الزمن مثل تلك، كما أنه من الصعب إثبات ما إذا كان قد تم استخدامه في شكل أسلحة لأنه يستخدم في أغراض أخرى كثيرة.
وأشار سميث - الذي عمل في سوريا في 2013 - إلى أن المنظمة ستتطلع لجمع ثلاثة أنواع من الأدلة، وهي عينات بيولوجية وبيئية، وإفادات من الناجين، وأدلة مستندية مثل مقاطع الفيديو والصور.