سباق على الجثث بين خبراء الكيماوي لاكتشاف سر هجوم دوما
الحصول على عينات للمعامل يشكل أولوية مع محاولة الولايات المتحدة معرفة ما إذا كان الغاز الذي تم إلقاؤه احتوى على مواد أكثر من الكلور.
في أعقاب الهجوم الكيماوي على مدينة دوما السورية، سرعان ما فوجئ الأطباء بأعراض لم يشاهدوها من قبل، بعض المرضى يتشنجون، والعديد انقبضت حدقات أعينهم، بينما دقات قلب آخرين بطيئة بالكاد تبقيهم على قيد الحياة.
- "لم ينج سكان السرداب".. القاتل الصامت غدر بضحاياه في دوما
- ما غاز الأعصاب الذي قتل أطفال سوريا ونساءها؟
واشتكى الجميع من وجود رائحة نفاذة مثل الكلور، وكانت هذه المادة الكيماوية قد أُلقيت عدة مرات من قبل على دوما وباقي منطقة الغوطة، ويمكن للأطباء بسهولة التعرف على آثارها، ولكن كان هناك شيء آخر يقتل الناس ولم يمتلك الأطباء أدنى فكرة عن كيفية علاجه.
وفي الأيام الخمسة الماضية درس فنيو المخابرات عن قرب صور الأقمار الصناعية وعمليات الاعتراض الإذاعية ومسارات الطيران لمحاولة اكتشاف ما حدث في دوما، وفي الأردن استعد المسؤولون للحصول على عينات بيولوجية من بعض القتلى الذين يقدر عددهم بنحو 42 والمئات الذين بقوا على قيد الحياة.
وتُعد مسارات التهريب إلى داخل دمشق وخارجها كثيرة الاستخدام، كما يمكن فتح المعابر المؤقتة على طول الحدود الأردنية فجأة كلما دعت الحاجة، ويشكل الحصول على عينات –وخاصة الجثث– للمعامل أولوية هذا الأسبوع مع محاولة الولايات المتحدة معرفة ما إذا كان الغاز الذي تم إلقاؤه احتوى على مواد أكثر من الكلور، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
وقال مسؤول فحص عينات أُخذت من مرضى بعد هجمات السارين في الغوطة في أغسطس/آب 2013 وفي خان شيخون في أبريل/نسيان 2017، إن الدم والبول سيُظهران ذلك لمدة تصل إلى أسبوع أو ربما أكثر، موضحًا أن المواد المؤثرة على الأعصاب تتحلل سريعًا جدًا في الموقع ومن ثم إذا كانت هناك بعثة تقصي حقائق منتجة سيحتاجون للوصول إلى هناك فورًا.
وفي هذا الأسبوع، درست وكالات الاستخبارات في باريس ولندن وواشنطن هذا الأسبوع لقطات فيديو من موقع أغلب القتلى، وقال مسؤولون أمريكيون إنهم بدوا مشابهين للصور الملتقطة في أعقاب هجمتين سارين مؤكدتين سابقتين.
وبحلول الثلاثاء الماضي، كان مسؤولون أمريكيون يقترحون أن القنبلة التي ضربت مبنى سكنيا من 3 طوابق في دوما احتوت على الكلور وغاز للأعصاب.
كما أصر مسؤولون عسكريون في العواصم الثلاث على أن القنبلة أُلقيت من إحدى طائرتين مروحيتين تابعتين للحكومة السورية أقلعتا من قاعدة الضمير الجوية شمال دوما قبل 30 دقيقة من الهجوم.