يوم القضاء على ناسور الولادة 2024.. نداء لتوفير رعاية صحية جيدة للأمهات

يحتفل العالم سنويا في 23 مايو/ أيار باليوم الدولي للقضاء على ناسور الولادة، بهدف رفع الوعي حول هذه الحالة الصحية المدمرة التي تصيب آلاف النساء والفتيات كل عام، خاصة في البلدان النامية.
تتسبب هذه الحالة في معاناة ما يقرب من 100 ألف امرأة سنويًا، بينما تشير التقديرات إلى أن أكثر من مليوني امرأة يتعايشن مع ناسور الولادة غير المعالج.
ما هو ناسور الولادة؟
ناسور الولادة هو ثقب غير طبيعي يتشكل بين المهبل أو المستقيم أو المثانة، غالباً بسبب الولادة المتعسرة لفترات طويلة دون رعاية طبية مناسبة.
هذه الحالة يمكن أن تؤدي إلى سلس مستمر في البول أو البراز، مما يتسبب في وصم اجتماعي وإقصاء للمصابات بها، بالإضافة إلى مضاعفات صحية مثل التهابات الجلد وأمراض الكلى.
التأثيرات الاجتماعية والصحية
يعتبر ناسور الولادة من الإصابات المستترة لأنه يصيب غالبًا الفتيات والنساء الأكثر تهميشًا في المجتمع، خاصة الفتيات الشابات الفقيرات اللواتي لم يحصلن على تعليم جيد ويعشن في مناطق نائية.
تترك هذه الحالة آثارًا مدمرة على الصحة البدنية والنفسية والاجتماعية للمصابات، حيث تعاني النساء من العزلة والوصم الاجتماعي نتيجة عدم القدرة على التحكم في البول أو البراز.
الأسباب والعوامل المؤثرة
تعود أسباب ناسور الولادة إلى عوامل عدة من بينها:
الرعاية الصحية غير الكافية:
عدم توفر خدمات صحية جيدة للأمهات، بما في ذلك خدمات تنظيم الأسرة والقابلات الماهرات.
الزواج والحمل المبكرين:
يؤدي زواج الفتيات وحملهن في سن مبكرة إلى زيادة مخاطر الولادة المتعسرة.
سوء التغذية:
سوء تغذية الأمهات يزيد من احتمالية حدوث الولادات المتعسرة.
الفقر والأمية:
تعاني العديد من الفتيات والنساء من هذه الحالة نتيجة الفقر ونقص التعليم، مما يقلل من فرصهن في الحصول على رعاية صحية جيدة.
الجهود الدولية للقضاء على ناسور الولادة
بدأ ناسور الولادة في اكتساب اهتمام دولي أكبر في العقد الأخير. ففي 23 مايو/ أيار 2013، احتفلت الأمم المتحدة لأول مرة باليوم الدولي للقضاء على ناسور الولادة، مما أبرز الحاجة إلى تحسين الرعاية الصحية للأمهات والفتيات.
وفي عام 2003، أطلق صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) وشركاؤه حملة عالمية للقضاء على الناسور، تماشياً مع الأهداف الدولية لتحسين صحة الأم والمولود.
وفي عام 2018، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا للقضاء على ناسور الولادة بحلول عام 2030، مؤكدة الحاجة إلى جهود دولية مشتركة لتحقيق هذا الهدف.
التحديات المستجدة
رغم التقدم المحرز في تحسين سلامة الحمل، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه الأنظمة الصحية والمجتمعات في ضمان ولادة آمنة. بالإضافة إلى ذلك، أدت التغيرات المناخية وجائحة كوفيد-19 إلى تفاقم الأسباب الجذرية لناسور الولادة، مما يزيد من صعوبة التصدي لهذه المشكلة الصحية.
تقول الأمم المتحدة إنه في اليوم الدولي للقضاء على ناسور الولادة لعام 2024، ينبغي تكريس جميع الجهود للقضاء على هذه الحالة المؤلمة. يجب أن يتضافر المجتمع الدولي لضمان عدم معاناة أي فتاة أو امرأة أخرى من ناسور الولادة. يتطلب ذلك تعزيز الوعي، وتوفير العلاج المناسب، ومتابعة الحالات بعد الجراحة لضمان الشفاء التام.
يبقى الهدف النهائي هو القضاء على ناسور الولادة بحلول عام 2030. تحقيق هذا الهدف يتطلب تعاونًا دوليًا مستمرًا وتقديم الدعم اللازم للبلدان النامية لضمان حصول جميع النساء على الرعاية الصحية التي يحتجن إليها.
ويعتبر القضاء على ناسور الولادة ليس فقط قضية صحية، بل هو أيضًا قضية حقوق إنسان، تضمن للنساء والفتيات حياة كريمة وصحية.
aXA6IDE4LjIxNi43OC4xOTAg جزيرة ام اند امز