"الاتهام بالجنون".. يؤجج الصراع بين نجاد ورئيس السلطة القضائية
رجال الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد ورئيس السلطة القضائية يتبادلون الاتهامات بالمرض العقلي
من هو المضطرب عقليا؟.. سؤال يبحث عن إجابة وسط الصراع الدائرة بين أجنحة نظام الملالي في إيران الحالية والسابقة، فقد أصبح المصطلح حائرا بين فريق الرئيس السابق أحمدي نجاد ورئيس السلطة القضائية صادق أملي لاريجاني.
"اتهامات الجنون" هي آخر حلقات الصراع الدائر بين رجال الفقيه، والذي ينم عن معارك تكسير عظام سياسية تدور رحاها بين أركان المحافظين، فنجاد كان في السابق رجل المرشد، حتى تمرد عليه وخرج عن عباءته بالرغبة في الترشح من جديد للرئاسة، ولاريجاني هو رئيس السلطة معين من قبل المرشد الفقيه على خامنئي.
ففي مؤتمره الصحفي الأسبوعي الأحد، اتهم المتحدث باسم القضاء الإيراني غلام حسين محسني ايجئي، الرئيس السابق نجاد، بـ"الجنون" بعد نشره وثائق تثبت فساد رئيس القضاء وكبار مسؤولي نظام الملالي، متوعدا بالاستمرار في نشر المزيد من الدلائل التي بحوزته حول تورط كبار قادة النظام بالفساد، ووصف ايجيئي نجاد بأنه "مريض عقلي"، وأن "قضيته ستحال إلى الطب الشرعي إذا لزم الأمر".
وفي الوقت نفسه، قارن نائب أحمدي نجاد ورئيس مخابراته السابق، حميد بجائي، المتحدث باسم السلطة القضائية، بقائد قوات النازي، هاينريش هيملر، الذي أشرف على عمليات إبادة المدنيين في معسكرات الموت الألمانية.
وبعد ساعات تصريحات المتحدث باسم القضاء، قام علي أكبر جفانفكر، مساعد الرئيس السابق، بالرد عبر تيليجرام قائلا: "أليس من الحكمة أن تستضيفه المستشفى مباشرة، وأن يتم تحويله إلى الطبيب الشرعي، شخص يبلغ من العمر 60 عاما (في إشارة إلى ايجئي) الذي يرتدي عباءة الشيخ وذو لحية بيضاء ويحتل مناصب عالية في الدولة ويطلق تصريحات تافهة في العلن ملبسا نفسه صفة المهرج؟".
وكان نجاد، قد أمهل رئيس السلطة القضائية الملا "صادق لاريجاني" الأسبوع الماضي 48 ساعة للكشف عن وثائق تدينه (الأول) بتهم إشعال فتنة جديدة في البلاد والتورط في فساد.
وكان "صادق لاريجاني" اتهم الرئيس السابق، الذي يوصف بأنه التلميذ العاصي للمرشد خامنئي، بالسعي لإشعال فتنة جديدة في البلاد، ودعم رجل الأعمال الإيراني "بابك زنجاني" المتهم بالفساد والتورط في صفقات مشبوهة.
وفي شريط فيديو بثه على موقع "دولت بهار" الإلكتروني التابع له، حذر نجاد، رئيس السلطة القضائية لاريجاني، من أنه سيكشف ما لديه للشعب الإيراني عن رئيس السلطة القضائية وأدائه خلال السنوات الثماني الماضية، وأنه سيدافع عن حقه بالطرق التي يراها مناسبة، على حد قوله.
واعتبر نجاد في الفيديو أن هناك فسادا يعصف بالنظام القضائي في البلاد، قائلا: "نعلم جميعا أنه في حال تم إصلاح الجهاز القضائي فسيتم إصلاح جميع البلاد".