صحيفة فرنسية: إيران ممزقة بين الأقلية الثرية والأغلبية الفقيرة
إيران طبقتان؛ أقلية غنية متمثلة في دائرة النظام ومستثمري الحرس الثوري، وأغلبية تعيش في فقر وهم عامة الشعب
قالت صحيفة "كورييه انترناسيونال" الفرنسية، إن إيران ممزقة بين طبقة الأقلية الثرية والأغلبية الفقيرة، مشيرة إلى أن الصحافة في البلاد لم تتناول سوى القليل للغاية من موجة الاحتجاجات، التي اندلعت بعد إعلان زيادة أسعار الوقود 300% مطلع الشهر الجاري.
ورأت الصحيفة الفرنسية أن الاحتجاجات بطهران وأغلب المدن الأخرى عكست إحباطات الشعب الإيراني وطلبهم من السلطات الاستماع إليهم، فيما يسعى النظام للتفكير تكتيكياً في كيفية قمعهم والقضاء على الاحتجاجات بشكل عنيف دون حل أسبابها.
- مجلة فرنسية تفضح قمع نظام إيران للمحتجين خلال قطع الإنترنت
- نظام إيران يقطع الإنترنت بالبلاد.. ووزير داخليته يتوعد المتظاهرين
وأوضحت الصحيفة أن محطات الحافلات وسيارات الأجرة الجماعية في إيران أصبحت أماكن ساخنة للتجمعات والحشود في الأيام الأخيرة للاحتجاجات، التي اندلعت في 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وأسفرت وفقاً لإحصائيات منظمة العفو الدولية عن مقتل ما لا يقل عن 143 متظاهرًا، نتيجة إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي على المحتجين.
ووصفت الصحيفة قادة الحراك الشعبي بأنهم "شباب متعلم جيدًا، على درجة عالية من الوعي"، بينهم شاب صعد أعلى حافلة للتحدث عن الحقوق المدنية، مندداً بانقطاع الإنترنت وتعطيل الاتصالات عن البلاد لإخفاء جرائم النظام.
وأضاف الشاب: "أعمل في شركة ناشئة للتسويق الإلكتروني مثل العديد من زملائي بالعمل في وظائف عبر الإنترنت، ولكن بعد القطع المستمر للإنترنت تقوم معظم الشركات بتصفية أعمالها لتكبدها خسائر فادحة خلال الأيام الماضية"، موضحا أنه عندما يحدث أي شيء في البلاد يتم قطع الإنترنت تلقائياً، ولا نعلم من يعطي الأمر بذلك.
وتابع الشاب: "لماذا لم يضع أي من المسؤولين خططا لتدارك الاحتجاجات ومعالجة أسبابها منذ احتجاجات 2009 بعد إعادة انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، وعام 2017 ضد ارتفاع الأسعار"، مضيفا أنه لم تتح أي مؤسسة منصة لسماع أصوات المحتجين لتلبية مطالبهم وحل مشاكلهم ودياً.
من جانبه، قال متظاهر آخر: "رغبتي كمواطن إيراني، هي تبني سياسات معقولة وديمقراطية للاستماع إلى أصوات المحتجين وإيلاء الاهتمام لمطالب وأصوات المعارضة من أجل إنهاء الاضطرابات والتمرد".
وأكد أحد المحتجين أن كل ما يحدث بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، مضيفا أن الغالبية العظمة من الإيرانيين يعيشون أوضاعاً صعبة، حتى إن الطبقة الوسطى اختفت تقريبا منذ العام الماضي.
وأضاف قائلا: "نحن الآن بلد به طبقتان؛ الأقلية الغنية (المتمثلة في دائرة النظام ومستثمري الحرس الثوري)، والأغلبية التي تعيش في الفقر بل الفقر المدقع وهم عامة الشعب"، موضحاً أنه عندما يقارن حياته العام الماضي بالوضع الراهن يشعر بأنه يذهب إلى الجحيم، في ظل الضغوط الاقتصادية التي ارتفعت عشر مرات من ذي قبل، في ظل بقاء الرواتب والأجور على حالها، إنه استنزاف".
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن فئة أخرى من المحتجين وهم "سائقو سيارات الأجرة" في "ميدان فانك"، إعرابهم عن شعورهم بالقلق بشأن أسعار الوقود، والتقط الكلمة رجلاً في منتصف الأربعينيات قائلا: "معظم سيارات الأجرة تعمل بالوقود المزدوج، لكن البنزين هو الأهم بالنسبة للسيارة".
ويقول سائق آخر: "في العام الماضي، ارتفع سعر كل شيء عدة مرات.. كما تضاعفت أسعار السيارات 3 مرات وارتفعت نفقاتها، وأصبحت تكلفة الحفاظ على سيارة أجرة عالية جداً، خاصة بعد أن تضاعف أسعار البنزين ثلاث مرات بين عشية وضحاها، إنه لأمر مؤسف حقا".
وفي أحد الشوارع الرئيسية في قلب طهران، يشكو الباعة الجائلون من الوضع التجاري والسوقي، ويربطونه بقضية البنزين باهظ الثمن.
وقال أحدهم: "لقد كان السوق في حالة اضطراب منذ عام، الإيرانيون باتوا لا يشترون سوى الضروريات، ووضعنا نحن البائعين هو الأسوأ من ذلك كله، ليس لدينا تأمين ولا أمان وظيفي".
وتابع: "الآن، مع أزمة الوقود، ستزداد الأمور سوءًا، وارتفاع أسعار المزيد من السلع، أريد أن تكون السلطات صادقة مع الناس وأن تستمع إلينا".
فيما قال صانع أحذية في وسط طهران: "تم تحديد راتب مكتب العمل بمليون و600 ألف تومان"، الآن أدفع لصاحب العقار مليوني تومان شهريًا، أحث السلطات على العيش معنا بمليوني تومان شهريًا مثلنا، لنرى ذلك بدون أي شعارات".
يذكر أن الدولار الأمريكي يساوي 4200 تومان إيراني.
aXA6IDMuMTQ1LjE2MS4xOTQg
جزيرة ام اند امز