4 وسائل للثورة.. شجعتها إيران ضد العرب ورفضتها بالداخل
إيران دأبت على التدخل في الشؤون الداخلية للعرب، ووصفت حكاما بالطواغيت، وشجعت على العنف.
منذ وقوع ثورة الخميني في إيران 1979 وهي تشجع الشعوب العربية على الثورة ضد حكامها، مستخدمة عددا من الشعارات تخبئ وراءها أهداف طهران في تنصيب نظم حكم جديدة موالية لها.
- الكذب لتبرير الوحشية.. مقتل متظاهرين واتهام إيراني لـ"جهات خارجية"
- إيران تصوب عينها على مصر بعد توغلها في سوريا والعراق
ونشطت إيران في هذا الأمر خاصة منذ ما يسمى بثورات الربيع العربي عام 2011، والمظاهرات التي أعقبتها خاصة في مصر وليبيا واليمن والبحرين، وكذلك مظاهرات موالية لإيران في دول خارج الشرق الأوسط مثل نيجيريا.
واستخدمت إيران عدة وسائل لتشجيع هذه المظاهرات حتى العنيفة منها، بتدخلها المباشر عبر المليشيات وتمويل وسائل إعلام مؤيدة لها، وإصدار وزارة الخارجية بيانات تندد بما تصفه بقمع حكومات تلك الدول للمظاهرات.
في المقابل، عندما قامت مظاهرات ضد نظام الحكم في إيران، والتي اندلعت منذ الخميس الماضي، تحدثت إيران بلسان مختلف، رافضة كل ما قبلت به من المتظاهرين في دول أخرى.
1- التظاهر دون ترخيص واللجوء للعنف
دأبت إيران على تشجيع المظاهرات التي تخرج دون ترخيص في الدول التي تستهدفها مثل مصر واليمن والسعودية والبحرين ولبنان وغيرها، حتى وإن حمل بعض المتظاهرين السلاح ضد الدولة وأحرقوا مؤسساتها وأشاعوا القتل في البلاد، قائلة إن ذلك "من حقوق الشعوب لنيل حريتها".
ووصل الأمر بمرشد إيران علي خامنئي خلال المظاهرات وأحداث العنف التي شهدتها مصر عام 2011 إلى أن يخرج على الشعب المصري والشعوب العربية بخطبة خاصة موجهة لهم وهو يتحدث باللغة العربية -في سابقة لم تحدث من قبل- يحيي تلك المظاهرات؛ كونها أودت بحكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، والذي كان خصما عنيدا لإيران.
في المقابل..
عندما خرجت المظاهرات في إيران حذّر وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي المتظاهرين من الخروج عن "الأطر القانونية" في المطالبة بحقوقهم، مطالبا إياهم بتفويت الفرصة على "بعض المخربين الذين يتسببون في إضرار للممتلكات والمال العام".
كما قال رحماني، في تصريحات للتلفزيون الرسمي: "سنحاسب المتظاهرين على أفعالهم وسنجعلهم يدفعون الثمن".
والأربعاء الماضي حذر مرشد إيران علي خامنئي من لجوء المحتجين في بلاده للعنف قائلا إن "السياسة لا تكمن في التقاط الحجارة ورميها على هذا وذاك".
ونشرت وكالة تسنيم المقربة من مليشيا الحرس الثوري مقالا قالت فيه: "يجب التمييز بين التجمعات القانونية المطالبة ببعض المطالب وبين الأشخاص الذين ينوون خلق الفوضى وزعزعة الأمن في البلاد والإخلال في النظام العام؛ إذ لا يسمح في أي مكان بالعالم لمنتهكي القانون والأشخاص الذين يريدون زعزعة الأمن في البلاد، الاستعراض أو الاحتجاج".
كما نقلت وكالة "إرنا" عن حسام الدين آشنا مستشار الرئيس الإيراني قوله إن من حق الشعب أن يُسمع صوته بوضوح، ولكن علينا التنبه إلى أن أيا من الأزمات في أي دولة كانت لم تحل في الشارع وعلى أرضية العنف".
من ناحيته قال قائد الحرس الثوري في طهران محمد كوساري، إن قوات الباسيج تدخلت لمساعدة قوات الشرطة في السيطرة على الأوضاع واعتقال الأفراد المسؤولين عن الاضطرابات.
2- التدخل في الشؤون الداخلية
دأبت إيران على التدخل المباشر وغير المباشر في شؤون الدول التي تستهدفها، سواء عبر المليشيات المسلحة لنشر العنف والإرهاب وإضعاف الاقتصاد، أو عبر وسائل الإعلام التي تمولها لنشر السخط ضد الحكومات المستهدفة، أو عبر نشر مذهبها بطرق غير مشروعة.
ويصل الأمر لإصدار وزارة الخارجية الإيرانية بيانات تهاجم تلك الحكومات إذا ما ردعت المظاهرات المضادة لها.
في المقابل..
رفضت وزارة الخارجية الإيرانية أي تعليقات من دول أخرى تؤيد المظاهرات القائمة ضد حكم الملالي.
واعتبرت على سبيل المثال أن تصريحات نظيرتها الأمريكية وتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المؤيدة للمظاهرات تعد تدخلا غير مقبول في شؤون إيران الداخلية.
كما شنت وسائل الإعلام الإيرانية، ومنها وكالة تسنيم، حملة ضد وسائل الإعلام الأجنبية التي احتفت بالمظاهرات الإيرانية.
3-صرخة المظلومين
دأبت إيران على تبرير دعمها للثورات والمظاهرات المناهضة لنظم الحكم المعادية لها بأنها "صرخة المظلومين"، وأن إيران باعتبارها "نصيرة المظلومين" و"قائدة للعالم الإسلامي" -وفق الادعاء الإيراني- فإن من واجبها نصرة هؤلاء "المظلومين" حتى ينجحوا في تنصيب نظم حكم موالية لـ"الثورة الإسلامية"، في إشارة لثورة الخميني.
في المقابل..
رفض قادة إيران أي تعاطف من الخارج مع المتظاهرين الذين خرجوا يحتجون على ارتفاع الأسعار والبطالة ونظام حكم الملالي.
واعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن المظاهرات ليس دافعا شعبيا خالصا، بل نتيجة "مؤامرات الأعداء".
وقال العميد رمضان شريف من قادة مليشيا الحرس الثوري إن "الأعداء يسعون لقلب نظام الجمهورية الإسلامية" حتى لا يتكرر نموذجها في دول أخرى.
وأضاف في اجتماع مع مديري الأقسام الإعلامية في محافظة خراسان الجنوبية (جنوب شرق) إن "الأعداء سعوا منذ بداية الثورة (ثورة الخميني 1979) إلى دق إسفين بين النظام السياسي والحكومة والشعب الإيراني".
وللتصدي لذلك دعا إلى إنشاء منظومة إعلامية شاملة لمتابعة منجزات ما وصفه بالنظام الإسلامي في مختلف الأبعاد وبعيدا عن التوجهات والتيارات السياسية.
4-الحكام الطواغيت
تصف إيران كل الأنظمة الحاكمة الرافضة للمشروع الإيراني الاحتلالي بأنهم حكام طواغيت وأنصار الاستكبار العالمي والصهيونية العالمية، داعية شعوبهم للثورة عليهم.
وتجند في سبيل ذلك وسائل إعلامها المباشرة، أو تلك التي تمولها داخل الدول المستهدفة لنشر السخط والإحباط بين أبناء الشعب ضد حكامهم، واستغلال الأخطاء التي يقع فيها تلك الحكام لتحويلها إلى ثورة عارمة ضدهم.
كما تعلق على كل محاولة من تلك الأنظمة لردع المظاهرات بأنها "قمعية وديكتاتورية".
في المقابل..
لم تتوانَ أجهزة الأمن الإيرانية عن التلويح باستخدام القوة ضد المتظاهرين المناهضين لها؛ حيث ذكَّر الحرس الثوري الإيراني المتظاهرين بأساليبه الشديدة التي استخدمها لقمع المظاهرات التي خرجت 2009 للاحتجاج على ما يقال إنه تزوير في الانتخابات الرئاسية التي حملت الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد لولاية ثانية.
وسقط قتيلان خلال المظاهرات، ولكن حبيب الله خوجاتهبور نائب حاكم إقليم لورستان اتهم في مقابلة مع التلفزيون الرسمي ما أسماها بجهات خارجية بقتلهم.
وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي شريطا مصورا، أمس السبت، يظهر قيام قوات الأمن بإطلاق النار على محتجين اثنين على الأقل في مدينة دورود بغرب إيران، بحسب رويترز.
كما قطعت السلطات الاتصالات وخدمة الإنترنت عن مناطق واسعة في البلاد، في محاولة لحصار دعوات التظاهر المستمرة لليوم الرابع على التوالي.
كذلك تحدث الحرس الثوري عن ضرورة إنشاء منظومة إعلامية واسعة للرد على الإشاعات التي قال إن "أعداء" إيران يبثونها لتحبيط الشعب؛ فإن خامنئي أيضا دعا وسائل الإعلام، الأربعاء الماضي، إلى البعد عن نشر اليأس داخل النفوس.