وسط عجز حكومي.. الانفلات يضرب أسعار الغذاء في إيران قبل أيام من رمضان
أغلب المستهلكين الإيرانيين يواجهون مصاعب ضخمة تتعلق بتدبير الحصة اليومية من سلة الغذاء في ظل فشل حكومي.
تزامنا مع قرب حلول شهر رمضان؛ يعاني أغلب المستهلكين الإيرانيين من مصاعب ضخمة تتعلق بتدبير الاحتياجات اليومية من الغذاء في ظل فشل حكومي للسيطرة على موجات الغلاء التي ضربت أسعار السلع التموينية والخضراوات.
أرقام جديدة كشف عنها مركز الإحصاء (حكومي) في العاصمة الإيرانية طهران، تشير بوضوح إلى أن ملايين الأسر في البلاد تكبدت نفقات منذ مطلع العام الجاري تتجاوز نسبتها 50% للحصول على حصص المواد الغذائية والخدمات، مقارنة بالفترة نفسها قبل عام واحد.
- مطارات دولية تحجم عن تزويد طائرات إيران "المعاقبة" بالوقود
- مؤشر التضخم يواصل قفزاته "الجنونية" في إيران
وأشار مركز الإحصاء الإيراني، في تقرير جديد نشره عبر موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت، إلى أن نفقات مجموعة المشروبات والمأكولات زادت بنسبة تصل إلى 84%، حيث يضطر المستهلك إلى تحمل دفع زيادة تقدر بـ51.4% من أجل شراء السلع نفسها.
وارتفعت نسب التضخم في أسعار اللحوم الحمراء والدجاج والخضراوات إلى 117%، و157%، بينما زادت إيجارات السكن لـ28.7% منذ 21 مارس/آذار الماضي، خلافا لـ24.8 خلال الفترة نفسها قبل عام.
أسعار خدمات الشحن والأجهزة المنزلية وبضائع ترفيهية أخرى أيضا تضاعفت إلى 52.5%، و80.1، 72% على الترتيب، في الوقت الذي فشلت حكومة طهران في دفع أجور العمال والموظفين والمعلمين والمتقاعدين الشهرية بانتظام ما يزيد مصاعبهم المعيشية.
وأصبحت مظاهر تذمر الإيرانيين من غلاء السلع والبضائع الضرورية واضحة للعيان عبر المنصات التواصل الاجتماعي لدرجة توجيه انتقادات ضد تصريحات أدلى بها علاء الدين بروجردي (برلماني بارز) داعيا مواطني بلاده إلى مقاطعة التجار.
وزعم بروجردي الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في برلمان طهران أن مشتريات السلع والبضائع من قبل المستهلكين كبيرة في بلاده على الرغم من غلاء الأسعار، وفق قوله.
وردا على تحميل النائب الإيراني المستهلكين ضمنيا المسؤولية عن زيادة الأسعار موصيا إياهم بعدم الشراء لكي تنخفض قيمة البضائع؛ اعتبر مستهلكون أن هذه التصريحات تعكس غيابا عن الواقع في ظل تضاؤل حجم موائد شرائح اجتماعية.
ولم يشر علاء الدين بروجردي صراحة إلى المصدر الرسمي الذي استند إليه في تصريحاته الأخيرة، غير أن العديد من المنتقدين ألمحوا إلى انقطاع آمال الناس في حدوث ثمة تحسن لأوضاعهم المزرية بسبب استمرار الغلاء على الوتيرة نفسها.
ومن المرتقب أن تواجه السلطات الإيرانية توترات داخلية تبعا لأسباب اقتصادية في الأشهر المقبلة، خاصة بعد إلغاء الولايات المتحدة إعفاءات نفطية كانت تتيح شراء محدودا من النفط الخام ومكثفات الغاز من إيران (أهم مصدرين للعملة الصعبة لديها).
aXA6IDE4LjIyMC45Ny4xNjEg جزيرة ام اند امز