باحثان دوليان يطالبان بمعاقبة النظام الإيراني لاضطهاد الأقلية المسيحية
المسيحيون الإيرانيون يعيشون في ظروف يرثى لها جراء موجة جديدة من القمع لم ترصدها وسائل الإعلام في ظل تدهور اقتصادي وموجة استياء شعبي.
يعاني المسيحيون الإيرانيون ويعيشون في ظروف يرثى لها تنذر بالخطر، جراء موجة جديدة من القمع لم ترصدها وسائل الإعلام إلى حد كبير في ظل التدهور الاقتصادي وانتفاضة الشعب الذي سئم الطبيعة الاستبدادية للنظام.
بهذه الكلمات، حذّر الباحثان بنيامين واينثال، زميل "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، وجولي لينارز، مديرة "مركز الأمن الإنساني" (مؤسسة بحثية مستقلة مقرها لندن) من قمع نظام الملالي واضطهاده للأقليات؛ لا سيما المسيحيين وطالبا بمعاقبة المسؤولين عن الانتهاكات.
وقال الباحثان في مقال رأي مشترك نشرته شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية على موقعها، إن السلطات الإيرانية شنت حملة قمع وحشية لإسكات معارضيهم، وعلى رأس قائمتهم المسيحيين الإيرانيين المضطهدين، وهم شعب قديم من سكان البلاد.
- مليشيا "بابليون".. ذراع إيران لاختراق المناطق المسيحية بالعراق
- إيران تواصل قمع المحتجين وتعتقل 4 نشطاء بينهم محامون
ووفقا للكاتبين، في 9 أغسطس/آب الجاري، أفادت مؤسسة "المادة 18"، وهي منظمة مسيحية مقرها لندن تروج للحرية الدينية في إيران، أن محكمة في بوشهر حكمت على اثنين اعتنقوا الدين المسيحي، و10 إيرانيين آخرين بالسجن لمدة عام لكل واحد منهم بتهمة "الترويج ضد إيران لصالح الديانة المسيحية".
وأشار الباحثان إلى أن العقوبة جاءت بعد أسابيع فقط من تعهد الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن "للمسيحيين نفس الحقوق التي يتمتع بها الآخرون".
وأوضحا أن المسيحية بالطبع ليست دخيلة على إيران ويعتقد بوجود ما يقدر بنحو 350 ألف شخص يعتنقها في البلاد، بينما يفيد مركز الإحصاء الإيراني أنه يوجد 117 ألفا و700 مسيحي في بلد يزيد عدد سكانه عن 82 مليون نسمة.
ولفت الكاتبان إلى أن اضطهاد المسيحيين الإيرانيين موثق بشكل جيد ولا يقتصر على الإنجيليين، ففي العام الماضي، اعتقلت قوات الحرس الثوري أم وابنها في إطار حملة قمع مفرطة ضد الكاثوليكية في مقاطعة أذربيجان غربي البلاد.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صنفت "الحرس الثوري" منظمة إرهابية في أكتوبر/ تشرين الأول 2017. ومن المعروف أن المليشيات التي تضم 125 ألف عضو لديها سجل طويل من الوحشية يستهدف المسيحيين والحركات الديمقراطية المعارضة لنظام الملالي.
علاوة على ذلك، تقوم السلطات الإيرانية، باعتقال المصلين بانتظام، ومصادرة الإنجيل، والأقراص المدمجة المسيحية والأدب الديني، بينما تقوم وسائل الإعلام التي يسيطر عليها النظام بنشر الدعاية المعادية للمسيحية.
وفي عام 2018، أشار تقرير لجنة الحرية الدينية الدولية إلى أنه "في العام الماضي، استمرت الحرية الدينية في إيران في التدهور لكل من الجماعات الدينية المعترف بها وغير المعترف بها، حيث استهدفت الحكومة البهائيين والمتحولين إلى المسيحية على وجه الخصوص".
كما ألقي القبض على 4 مسيحيين إنجيليين في مايو/أيار 2017 وحكم على كل منهم بالسجن لمدة 10 سنوات لأنشطة كنيسة بيت الكاثوليكية.
واعتبر الكاتبان أنه يجب على إيران بوصفها دولة موقعة على الإعلانات الدولية لحقوق الإنسان، أن تلتزم بالقانون الإنساني الأساسي بما في ذلك حرية الدين والمعتقد أو يتم انتقادها على أنها منبوذة في عائلة الأمم.
ولعزل القادة الإيرانيين، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، ارتأى الكاتبان، أنه يجب على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة فرض مجموعة من العقوبات تتعلق بحقوق الإنسان على مسؤولي النظام الذين يضطهدون المسيحيين .
واختتما بالقول إن طهران لا تزال ضعيفة للغاية عندما يتم تسليط الضوء على القمع واسع النطاق للحرية الدينية، مشيرين إلى أن العقوبات الجديدة والضغط الدولي قد يسهم في إنقاذ أرواح المسيحيين الإيرانيين المضطهدين.