تفاصيل هروب مسؤول إيراني بارز بوثائق سرية إلى الخارج
صحيفة إيرانية معارضة تؤكد احتجاز سلطات طهران مسؤولين أمنيين آخرين بسبب استجوابهم في اتهامات تتعلق بالتجسس على أنشطة صاروخية
رجحت صحيفة إيرانية معارضة صحة أنباء هروب مسؤول أمني بارز بحوزته ملفات ووثائق سرية إلى خارج البلاد، الأمر الذي اعتبرته انهيارا أكثر فأكثر داخل المنظومة الأمنية في إيران.
وأوردت صحيفة كيهان (ناطقة بالفارسية ومقرها لندن) وفقا لمعلومات حصلت عليها، أن تورج إسماعيلي أحد مستشاري أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني قد فر إلى إسطنبول مؤخرا، قبل أن يقدم طلب لجوء لدى إحدى القنصليات الأوروبية، حيث رجحت أن تكون القنصلية الألمانية هي قبلته، وسط تلميح بوجود تنسيق مسبق.
- رصاصات "غامضة" أنهت حياة جنرالات بمليشيات إيران.. تصفية أم انتحار؟
- كيف استولى" الموساد" على الوثائق النووية الإيرانية؟
وأشارت الصحيفة الصادرة من بريطانيا منذ عام 1979 في تقرير لها إلى أن إسماعيلي كان يعمل بمنصب استشاري يتعلق بالعمليات السيبرانية وبرامج الصواريخ الباليستية في مجلس الأمن القومي الإيراني (مختص بالقضايا الأمنية والسياسية الحساسة).
ولفت التقرير إلى أن وزارة الاستخبارات الإيرانية حاولت اعتقال المستشار السيبراني الإيراني بالتنسيق مع نظيرتها التركية في 13 يناير/ كانون الثاني الماضي، خلال تواجده في فندق بإسطنبول، لكنه هرب قبل وصولهم إلى موقع اختبائه.
وفي الوقت الذي لم تتضح بعد أسباب هروب مستشار أمين مجلس الأمن القومي الإيراني إلى خارج البلاد، تحتجز طهران مسؤولين أمنيين آخرين منذ عدة أشهر لاستجوابهم بخصوص مناصبهم الرسمية، بينما حظرت سفر 50 شخصا منهم إلى جانب عائلاتهم للخارج، وسط تكتم من الإعلام الحكومي.
وأوضحت كيهان أن محاولات استخبارات طهران لاعتقال تورج إسماعيلي كافة باءت بالفشل، في الوقت الذي لا تزال بحوزته مئات الوثائق وثيقة الصلة ببرنامج التسلح الصاروخي الباليستي، وكذلك العمليات السيبرانية التي تضطلع بها بلاده.
ولفت التقرير إلى أن طهران تعتقل 3 من كبار المسؤولين الأمنيين في مجلس الأمن القومي داخل البلاد منذ أبريل/ نيسان الماضي، بسبب اتهامات تتعلق بتورطهم في التجسس لصالح أجهزة استخبارات أجنبية، أبرزهم علي رضا زرافيان (مدير مركز الإعلام والاتصال) والمقرب من علي شمخاني.
وذكر مقربون لزرافيان الذي يعد أحد زملاء تورج إسماعيلي الهارب، أنه تعرض لأشد أنواع التعذيب في محبسه داخل أحد السجون التابعة لمليشيات الحرس الثوري الإيراني.
وفي الوقت ذاته، تحتجز السلطات الإيرانية أيضا كل من عيسى جول فردي، وغفور درغازي (مساعدان في إدارة عمليات مجلس الأمن القومي الإيراني)، وسط انهيار بدا واضحا في المنظومة الأمنية الحساسة داخل أجهزة طهران، وفقا للتقرير.
وأفادت صحيفة كيهان اللندنية نقلا عن مصادر لها أن تورج إسماعيلي هرب في الوقت المناسب من مقر إقامته في إسطنبول بعد تلقيه معلومات، مؤكدة من أصدقاء له في أجهزة أمنية إيرانية تفيد بوجود خطة استخباراتية لاختطافه من هناك وإعادته إلى البلاد.
ويعتبر تورج إسماعيلي أحد المحللين الإيرانيين البارزين في شؤون الدفاع السلبي والسيبراني داخل المجلس الأعلى للأمن القومي، حيث لاتزال وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية تتكتم على خبر هروبه إلى خارج البلاد.