إيران تعترف بـ"نفوذ إسرائيل".. مخاوف تطيح بسنوات الإنكار
سنوات من الإنكار والشعارات الزائفة للنظام الإيراني تذوب أمام اعترافات ضمنية بالعجز والخوف وتفضح النشاز بين المعلن والمخفي.
فيوما بعد آخر، ينكشف ضعف الأجهزة الأمنية الإيرانية التي طالما تبجحت بقوتها لسنوات عديدة أمام الإيرانيين، فيما يسرح عملاء جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) بمختلف مفاصل الحكومة والنظام، وفقاً لما كشفه وزير الاستخبارات الأسبق ومستشار الرئيس الإيراني الحالي للشؤون الأقليات الدينية، علي يونسي.
وقال رجل الدين المحسوب على التيار الإصلاحي، في مقابلة مع موقع "جماران نيوز" الذي يموله حسن الخميني حفيد مؤسس النظام الإيراني الراحل روح الله الخميني، إن "الموساد الإسرائيلي توغل بمختلف القطاعات بإيران خلال آخر 10 سنوات، لدرجة أن جميع المسؤولين الإيرانيين يشعرون بالقلق على أرواحهم".
وأضاف يونسي أن "نفوذ الموساد في إيران لا يمكن وصفه لدرجة يجعل المسؤولين يقلقون على حياتهم"، مشدداً على أن "التيارات المتطرفة في إيران جراء إنشائها في البلاد من قبل منظمات التجسس الأجنبية وتحديداً الإسرائيلية".
ورأى أن "مواجهة النفوذ الإسرائيلي يتطلب في البداية إغلاق المتملقين والمتطرفين الذين جرى إنشائها في مختلف المؤسسات الحكومية".
ولفت وزير الاستخبارات في عهدي الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي والرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، إلى أن "نفوذ المخابرات الأجنبية والإسرائيلية تحديداً جاء بعد إضعاف جهاز الاستخبارات الإيراني الحكومي إثر تشكيل أجهزة استخباراتية موازية له"، في إشارة إلى تشكيل جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري.
وتابع: "لقد تمكنا من تطهير إيران من تأثير الجماعات في آخر 10 أو 15 او 20 عاماً، ولكن تم تجاهل نفوذ المخابرات الأجنبية لا سيما الإسرائيلية".
وبالنسبة له، فإن "نفوذ الموساد في أجزاء مختلفة من البلاد بالسنوات العشر الماضية يجب أن يجعل جميع المسؤولين في الجمهورية الإسلامية يشعرون بالقلق على حياتهم".
واعتبر يونسي أن اتساع نفوذ إسرائيل وجهاز الموساد كان في العامين الأخيرين من رئاسة محمود أحمدي نجاد والثماني سنوات من رئاسة حسن روحاني.
ولفت إلى أن "المنافسة بين الأجهزة الأمنية الإيرانية لم تكن في عصرنا وما قبلنا، لكنها حصلت بعد تشكيل أجهزة استخباراتية موازية لجهاز الاستخبارات الحكومي ما أدى إلى إضعاف الأخير".
وشهدت إيران، على مدى الأعوام الماضية، موجة اغتيالات طالت العديد من العلماء في البرنامج النووي، كان آخرهم اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده الذي جرى استهداف موكبه قرب العاصمة طهران في 27 نوفمبر/ تشرين ثان من العام الماضي، ولم تعلن إسرائيل رسمياً مسؤوليتها عن الاغتيال فيما اتهمت طهران تل أبيب بالوقوف وراء هذه العملية.
ودعا يونسي إلى إنهاء "التوازي والتنافس" في أجهزة الاستخبارات الحكومية، معتبرا أن "أولوية الخدمات المحلية يجب أن تكون محاربة النفوذ وليس العناصر الداخلية الناقدة والمتظاهرين".
وليست هذه المرة الأولى التي تحذر فيها شخصية رفيعة المستوى في النظام الإيراني مما يسمى تأثير وكالات التجسس في إيران.
وفي أبريل/ نيان الماضي، قال محسن رضائي، سكرتير مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، إن "إيران تشهد تلوثاً أمنياً واسع النطاق"، مستشهدا على ذلك بأنه في أقل من عام وقعت ثلاث حوادث أمنية؛ انفجاران واغتيال واحد، في إشارة إلى اغتيال العالم النووي البارز محسن فخري زاده.
aXA6IDMuMTQ3LjM2LjEwNiA= جزيرة ام اند امز