معارض إيراني لـ"العين الإخبارية": طهران تستغل مطار النجف لتسليح الحوثي
رئيس حزب الحرية الكردستاني الإيراني المعارض (باك) يكشف عن مواصلة مليشيا الحرس الثوري نقل الأسلحة إلى الحوثيين في اليمن عبر مطار النجف
قال حسين يزدان بنا، رئيس حزب "الحرية الكردستاني" الإيراني المعارض، إن ميليشيا الحرس الثوري تواصل نقل الأسلحة والعتاد إلى الحوثيين باليمن، عبر مطار النجف بالعراق.
جاء ذلك في مقابلة مع "العين الإخبارية"، جرت مع الزعيم الإيراني المعارض، والمرابط على خط جبهة المواجهة مع الميليشيات الموالية لإيران، قرب بلدة "التون كوبري" الواقعة بين مدينتي أربيل وكركوك (شمالي العراق).
ففي ذلك الخط، يواصل يزدان بنا وقواته المرابطة إلى جانب قوات البيشمركة (قوات إقليم كردستان العراق)، مهامهم العسكرية.
وشهدت هذه الجبهة معارك طاحنة بين "البيشمركة" وميليشيات الحرس الثوري الإيراني والحشد الشعبي وحزب الله الإيراني، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حين فرضت طهران سيطرتها على كركوك، وشنت هجوما موسعا لاحتلال إقليم كردستان العراق، لكن البيشمركة تصدت لها في سلسلة معارك أسفرت عن مقتل 150 مسلحا من الميليشيات الإيرانية.
وقف يزدان بنا على الساتر الأمامي للجبهة، موجها مقاتليه إلى مهامهم، مشيرا إلى أنهم في حالة استعداد مستمرة للتصدي لأي مؤمرات تحيكها طهران وميليشياتها في المنطقة.
وكشف عن عمليات نقل الحرس الثوري للسلاح إلى الحوثيين عبر الأراضي العراقية، قائلا: "ينقل فيلق القدس، باستمرار، كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد، إلى الحوثيين عبر مطار النجف، ويشرف على عمليات نقل الأسلحة إسماعيل قائاني، وهو أحد قادة فيلق القدس".
و"فيلق القدس" هي قوات تابعة للحرس الثوري، خاصة بتنفيذ العمليات خارج الحدود الإيرانية، ويقودها قاسم سليماني.
وتطرق يزدان بنا إلى زيارة سليماني إلى بغداد، قبل نحو أسبوعين، رفقة مجتبى خامنئي، نجل المرشد الإيراني علي خامنئي، للإشراف على تشكيل تحالف من الكتل الشيعية.
وموضحا الجزئية الأخيرة، قال إن "سليماني ونجل خامنئي عقدا سلسلة من الاجتماعات مع الأطراف الشيعية، حضرها إيرج مسجدي، السفير الإيراني في بغداد، وهو أحد قادة فيلق قدس الإيراني، من أجل ضمان تثبيت التجربة الإيرانية في الحكومة العراقية المقبلة".
وحذّر يزدان بنا من أن النفوذ الإيراني في العراق بات واسعا بشكل لا يمكن التخلص منه عبر الانتخابات.
"مستعد للتحالف لمواجهة إرهاب إيران"
وأمام المد التوسعي الإيراني، أعرب يزدان بنا عن استعداده للانضمام الى أي تحالف لمواجهة النفوذ والأطماع التوسعية الإيرانية بالمنطقة، والتصدي لإرهاب نظام ولي الفقيه في طهران.
وعن ذلك يقول: "قواتنا تحارب الإرهاب أينما كان، فنحن مستعدون للمشاركة مع دول المنطقة للوقوف ضد الإرهاب الإيراني، وقطع يد طهران وتحجيمها".
ولفت إلى أن "إيران وضعت حياة ومصير الأكراد في كردستان إيران في خطر، وباتت مصدر تهديد للمنطقة بأسرها، كما أنها حوّلت الشرق الأوسط إلى بؤرة مشتعلة بالحروب.
ووفق يزدان بنا، فإن النظام في طهران لن يترك الحرب والإرهاب وزعزعة الاستقرار العالمي، داعيا إلى استخدام القوة ضدها.
واستشهد بالتاريخ المظلم لطهران في هذا الإطار، فمنذ تولي نظام ولي الفقيه السلطة، يعمل هذا البلد على زعزعة الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي لدول المنطقة.
كما يسعى للسيطرة على الدول التي تحتضن المكون الشيعي، في سبيل فرض تجربتها السياسية والمذهبية على هذه الدول، من خلال إثارة الشيعة ضد حكومات المنطقة، وتشكيل مليشيات مسلحة منهم، ونقل أخى مكونة من مسلحين إيرانيين وأفغان وباكستانيين ولبنانيين، إلى تلك الدول لإشعال الحرب فيها.
وتتخلل تلك المخططات التخريبية "عمليات طبع الأموال المزورة، ونشرها في الأسواق، وإدخال المواد المخدرة إلى هذه الدول"، وفق الزعيم المعارض الذي أشار إلى أن جميع هذه السياسات "يتم التخطيط لها في مكتب علي خامنئي، فيما تنفذ وتدار من قبل فيلق القدس بقيادة قاسم سليماني.
وعقب تدهور الأوضاع في اليمن، يتابع يزدان بنا، "أرسلت إيران عشرات الآلاف من قطع السلاح عبر بحر العرب ومضيق باب المندب والحدود البرية لسلطنة عمان وبحر الصومال، إلى الحوثيين في اليمن".
ومنذ سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء، تنقل إيران، عبر طائراتها، كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد والمتفجرات والقادة والمستشارين، إلى اليمن لدعم ميليشيا الحوثي.
وبحسب يزدان بنا، فإن "طهران تسعى الى جعل ميليشيا الحشد الشعبي (العراق) قوة إقليمية، بحيث تشارك في حرب اليمن خصوصا بعد مشاركتها في حرب سوريا".
وتابع أن "إيران نقلت العديد من المسلحين العراقيين ضمن صفوف فيلق القدس إلى اليمن، لكنها تسعى إلى أن يكون هذا الأمر سريا".
وفي ذات الصدد، سلط يزدان بنا الضوء على التواجد الإيراني في العراق، مشيرا أن "مليشيا الحرس الثوري تسيطر حاليا على العراق بشكل عام، فإلى جانب كل وزير ومسؤول عراقي يوجد مسؤول وقائد عسكري إيراني تابع لفيلق القدس، لأن الحرس الثوري يعتبر العراق جزءا من إيران".
تاريخ دموي وسجل إرهابي حافل
تغلغل يترجم، وفق المعارض، التاريخ الطويل للأطماع الإيرانية بالمنطقة، والتي تعود إلى 1979، عندما سيطر نظام ولي الفقيه على الحكم في طهران.
فمنذ ذلك العام وحتى اليوم، يقول يزدان بنا، "تواصل طهران تنفيذ العمليات الإرهابية عبر أذرع أنشأتها وتمولها لتدمير المنطقة وتعميم تجربتها الشريرة على شعوبها.
وبدأ نظام طهران عملياته الارهابية من لبنان التي نفذ فيها عملية اختطاف 96 مواطناً أجنبيا عام 1982، بينهم 25 أميركيا، واستمرت عملية احتجاز الرهائن 10 أعوام، ونفذت ميليشيا حزب الله اللبنانية هذه العملية.
وعادت ايران عبر حزب الله، عام 1983 مجددا بعملية ارهابية أخرى تمثلت بتفجير السفارة الأميركية في بيروت، ما أسفر عن مقتل 63 شخصاً.
ونفذ الحرس الثوري الايراني في العام نفسه هجوما انتحاريا على مقر مشاة البحرية الأميركية، أدى إلى مقتل 241 وجرح أكثر من 100 من أفراد البحرية والمدنيين الأميركيين.
وتوالت العمليات الإرهابية الإيرانية، التي شملت تفجير مقر القوات الفرنسية في بيروت، في 1983 أيضا، ما أسفر عن مقتل 64 فرنسياً مدنياً وعسكرياً.
وفي العام ذاته، نفذ حزب الله وحزب الدعوة الشيعي المدعومين من إيران، مجموعة هجمات استهدفت السفارتين الأميركية والفرنسية في الكويت ومصفاة للنفط وحيا سكنيا، نجم عنها مقتل 5 وإصابة 8.
كما نفذ الحرس الثوري الإيراني العديد من الاغتيالات في صفوف المعارضة الإيرانية، تمثلت بإغتيال عبدالرحمن قاسملو، رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، ومساعده عبدالله آذر في فيينا بالنمسا عام 1989.
كما اغتال الأمين العام لحزب الحرية الكردستاني الايراني، سعيد يزدان بنا (شقيق حسين يزدان بنا) في مدينة السليمانية في كردستان العراق عام ،1991 بعد 4 أشهر من تأسيسه الحزب، إضافة إلى اغتيال العديد من المعارضين الايرانيين.
وخلال الأعوام الأربعة الماضية، نجا حسين يزدان بنا، من 3 محاولات اغتيال نفذها ضده النظام الإيراني، وشحت جميعها السجل الإرهابي الحافل لطهران التي لم تتوقف عند هذا الحد، بل تواصل تمويل التنظيمات الإرهابية، مثل "القاعدة"، والذي مازالت تأوي قادته على أراضيها.
يازدان بنا أشار أيضا إلى علاقة النظام الإيراني الوطيدة بتنظيم "داعش" منذ ظهوره في سوريا والعراق.
وأوضح أن إيران تسيطر على قيادة التنظيم، وتستخدمه في تنفيذ أجنداتها بالعراق والمنطقة، مستدركا: "تمكنت طهران عن طريق قاسم سليماني من تغير اتجاه هجمات داعش من بغداد وسامراء، وحولته نحو إقليم كردستان عام 2014".
واختتم القيادي الكردي المعارض لإيران حديثه بالكشف عن وجود العديد من ضباط فيلق القدس وقاعدة رمضان العسكرية التابعة للحرس الثوري، خصوصا ضباط وجنود الفيلق الأول بمدينة كركوك.
ولفت إلى أن إيران تحاول منذ سنوات السيطرة على الطريق البري الرابط بين الأراضي الإيرانية عبر العراق مع سوريا ولبنان، مستطردا أن النظام الايراني نفذ مخططه هذا، واستطاع السيطرة على عدة طرق برية ممتدة عبر الأراضي العراقية إلى سوريا ولبنان.
aXA6IDE4LjExOS4xNjIuMjI2IA== جزيرة ام اند امز