احتجاجات "الدولار" تحاصر ملالي إيران
اندلاع احتجاجات شعبية حاشدة في طهران ضد تدهور العملة المحلية لمستويات غير مسبوقة وانتقاد مغامرات الملالي العسكرية.
اندلعت موجة جديدة من الاحتجاجات الشعبية الحاشدة في شوارع العاصمة الإيرانية طهران، على إثر ورود تقارير عن صعود قيمة الدولار الأمريكي إلى حاجز الـ9000 تومان إيراني بسوق النقد الأجنبي غير الرسمية بالبلاد، لتسجل العملة الخضراء رقما قياسيا جديدا أمام العملة المحلية، التي تدنت لأسوأ أسعارها التاريخية.
وأفادت وسائل إعلام ناطقة بالفارسية من بينها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، وموقع راديو فردا أن المئات من تجار سوق يدعى "علاء الدين"، متخصص في تجارة الهواتف الخلوية أغلقوا أبواب محالهم، وخرجوا في مسيرات احتجاجية طافت شوارع طهران، منددين بالغلاء على إثر انهيار قيمة العملة الإيرانية، في الوقت الذي هتفوا ضد أنشطة نظام الملالي العسكرية خارج الحدود، مطالبين بالاهتمام بشؤون الداخل الإيراني الذي يعاني أوضاعا معيشية صعبة.
وأعلن التجار المحتجين إضرابا مفتوحا عن العمل، بحسب نشطاء إيرانيين على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تنضم إليهم أسواق أخرى بالتزامن مع انتشار عناصر من قوات الأمن الإيرانية بالشوارع لتطويق تلك المسيرات اللافتة، خاصة بعد أن ردد المتظاهرون هتافات ضد رموز نظام الملالي مثل "اتركوا سوريا.. فكروا في أمورنا".
واعترفت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، عصر الأحد، بارتفاع قيمة اليورو إلى أكثر من 10600 تومان، وتجاوز الجنيه الإسترليني حاجز 12000 تومان، في حين حلق الدولار إلى نحو 9000 تومان بالسوق الحرة، الأمر الذي ألقى بآثار سلبية على أسواق الذهب، والإلكترونيات، والأجهزة المنزلية وغيرها، بالتزامن مع هبوط مؤشرات البورصة الإيرانية إلى أدنى مستوياتها مؤخرا.
وشارك نشطاء على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، مقاطع مصورة تظهر اتساع رقعة الاحتجاجات داخل شوارع وأزقة طهران إضافة إلى المراكز التجارية التي اعتصم بها التجار المحتجون، مرددين هتافاتهم ضد تفشي الغلاء، والتجاهل الحكومي لمطالب المواطنين وسط انشغال بالمغامرات العسكرية، حيث هتف المتظاهرون في طريقهم للتجمع بساحة بهارستان شعارات مثل "لا نريد هذا الوضع.. لا نريد"، وسط سياسات حكومية فاشلة للحد من أزمة نقص الدولار، وتحجيم عمل الصرافات وسماسرة النقد الأجنبي باللجوء إلى القبضة الأمنية.
وحذرت صحف إيرانية رسمية مؤخرا من قرب انفجار الأوضاع الداخلية بسبب تفشي الأزمات بكافة القطاعات داخل البلاد، إلى حد أن اعترفت صحيفة "صنعت جهان"، أن أوضاع الاقتصاد الإيراني حاليا على فوهة الانفجار، بسبب زيادة معدلات التضخم، وتناقص القوة الشرائية للمواطنين مقارنة بالسنوات الماضية، رغم الوعود الحكومية الجوفاء.
وفي السياق ذاته، اندلعت موجة جديدة من الاحتجاجات، سواء العمالية أو الفئوية في إيران مؤخرا، بعد انقضاء شهر رمضان، وسط هتافات: "عدونا هنا.. أمريكا ليست عدونا".
وتأتي المظاهرات على الرغم من التهديدات الرسمية بالقمع خشية تصاعد الغضب الشعبي في ظل تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بالبلاد إلى حد غير مسبوق.
وأشار موقع "راديو زمانه"، الناطق بالفارسية والمحسوب على المعارضة الإيرانية، إلى أن تلك الاحتجاجات شملت حتى المتقاعدين الذين نظموا تظاهرة أمام مقر وزارة التربية والتعليم بالعاصمة طهران الواقعة شمال إيران، استمرت لمدة يومين رفعوا خلالها شعارات مناهضة لتجاهل مطالبهم من قبل المسؤولين الحكوميين، وتأخر حصولهم على حقوقهم المالية عدة أشهر، في الوقت الذي هتفوا فيه ضد تفشي الفساد والاختلاسات في شتى مؤسسات البلاد.
aXA6IDMuMTMzLjEyOC4yMjcg جزيرة ام اند امز