الخطابات والشعارات الحماسية، التي أثبتت فشلها على مدى التاريخ، ليست حصرية لخامنئي، بل هي مادة منهجية يفرضها على خطابات مسؤوليه ووكلائه.
ألقى رئيس عصابة نظام الملالي، الديكتاتور الفاشي «علي خامنئي» خطبة عيد الفطر وهو يتكئ على سلاح قنص روسي وليس سلاحاً إيرانياً، رسالته الساذجة وراء ذلك أن يقول لأمريكا إن روسيا لن تخذله، وإنه يستند إليها، أما رسالته الأخرى لمن حضر تلك الخطبة، فكانت تهديداً لهم بضرورة الوقوف «أمامه» لحمايته في «المعركة المتوقعة»، وبينما كان الخطاب العاطفي يُحمّل هؤلاء أوزار سياسة نظامه الاقتصادية والدبلوماسية الفاشلة ألقى البؤس ظلاله على أربعة أجيال لم تتذوق طعم التقدم في إيران.
المشهد الخامنئي الكاريكاتوري دعاني لاسترجاع بعض الخطابات الشعبوية، تلك التي كان يلقيها هتلر أو موسوليني أمام الجماهير، لإشعال الحماس في نفوسهم، ولكن للأسف، وبعد مرور كل تلك السنين علمنا بأن تلك الخطابات العاطفية كانت مجرد حشو لعلب فارغة تصدعت وتهاوت عند أول اختبار حقيقي، وذهبت مع ريح عاصفة وأخذت معها أحلام أولئك الشباب بل أعمارهم.
مشاكل خامنئي ظهرت جلية في خطابه العاطفي أيضاً، حين تحدث عن قمم مكة التي كشفت نواياهم، بل أوضحت ماهية هذا النظام، سواء في بيانات القمم الثلاث أو «وثيقة مكة» التي يحاول خامئني هدمها، عبر جماعة الحوثي الإرهابية، فخسر أمام شعبه وأمام العالم أجمع
الخطابات والشعارات الحماسية التي أثبتت فشلها على مدى التاريخ ليست حصرية لخامنئي بل هي مادة منهجية يفرضها على جميع خطابات مسؤوليه ووكلائه، المشكلة أنهم جميعاً لم يستوعبوا أن هذه الخطابات ما عادت تقنع الشعوب، فحسب مراقبين أن معظم الشعب الإيراني يدركون هشاشة محتوى خطاب نظامهم الفاسد، ويعلمون أن الفقيه يعبث ويراوغ ويحاول شراء الوقت حتى تظهر نتيجة التصعيد مع أمريكا، لكنهم يصمتون، لأنهم جربوه، ولأن أي رفض لقراراته وتوجيهاته تعني استخدام الحرس الإرهابي، لإبادات جماعية.
خامنئي لا يتكئ على الروس فحسب، فبعد أن صرح الرئيس الروسي بأنه لن يعمل كرجل إطفاء في المنطقة، لجأ الملالي المعتاد على تلك الأساليب الملتوية، إلى اليابان، وبينما يصرح نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن زيارة رئيس وزراء اليابان شينزو آبي إلى طهران، نهاية هذا الأسبوع، قد تسهم في خفض حدة التوتر، وأن اليابان قد تتمكن من أن تجعل الأمريكيين يدركون الظروف الراهنة، يعوّل خامنئي، الذي يُظهر رفض التفاوض، على زيارة «آبي» لحل كثير من مشاكله العالقة، وعلى رأسها ترامب!
يرى بعض المحللين أن تصريحات ترامب الكثيرة المتلاحقة ليست مجرد مناورات مع إيران، بل إن احتمال تحرك القوات الأمريكية على وقع أي خطأ ترتكبه إيران ما زال قائماً، ومع أن اللوبي الإيراني المتوغل في الحزب الديمقراطي الأمريكي، ما زال يطمئن خامنئي، إلا أن الخوف الذي يتملّكه يجعله يُصرّ على المكابرة واستخدام الشعارات المستهلكة التي تتحدى أمريكا، ويدفع، كما موسوليني، أن هناك 14 مليون طالب مدرسة، دون سن الـ 16، جاهزون للقتال في حال اندلاع الحرب!
مشاكل خامنئي ظهرت جلية في خطابه العاطفي أيضاً، حين تحدث عن قمم مكة التي كشفت نواياهم بل أوضحت ماهية هذا النظام، سواء في بيانات القمم الثلاث أو «وثيقة مكة» التي يحاول خامئني هدمها، عبر جماعة الحوثي الإرهابية، فخسر أمام شعبه وأمام العالم أجمع، أي مصداقية تتعلق بكون إيران دولة إسلامية أو تمتُّ إلى الإسلام بصلة.
ليست إيران فحسب من نزعت عن نفسها صفة الإسلام، بل قطر فعلت أيضاً ونزعت عن نفسها الثوب الخليجي الذي يستر عوراتها الكثيرة، ونزعت عن نفسها صفة العروبة، فأصدرت بياناً تتحفظ فيه على بيانات قمم مكة، ثم اتصل تميم بن حمد بالرئيس الإيراني حسن روحاني بحجة التهنئة بعيد الفطر، لكن الأمير المرعوب كان يأمل في أن يسمع مديحاً على موقف بلاده المخزي من بيانات الأمة في مكة، فانتهت المكالمة، وبقي عار قطر عالقاً في صفحات التاريخ.
نقلا عن "البيان"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة