صادرات المكثفات الغازية لإيران تصل إلى الصفر
بيانات إيرانية حديثة تكشف هبوط معدل صادرات المكثفات الغازية إلى حاجز الصفر تقريبا
كشفت بيانات إيرانية حديثة هبوط معدل صادرات المكثفات الغازية إلى حاجز الصفر تقريبا، تأثرا بالعقوبات الأمريكية المفروضة على طهران منذ العام الماضي.
وتعرف مكثفات الغاز كنوع من النفط الخام منخفض الكثافة ومرتفع القيمة، حيث تنتج من الحقول الغازية.
ويصل إنتاج إيران من المكثفات الغازية خاصة حقل بارس الجنوبي إلى نحو 650 ألف برميل يوميا، في حين يستهلك داخليا ما يتراوح بين 400 إلى 450 ألف برميل.
وصدرت إيران في الفترة من أبريل/نيسان 2017 إلى أبريل/نيسان 2018 (قبل شهر من إعلان الولايات المتحدة انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني) أكثر من 17 مليون طن مكثفات غازية بقيمة 7 مليارات دولار أمريكي.
وبحسب بيانات منظمة الجمارك الإيرانية (مقرها العاصمة طهران)، هبطت صادرات المكثفات الغازية في السنة الفارسية الماضية (21 مارس/آذار 2018 إلى 20 مارس/آذار 2019) إلى أقل من 9.5 مليون طن بنسبة انخفاض 45%.
وذكرت إذاعة فردا التي تبث باللغة الفارسية من التشيك، الثلاثاء، أن الجمارك الإيرانية توقفت عن إصدار تقارير تتناول نسب الصادرات والواردات للبلاد منذ 6 أشهر مضت على الأقل.
وقال حميد حسيني، الناطق باسم اتحاد مصدري النفط والغاز الطبيعي والبتروكيماويات في تصريحات لوكالة أنباء "ميزان" التابعة للقضاء الإيراني، إن بيانات الأشهر الخمسة الأولى من السنة الفارسية الجارية (بدأت 21 مارس/آذار) تظهر تراجعا بنسبة 9% في صادرات المكثفات الغازية.
ولم يفصح المسؤول الإيراني على وجه الدقة عن معدل الصادرات، لكن الإحصاءات الرسمية تشير إلى أن إيران صدرت 4 ملايين و167 ألف طن من المكثفات الغازية خلال الربعين الأول والثاني من السنة الفارسية الماضية.
وعلى هذا الترتيب، بلغت صادرات إيران من المكثفات الغازية في فترة الربعين الأول والثاني من السنة الفارسية الحالية حدود 3.7 مليون طن، في حين تصنف طهران هذه السلعة ضمن سلة الصادرات غير النفطية.
ووصلت حصة مكثفات الغاز الإيرانية إلى 25% من إجمالي حجم الصادرات غير النفطية للبلاد، قبل إعادة واشنطن فرض عقوباتها في أغسطس/آب 2018.
ويرتبط جزء من تدني تصدير مكثفات الغاز بتدشين طهران لمصفاة "نجمة الخليج" التي يمكنها تحويل 360 ألف برميل يوميا من المكثفات الغازية إلى بنزين وديزل ومنتجات نفطية أخرى.
بيد أن إيران تنتج الآن بشكل يومي فائضا يتراوح بين 150 إلى 20 ألف برميل مكثفات غازية، وبحسب تصريحات "حسيني" بلغت صادراتها مستوى الصفر تقريبا.
وعلى النقيض من الحقول النفطية، لا يمكن لإيران أن توقف إنتاج المكثفات الغازية التي يرتبط إنتاجها باستخراج الغاز الطبيعي، وبالتالي إيقافها يعني توقف إنتاج الغاز أيضا.
وتجبر إيران على تخزين فائض إنتاج المكثفات الغازية لديها، في الوقت الذي رصدت شركة كبلر للبيانات النفطية وصول حجم المخزون النفطي والغازي الإيراني الراكد دون مشترين إلى 120 مليون برميل، في أغسطس/آب الماضي، وفقا لإذاعة فردا.
وتعاني سوق النفط الإيراني، بحسب المتحدث باسم مصدري النفط والغاز المحليين، من مشكلات مختلفة تتعلق بالشحن والتحويلات المالية تأثرا بالعقوبات الأمريكية.
وتحجم شركات أجنبية في الوقت الراهن عن شراء مكثفات غازية في بورصة الطاقة المحلية الإيرانية، في حين من المرجح قريبا أن تواجه هذه السلعة مزيدا من الركود.