الأزمات الاقتصادية تلاحق طهران.. "الصناعات" الإيرانية تنهار
مستوى الانكماش والتراجع بقطاع الصناعات في إيران وصل إلى سالب 7.9%
واصل الاقتصاد الإيراني حالة التأزم القصوى، ووصل مستوى الانكماش والتراجع بقطاع الصناعات في إيران إلى سالب 7.9%، بفعل ركود صادرات النفط عقب قرارات واشنطن الأخيرة برفض تمديد إعفاءات نفطية لصالح بعض الدول والشركات، وفق صحيفة "دنياي اقتصاد" المتخصصة في تغطية أسواق المال والأعمال محليا.
ورفضت واشنطن قبل أيام تمديد إعفاءات نفطية كانت تتيح شراء محدودا لنحو 8 مستوردين من النفط الخام الإيراني، إضافة إلى مكثفات الغاز منذ فرض ثاني حزم العقوبات الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
- العقوبات تعصف بمبيعات السجاد الإيراني ومخاوف من توقف نهائي للتصدير
- صادرات نفط إيران نحو الحصار الكامل.. 23 دولة تتخلى عن الخام الراكد
كما تواجه حكومة طهران عجزا يقارب 25% في ميزانية السنة المالية الجديدة التي بدأت 21 مارس/آذار الماضي، وسط توقعات بمزيد من الانخفاض في إيرادات بيع النفط الخام عالميا بعد دخول إيران مرحلة الحظر النفطي الكامل، وفقا للصحيفة.
ومن المحتمل أن تواجه حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني أزمات حادة في الفترة المقبلة، بسبب عجزها المتوقع حيال تدبير 3 أرباع التزاماتها المالية على الأقل والتي كانت تعتمد على عوائد تصريف النفط للحصول عليها.
فيما تسود حالة كساد شديدة للغاية في داخل أغلب أسواق إيران حاليا، ولا سيما المرتبطة منها بسوق النقد الأجنبي التي تشهد تقلبات كبيرة على مدار الفترة الأخيرة، خاصة بعد تهاوي سعر العملة الرسمية إلى مستوى 144000 ريال إيراني للدولار الأمريكي الواحد.
وعلى مستوى الأوضاع المعيشية للمستهلكين العاديين، تتزايد وتيرة موجات الغلاء السلعي إلى نحو 4 أضعاف مقارنة بأشهر مضت، في الوقت الذي تجاوز مؤشر التضخم حاجز 50% في أبريل/نيسان الجاري.
وزادت على نحو كبير نفقات الإنتاج المحلي وسط صعوبة بالغة في التحويلات المصرفية بغرض الحصول على مواد خام، الأمر الذي ينذر بتعطل المزيد من الوحدات الإنتاجية التي تواجه مشكلات مالية أكثر من أي وقت مضى.
وفضل الكثير من صغار المستثمرين الإيرانيين المحليين الذين يواجهون تداعيات سلبية، تبعا للتضخم التوقف عن مواصلة أنشطتهم التجارية والصناعية، أملا في الهروب من شبح الإفلاس نهائيا.
وفي حين ينتهج المسؤولون الإيرانيون أساليب دعائية ردا على مساعي الولايات المتحدة تصفير صادرات النفط الخام لطهران، تبدو احتمالات اندلاع احتجاجات شعبية تبعا لأسباب اقتصادية قائمة في الوقت الراهن.
من جهة أخرى، لفت تحليل اقتصادي نشرته صحيفة "كيهان" المعارضة التي تصدر من بريطانيا إلى أن انهيارا بالكامل قد يحدث للاقتصاد الإيراني بعد تشديد العقوبات النفطية من جانب أمريكا، بينما تستمر التقلبات النقدية الحادة، وكذلك خروج استثمارات مالية باهظة في ظل انعدام الجدوى.
أساليب طهران السابقة للالتفاف على عقوبات النفط لم تعد مجدية، بعد أن تراجع مستوى الصادرات من 2.5 مليون برميل إلى أقل من 1 مليون برميل يوميا مؤخرا، رغم وجود استثناءات نفطية من العقوبات المفروضة عليها، وفقا لتحليل صحيفة كيهان.
وتبدو خطط حكومة روحاني لسد العجز في الموازنة العامة لن تفلح أيضا، بعد أن عجزت عن تحصيل عوائد ضريبية كبيرة بسبب تأزم أوضاع الشركات والمصانع المحلية بشدة، إلى جانب فقدان إيرادات السياحة القادمة من بلدان أخرى بسبب محاذير تتعلق بالسفر والأمان الشخصي للسياح الأجانب.
وتدور مخاوف من اتجاه الحكومة الإيرانية نحو بيع السندات التي لن تكون محل ترحيب شعبيا، خوفا من إهدار المدخرات المالية الوطنية المخصصة لصالح الأجيال الجديدة، إضافة إلى تكبد 5 حكومات قادمة على الأقل ديونا كثيرة جراء هذه السياسات الاقتصادية، وفقا لكيهان.
وحذرت الصحيفة اللندنية من خطر احتمالية طباعة مزيد من العملات النقدية دون وجود دعم حكومي، وهي الخطوة التي حال اعتمادها رسميا ستكون موجة تدميرية لجسد اقتصاد إيران الهزيل، وفق تعبيرها.
aXA6IDE4LjIyNC41Ni4xMjcg
جزيرة ام اند امز