إنفوجراف.. الخسائر المحتملة لحزب الله على وقع احتجاجات إيران
الاحتجاجات الإيرانية تستنزف وكلاء طهران
الاستنزاف وزيادة الإنفاق على حماية نظام الملالي بعد الاحتجاجات ستكون له انعكاسات على حزب الله الذي يواجه بدوره سخطا متزايدا ضده بلبنان
سلط منتدى استضافه معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الضوء على الخسائر المحتلمة لوكلاء طهران في المنطقة، إثر الاحتجاجات الإيرانية، لاسيما مليشيا حزب الله في لبنان.
وبحسب حنين غدار، الباحثة اللبنانية المخضرمة، التي خاطبت المنتدى، فإن الاستياء الشعبي من الأنشطة الإقليمية للنظام الإيراني لا يقتصر على إيران، فمليشيا حزب الله، التي تقود معظم تلك الأنشطة، تواجه أيضا تحديات متنامية بالداخل.
وفي الواقع، تضيف غدار، أن علامات السخط في لبنان شبيهة جدا بعلامات الاستياء الملحوظة في إيران، مستشهدة بأن غضب اللبنانيين الشيعة من حزب الله يتزايد، بسبب انخراطه في الحرب السورية.
وفي هذه الحرب التي يساند فيها حزب الله نظام بشار الأسد، كان قتلى المليشيا أكثر من الذين سقطوا في جميع صراعاتها السابقة، طبقا للباحثة اللبنانية.
كما تشير غدار إلى أن الحرب السورية أدت إلى تآكل الوضع الاقتصادي لمناصري حزب الله، إذ تقتصر الرواتب التي يدفعها الحزب حاليا، على الجنود وعائلاتهم، ونتيجة لذلك، فإن العديد من قواته يقاتلون أساسا من أجل المال.
وقلّص التنظيم، كما تفيد الباحثة اللبنانية، شبكات خدماته الاجتماعية إلى حد كبير، من أجل تمويل النشاط العسكري المتزايد، الأمر الذي يضطر معه الشباب الشيعي للمخاطرة بحياتهم، للاستفادة من موارد المليشيا.
ومن شواهد هذا الاستياء، وفق غدار، الاحتجاجات التي وقعت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، إذ ردد المتظاهرون شعارات مناهضة لزعيمه حسن نصر الله.
وامتد التعبير عن هذا السخط إلى الانتخابات البلدية الأخيرة، حيث صوّت 40 % من الناخبين في بعلبك، معقل المليشيا في وادي البقاع، لمرشحين مناهضين لحزب الله، طبقا للباحثة اللبنانية.
وتعتقد غدار أن الانكماش الاقتصادي الحالي في لبنان سيزداد سوء العام المقبل، ولذلك لن يكون مستغربا اندلاع المزيد من الاحتجاجات، خصوصا إذا ما ترددت أصداء الانتفاضة الإيرانية في صفوف الشيعة اللبنانيين.
فمن شأن أي دليل ضعف، تؤكد غدار، أن يدفع الناس إلى إعادة النظر في الدور المهيمن لإيران وحزب الله في المنطقة؛ ما قد يدفع بدوره القوى السياسية المحلية إلى إعادة النظر في حلولها الوسطية مع هذه المليشيا.
7 مليارات للتخريب
أما باتريك كلاوسون، مدير الأبحاث في معهد واشنطن، فقد نبّه إلى مسألتين مهمتين فيما يخص تأثير الوضع الاقتصادي على الاحتجاجات، الأولى هي تكلفة الأعمال المخلة بالاستقرار التي تمارسها إيران في الخارج.
واستدل بتقديرات مسؤولين أمريكيين قالت إن طهران تنفق حوالي 7 مليارات دولار سنويا على أنشطتها التخريبية في المنطقة، فضلا عن ملياري دولار للأنشطة الصاروخية والنووية.
وصرح الأكاديمي الأمريكي أن التكاليف غير المباشرة للمغامرة الإقليمية أعلى من ذلك، حيث خصصت موازنة إيران للعام الحالي 12 مليار دولار للنفقات العسكرية، التي لن تكون هناك حاجة إلى الكثير منها إذا كان النظام أقل عدوانية.
وبالنسبة إلى مايكل آيزنشتات، مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في المعهد، فإن الاحتجاجات الراهنة لن توثر في نشر القوات الإيرانية في الخارج على المدى القصير، لأن هذا الانتشار لا يشمل إلا عددا صغيرا من الوحدات المتخصصة مثل فيلق القدس، التابع للحرس الثوري.
لكن على المدى البعيد، يستطرد الخبير الأمريكي، يمكن أن تؤثر الاحتجاجات على القرارات المرتبطة بهيكل القوة على مدى السنوات القادمة، مع تخصيص المزيد من الموارد للأمن الداخلي.